إعلان

على درب الشفاء.. مصراوي داخل مصنع إنتاج أول عقار فموي لكورونا (معايشة)

03:37 م الخميس 10 فبراير 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد جمعة:

صور وفيديو- زياد أحمد وأحمد حسين:

جاءت موافقة هيئة الدواء المصرية، أواخر الشهر الماضي، على استخدام أول علاج مضاد للفيروسات يؤخذ عن طريق الفم باسم "مولونبيرافير" للحالات البسيطة والمتوسطة، لتجدد الآمال في سرعة شفاء مرضى كورونا، وعدم الانتظار لحين تدهور حالتهم الصحية.

يأتي هذا العقار الجديد خلافًا للعقاقير الأخرى التي استخدمت منذ بداية الجائحة لهذا الغرض، وكان يتطلب الأمر إعطائها عن طريق الوريد أو الحقن، مثل عقار "ريمديسيفير"، ومزيج الأجسام المضادة أحادية النسيلة الذي تنتجه شركة "ريجينيرون"، وجرى إعطائهما للمرضى بعد احتياجهم لدخول المستشفيات.

دواء "مولونوبرفير"، هو العقار الذي ابتكرته شركة "ميرك" الأميركية، وسمحت لصانعي الأدوية الآخرين بإنتاجه في خطوة تهدف إلى مساعدة ملايين الأشخاص للحصول على الدواء الذي يحتمل أن ينقذ آلاف الأرواح.

صورة 1ومن أمريكا إلى مصر، تسابقت 5 شركات مصرية على إنتاج الدواء كمرحلة أولى، يعقبها عدة شركات أخرى ما زالت في مراحل التقييم المختلفة، وفق بيانات هيئة الدواء المصرية.

ولا يعلو صوت داخل مصنع شركة "إيفا فارما" على عقار كورونا الجديد الذي يجري إنتاجه، بعدما كان للشركة المصرية السبق في تصنيع عقار "ريمديسيفير" للمرة الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا.

داخل مصانع الشركة في منطقة الهرم بالجيزة، تبدأ مراحل تصنيع العقار منذ تصنيع المادة الخام وفصلها حتى تعبئة الدواء وتسويقه حاليًا لصالح وزارة الصحة تمهيدًا لتوزيعه على مستشفيات العزل والمستشفيات الخاصة.

يشرح الدكتور مينا محسن، كيفية تحضير المادة الفعالة للعقار داخل إحدى بنايات الشركة، إذ تكون عبارة عن سائل يتم تنقيته من الشوائب بداخله لتصل لأقصى فعالية بنسبة 100%، وهي المصرح بها عالمياً، ثم يتم الحصول بعد ذلك على المادة الخام كـ"بوردة"، بعد أن يتم تجفيفها.

وأضاف المسئول عن تصنيع المواد الخام، أنه يتم تحليل المادة الفعالة بعد ذلك بشكل دقيق لمعرفة مدى مطابقتها للمعايير والمواصفات العالمية، على أن يعقب ذلك استكمال باقي مراحل الإنتاج المختلفة.

صورة 2في مبنى مجاور، يعكف العاملون على تنفيذ المرحلة الأكبر وهي التصنيع والتعبئة، حيث رافقنا الدكتور تادرس ليون الصيدلي المشرف على تصنيع العقار، بعد أن ارتدينا ملابس وقائية وبدأنا التنقل بين غرف زجاجية تشهد مراحل التصنيع وسط إجراءات تعقيم مشددة.

وعن مراحل الإنتاج، قال "تادرس" إن المرحلة الأولى هي وزن الخامات بما في ذلك المواد الفعالة والمواد غير الفعالة، وبعدها يأتي التحضير الرطب إذ يتم عجن المواد الفعالة مع بعضها البعض ثم تجفيفها، وآخر خطوة في هذه المرحلة هي الخلط.

صورة 3وأشار إلى أن المرحلة الثانية تتمثل في تعبئة الكبسول، بالحصول على المنتج النهائي كـ"بودرة" وتعبئتها على الكبسولات التي يتم وضعها بعد ذلك في برطمانات من خلال خط كامل، ويحتوي كل برطمان على 40 كبسولة.

وبعد ذلك يدخل العقار خط التغليف باسم المنتج وتاريخ الصلاحية ورقم التسجيل، الذي يعد آخر مرحلة قبل تجميع العبوات في ورق مقوّى ووضعه في المخازن، وفق "تادرس".

وتبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع 30 ألف عبوة يومياً.

صورة 4وأشار تادرس إلى أن الشركة تستهدف تغطية الإنتاج المحلي في المقام الأول سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة، ثم التصدير الخارجي لبعض الدول المجاورة ومنها ليبيا، وكذلك بعض الدول الأفريقية.

وأضاف: "نعمل لمدة 24 ساعة لإنتاج تلك التشغيلات، بعدما نجحنا في تصنيع أول 3 تشغيلات من المواد الخام المصرية"، لافتًا إلى أن الشركة بدأت التحضير لتصنيع هذا الدواء منذ أشهر، إذ عكف فريق من الباحثين على العمل حتى نجحنا في تحقيق هذا "الحلم".

صورة 5المستشفيات أولًا

ووافقت اللجنة العلمية لمكافحة كورونا عقب إنتاج العقار على إضافته بروتوكول العلاج، في حين حددت وزارة الصحة توزيعه على المستشفيات فقط في المرحلة الأولى "حتى لا يُساء استخدامه"، حسب ما قال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة الصحة لمصراوي.

وأوضح عبدالغفار أنه يتم إعطاء هذا الدواء في الأيام الأولى من الإصابة بـ"كوفيد-19"، وخاصة في أول 5 أو 7 أيام، حيث يقلل من حدة الأعراض ويمنع تدهور الحالة ويقلل كذلك من الحاجة لدخول المستشفيات.

ووفق هيئة الدواء المصرية، فإن عقار "مولونبيرافير" يقلل من خطر دخول المستشفى والوفاة بمقدار النصف بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مرض خفيف إلى متوسط. ويعمل على تقليل قدرة الفيروس على التكاثر وإبطاء مخاطر المرض.

صورة 6وذكر الدكتور جورج ماهر، مدير التسويق بشركة إيفا فارما، أن مولنوبيرافير يساعد الأشخاص المصابين بكوڤيد-19 على البقاء خارج المستشفى والشعور بالتحسن، وفي الأصل تم تطويره لعلاج فيروس الأنفلونزا.

وأشار إلى أنه تمت الموافقة على عقار المولنوبيرافير في المملكة المتحدة لتقليل مخاطر الاستشفاء والوفاة في حالات كورونا الخفيفة إلى المتوسطة للمرضى المعرضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض خطيرة مثل السمنة والسكر وأمراض القلب أو الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.

صورة 7وبشأن جرعة العلاج، أوضح "ماهر" أنها عبارة عن 4 كبسولات 200 مجم كل 12 ساعة لمدة 5 أيام، لكنه شدد على ضرورة أن يبدأ العلاج بمولنوبيرافير في غضون 5 أيام من ظهور أعراض كورونا، ومن المقرر بيعه للجمهور بعد موافقة وزارة الصحة بسعر 624 جنيهًا.

ولا يُسمح باستخدام عقار المولنوبيرافير للحامل، وكذلك للمرضى الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا حتى الآن، وفق مدير التسويق بالشركة.

فيديو قد يعجبك: