إعلان

وجهة نظر: 5 يونيو 2015.. وزيارة ألمانيا

لواء دكتور محسن الفحام

وجهة نظر: 5 يونيو 2015.. وزيارة ألمانيا

08:40 م السبت 06 يونيو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – لواء دكتور محسن الفحام:

لم يكن اختيارنا لهذا اليوم موعداً لذهابي و معي مجموعة كبيرة من الشباب و العائلات المصرية لزيارة مشروع قناة السويس الجديدة، والتي أوشك الأبطال القائمين علي العمل بها من الانتهاء بالشكل الذي يؤهلها للافتتاح و بدء العمل من خلالها في الموعد الذي حدده الرئيس والموافق الخامس من أغسطس هذا العام بإذن الله من قبيل المصادفة بل كان متعمداً لنرسل للعالم رسالة ان مصر ابداً لا تستكين لأي هزيمة او ضغوط.. واننا نحاول ان نكمل ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي حالياً من صولات وجولات خارج البلاد لنؤكد للعالم ان مصر تتغير دائماً للأفضل.

رأيت ومعي هؤلاء الزائرين الذي يمثلون اعضاء حزب حماة الوطن الذي يشرف عليه مجموعة من قادة القوات المسلحة المتقاعدين والذين سطروا بدمائهم بطولات حول منطقة قناة السويس منذ 5 يونيو 1967 إلي ان تحقق نصر أكتوبر 1973... حيث قال لي أحد هؤلاء الأبطال الذين كانوا معنا انه يشهد ان هذه الأرض التي نقف عليها قد ارتوت بدماء ابناء من جيش مصر العظيم قد يكون التاريخ لم يذكرهم ولكننا ابداً لم و لن ننساهم لأنهم كانوا في طليعة من عبروا تلك القناة و مهدوا لنا الطريق لتحقيق النصر.. واليوم اشهد انهم ايضاً مهدوا لنا الطريق للقيام بهذا المشروع العملاق و الذي سوف يكون له مردود إيجابياً على مستقبل هذا الوطن.. فهم شهداء لتحقيق النصر ثم لتحقيق تلك النهضة.

ثم جاء كل من العميد أركان حرب / طارق حافظ و العقيد أركان حرب / محسن هيكل المسؤولين عن تأمين هذا المجرى الملاحي الجديد و الأشراف عليه ليوضحوا لنا حقائق مذهلة عن حجم الصعوبات التي تعرضوا لها في بداية العمل وكم الانجازات التي تحققت في توقيت خيالي لم يستغرق سوى 11 شهر.. ويكفي ان نعرف ان كمية الرمال التي تم إزالتها تعادل ثمانية أضعاف ما تم إزالته عند بناء السد العالي خلال هذه الفترة.. وعندما حان وقت صلاة الجمعة ارتفعت الحناجر بالدعاء لمصر ولجيشها وقائدها بكل مشاعر الحب والعزة والفخار بالنصر على أعداء السلام و الأمان لهذا الوطن العظيم.

وقد تزامنت تلك الزيارة تقريباً مع نفس توقيت انتهاء زيارة الرئيس / عبد الفتاح السيسي إلي ألمانيا و هي تلك الزيارة التي سبق ان اشرنا إليها في لقاء سابق وتوقعنا ان تكون لها نتائج إيجابية كبيرة من الناحية الاقتصادية وهو ما تحقق بالفعل... ولكننا لم نكن نتوقع هذا النجاح و الحضور الطاغي لشخصية الرئيس في المباحثات السياسية مع الجانب الألماني بكافة كوادره القيادية... وكيف استطاع بكل ثقة أن يجعل المجتمع الألماني يعيد النظر في الأوضاع الداخلية لمصر من خلال مبادرته الشجاعة في توقع الأسئلة التي كانت سوف توجه إليه والإجابة عليها بكل ثبات و اقناع... وبطبيعة الحال فنحن هنا لسنا بصدد تقييم نتائج الزيارة فهناك المتخصصون و المشاركون فيها و الذين لهم بلا شك رؤية أوضح من أي محلل أو قارئ للأحداث من خلال وسائل الاعلام ،ولكن مما لا شك فيه انها قد أحدثت حراكاً إيجابياً في تغيير نظرة تلك الدولة الهامة من دول القارة الأوربية إلي الأوضاع الجديدة في مصر والاحترام الجدير بقائد مسيرة تلك المتغيرات الإيجابية.

وهنا...لك عزيزي القارئ ان تتساءل ما العلاقة بين زيارتنا لمشروع قناة السويس الجديدة و بين زيارة الرئيس لألمانيا و لماذا نربط بينهما؟...

اشير هنا إلي عبارة قالها الرئيس في مؤتمره الصحفي مع المستشارة الألمانية / انجيلا ميركل يقول فيها "اننا نعترف ان هناك قصور في نقل صورة واقعية و حقيقية لما تعرضت له البلاد في حقبه حكم الإخوان للوطن و الذي ترتب عليه خروج الشعب كله عليهم لإسقاطهم وكذلك في عرض مرحلة البناء و التنمية التي نقوم بها حالياً".

تلك العبارة يا سادة هي مربط القول في لقائي معكم اليوم .. نحن في حاجة إلي استراتيجية إعلامية متكاملة من خلالMedia – Plan نتعامل فيها مع أهل الخبرة العالمية في هذا المجال لكي تشرح و توضح للرأي العام الدولي كل ما تعرضت له البلاد في حكم الإخوان .. وهنا أشير إلي ان هناك قناة فضائية ألمانية باسم N.24 تعمل على مدار اليوم لتوضيح ما تعرضت له المانيا اثناء الحكم النازي من جرائم وحشية وأعمال تخريب و تدمير لكيان المجتمع الألماني وهو الأمر الذي أحدث تأثيراً إيجابياً علي الأجيال الشابة هناك في إحداث كراهية وبغض حتي من مجرد مناقشة افكار هذا الحكم النازي ورفض هذا الشباب لكل أشكال العنف والدمار الذي شهدته بلادهم على يد هذا الحكم – وهناك دراسة تشير إلى ان حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان كان من أشد المعجبين بالحكم النازي الألماني - وأشير أيضاً ان قناة الجزيرة التي تبث باللغة الإنجليزية لتقوم بتقديم برامجها للعالم الخارجي بالشكل الذي يسئ لمصر حالياً.

نحن نحتاج إلى اعلام احترافي – مع كامل احترامي لكل الإعلاميين المصريين المجتهدين – يتم بثه من احدى الدول الأوروبية مثل اليونان او قبرص نظراً للعلاقات الطيبة التي تربطنا بهم حالياً يقوم بتوضيح ما تعرضت له البلاد أثناء حكم الإخوان الإرهابين لها من أعمال عنف و ترويع و إقصاء، الامر الذي أدى إلي ثورة الشعب المصري عليهم ..كما يوضح الأحلام المشروعة لهذا الشعب في المستقبل المشرق...و هنا يأتي دور الاعلام أيضاً في الترويج للمشروعات الاستثمارية التي نأمل ان تتحقق على طول محور قناة السويس الجديدة .. فلا يعقل مثلاً ان يسافر الفريق / مهاب مميش رئيس هيئة القناة كل فترة إلى بعض الدول للترويج لهذه المشروعات. أين دور الإعلام هنا؟

نريد إعلاماً مدروساً و مخططاً له تخطيطاً استراتيجياً قصير و متوسط المدى.. نريد اعلاماً يروج للنجاحات التي تحققت خلال العام الماضي والآمال المعقودة خلال الأعوام القادمة.. ثم نقيم اداؤه كل فترة زمنية لنرى مدى تأثيره على الخارج ونعيد النظر لتجاوز السلبيات إذا وجدت والعمل علي تحويلها إلى إيجابيات فهذا لن يعيبنا على الأطلاق.

هناك مستقبل مشرق ينتظر هذا الوطن تتضافر فيه جهود رجال الأمن و الجيش والإعلام لتحقيق هذا المستقبل يداً بيد مع العمال و المواطنين الشرفاء اللذين من حقهم أن ينعموا بالاستقرار و الرخاء القادم للبلاد بإذن الله.. وتحيا مصر.

إعلان

إعلان

إعلان