إعلان

في عيد استشهاده.. أبرز المعلومات عن القديس مارمرقس أول من أدخل المسيحية لمصر

08:51 م السبت 08 مايو 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مينا غالي:

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، بعيد استشهاد مارمرقس الرسول الذي أدخل المسيحية إلى مصر، كما أنه لُقب بـ"الإنجيلي" بعدما كتب إنجيلًا يسجل فيه حياة السيد المسيح ومعجزاته.

وينشر "مصراوي" أبرز المعلومات عن القديس مارمرقس مبشر الديار المصرية:

1- القديس مارمرقس الرسول هو يهودى من سبط لاوى، نشأ في أسرة متدينة، أبوه يدعى أرسطوبولس ابن عم "أو عمة القديس بطرس الرسول" ولد مرقس في مدينة القيروان أحد الخمس مدن الغربية من أسرة ميسورة الحال، تعلم اللغات اليونانية واللاتينية والعبرية، فأتقنها جميعا، وتذكر بعض المصادر التاريخية أن القبائل الهمجية المتبربرة هجمت على أملاك أسرته فى القيروان ونهبتها، وكان ذلك فى عهد أغسطس قيصر، فهاجرت الأسرة إلى فلسطين.

2- تروي بعض كتب التاريخ أنه ووالده كانا سائرين فى الطريق تقابلا مع أسد، فقال له والده اهرب يا ابنى لتنجو بنفسك، واتركنى أنا ليلتهمنى الوحش، فقال مرقس لأبيه إن المسيح الذى بيده نسمة كل واحد فينا هو ينجينا، ثم صلى قائلا: "أيها السيد المسيح ابفن الله اكفف عنا شر هذين الوحشين" فاستجاب الله لصلاته وانشق الوحشان وهناك تقابل الأسرة مع السيد المسيح، فصار بيته هو أول كنيسة فى العالم، ففيه تم العشاء السرى، وفيه حل الروح القدس على التلاميذ فى يوم الخمسين، ويذكر التقليد الكنسى أن الرجل الحامل جرة الماء الذى أشار إليه الانجيل هو مارمرقس الرسول نفسه "مر14 :13-15، لو 22 :10-12".

3- عندما وصل مارمرقس الرسول إلى الإسكندرية كانت تعتبر العاصمة الثقافية للعالم كله، ففيها مدرسة الإسكندرية بمكتبتها العالمية الشهيرة، وفيها الديانة الفرعونية بكل آلهتها إيزيس وأوزيريس وحورس وآمون وإبيس وحتحور تحت زعامة رع كبير الآلهة.. وفيها أيضا العبادة اليونانية تحت زعامة "زيوس "كبير آلهة الإغريق، وحدث نوع من التقارب بين العبادتين كانت من نتائجها عبادة الإله الوثنى العظيم "سيرابيس" وفيها أيضا العبادة الرومانية تحت زعامة "جوبيتر "كبير آلهة الرومان، وفيها أيضا العبادة اليهودية، وتمت فيها الترجمة السبعينية للكتاب المقدس فى عهد بطليموس فلادلفيوس.

4- وصل مارمرقس الرسول إلى الإسكندرية بين عامى 60، 61 م تقريبا.. وبينما كان يتجول على البحر مفكرا ومتأملا من أين يبدأ فى هذه المنطقة، تمزق حذاؤه فذهب إلى إسكافى يدعى "انيانوس " وفيما هو يصلح حذاءه فجأة دخل المخراز فى يده فصرخ قائلا: "ايس ثيئوس "اى"يا الله الواحد، فتفل مارمرقس على الطين وطلى به يد انيانوس فشفى فى الحال، فطلب انيانوس من مارمرقس أن يزوره فى المنزل، فزاره هو وأسرته وكلمهم عن السيد المسيح حتى آمن أنيانوس هو وأهل بيته أجمعين .

5- بعدها قام مامرقس بتأسيس مدرسة لاهوتية لمواجهة المدرسة الوثنية، وعهد بإدارة المدرسة إلى القديس يسطس الذى صار الأسقف السادس لمدينة الإسكندرية، كما قام بوضع القداس الإلهى، ثم سام انيانوس أسقفا حوالى عام 62م تقريبا، كما سام معه ثلاثة من الكهنة وسبعة من الشمامسة.

6- وحول تأسيس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية جاء بالدراسة عندما حضر مارمرقس الرسول إلى الإسكندرية، كانت الإسكندرية مركزا هاما للثقافة الوثنية، فمن مدرستها الشهيرة تخرج العديد من الفلاسفة والعلماء، كما خرجت منها الترجمة السبعينية للكتاب المقدس Septuagint، فكان لزاما على القديس مرقس الرسول مواجهة هذه المدرسة فأسس مدرسة لاهوتية كان التعليم فيها يقوم على طريقة السؤال والجواب Catechism وكان يدرس فيها إلى جانب اللاهوت الفلسفة والمنطق والطب والهندسة والموسيقى، وأول مدير لهذه المدرسة هو العلامة يسطس "وهو البطريرك السادس "ثم أومانيوس "البطريرك السابع "ثم مركيانوس" البطريرك الثامن " وياروكلاس "البطريرك الثالث عشر " وديونيسيوس "البطريرك الرابع عشر".

ومن أشهر علماء هذه المدرسة العلامة أثيناغورس، والقديس بنتينوس، والقديس كليمندس السكندرى، والعلامة أوريجانوس، والقديس ديديموس الضرير.

7- حقد الوثنيون كثيرا على مارمرقس بسبب نجاحه الشديد فى جذب النفوس إلى الإيمان المسيحى، وفى ليلة 29 برمودة 68م، كان المسيحيون يعيدون بعيد القيامة، وتصادف فى نفس الليلة كان الاحتفال الوثنى بعيد الإله سيرابيس، فهجم الوثنيون على الكنيسة، وسحلوه فى شوارع الإسكندرية كلها حتى سألت دماؤه، ثم سجنوه فى سجن مظلم حتى الصباح.

8- قضى مارمرقس الليلة فى السجن وهو مهشم الجسد، ولكن روحه كانت متعلقة بالرب، فظهر له ملاك الرب ليقويه ولمسه وقال له "يا مرقس أيها الخادم الصالح: قد أتت ساعتك، وستنال مكافأتك حالا، تشجع فقد كتب اسمك فى سفر الحياة".

9- وبمجرد أن اختفى الملاك ظهر له السيد المسيح وقال له "يا مرقس، ياتلميذى، يا إنجيلى، ليكن السلام لك" وفى صباح الغد 30 برمودة رجع الوثنيون مرة أخرى، وأخذوه من السجن وربطوا عنقه بحبل غليظ، وكرروا ما فعلوه فى الليلة السابقة، وهو فى كل ذلك كان يصلى طالبا لهم المغفرة، وأخيرا قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة ونال معه ثلاثة أكاليل هم: إكليل الشهادة، إكليل الرسولية، إكليل البتولية، على أن موته لم يهدىء ثائرة الوثنيين وحقدهم، ففكروا فى حرق الجسد الطاهر فجمعوا حطبا كثيرا، وأعدوا نارا لحرقه، ولكن فى تلك اللحظة هبت عاصفة شديدة مصحوبة بمطر غزير، فتفرق الشعب وأنطفأت النيران .فأتى مجموعة من المؤمنين بالمسيحية وحملوا جسده، وصلى عليه خليفته القديس انيانوس مع الإكليروس والشعب كله، ودفنوه فى قبر نحتوه له داخل الكنيسة، وفى نفس مكان دفنه استشهد القديس بطرس خاتم الشهداء "البطريرك السابع عشر".

10- ظل جسد مارمرقس ورأسه معا فى تابوت واحد حتى عام 644م، وكان هذا التابوت محفوظا فى كنيسة بوكاليا "دار البقر" وكانت تطل على الميناء الشرقى للإسكندرية، ولما حدث الانشقاق المسكونى عام 451م، ونفى البابا ديسقوروس من كرسيه، تعرضت الكنيسة لاضطهاد مريع من أصحاب الطبيعتين، فاستولى الملكانيون على الكنائس القبطية ومنها كنيسة بوكاليا، ويذكر سنكسار 8 طوبة، أن رئيس المراكبية دخل الى الكنيسة ووجد رأس القديس مارمرقس فأخذها وخبأها فى مركبه، وعندما عزمت المركب على المسير، تقدمت المراكب كلها وخرجت من الميناء ما عدا المركب التى يوجد بها الرأس المقدس، فأمر عمرو بن العاص بتفتيش المركب، فوجدوا الرأس مخبأ، فلما أخرجوه حالا سارت المركب، فاستحضر عمرو بن العاص من كان سببا فى سرقة الرأس ووبخه توبيخا شديدا، ثم سأل عن بابا الأقباط ولما علم أنه هارب من الاضطهاد البيزنطى أمر بعودته فورا وأعطاه الأمان، ثم سلمه الرأس المقدسة وأعطاه 10 آلاف دينار لبناء كنيسة عظيمة على اسم صاحب الرأس.

وهكذا أصبح الرأس مع الأقباط والجسد مع الروم، إلى أن جاءت حادثة سرقة الجسد عام 828 أو 829 م تقريبا أن اتصل أحد البنادقة بالكهنة اليونانيين حراس الكنيسة، وعندما طلب حراس المركب تفتيش السفينة غطوها بمجموعة كبيرة من الخنازير، ولما كان البحارة يعتبرون الخنزير حيوان نجس، تركوا السفينة وبذلك تم تهريب الجسد إلى فينيسيا، وبنوا له كنيسة كبرى تعتبر من أفخم كنائس العالم، وتبارى فى بنائها كبار فنانين العالم وزينوها بلوحات فنية رائعة.

11- في عام 1968 تمت اتصالات بين البابا كيرلس السادس والبابا بولس السادس لإرجاع جزء من رفات مامرقس، وفى البداية رفض بطريرك فينسيا العرض جدا وقال أن جسد مارمرقس هو مجد فينسيا، فتوسط البابا بولس السادس فى الأمر وطلب اقتسام الجسد بين الكنيستين، فوافق بطريرك فينسيا على منح جزء من الرفات للكنيسة القبطية، وسافر وفد من الكنيسة القبطية إلى روما لتسلم الرفات يوم السبت الموافق 22 يونيه 1968، وتسلموا الرفات من البابا بولس السادس حتى عادوا بالجسد إلى القاهرة يوم الإثنين، وفى يوم الأربعاء الموافق 26 يونية تمت إقامة أول قداس فى الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس وبعدها تم إيداع الجسد أسفل المذبح ومازال محفوظا هناك حتى الآن.

فيديو قد يعجبك: