إعلان

بالصور| استخدام تقنية الجيوسيل لأول مرة لإنهاء مشروع تأهيل وتبطين الترع

02:30 ص الخميس 31 ديسمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد مسعد:

كشفت وزارة الموارد المائية والري، عن استخدام تقنية الجيوسيل لأول مرة في أحد المشروعات العملاقة التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع أحد الشركات التابعة للقوات المسلحة ضمن الإجراءات المتبعة للحد من تنامي الفجوة بين الطلب على المياه ومحدودية الموارد المائية.

وقال الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، إن التزايد السكاني الذي شهدته البلاد خلال الـ 50 عاما الماضية شكل تحديا كبيرا أدى إلى انخفاض نصيب الفرد من المياه ليقترب من درجة الشح المائي، مشيرا إلى أن الدولة تتبنى سياسات فعالة لإدارة مواردها المائية.

و‎أوضح عبدالعاطي، أنه تم الانتهاء أواخر نوفمبر الماضي من طرح وتدبير الاعتمادات المالية لـ 511 عملية لتأهيل الترع بطول حوالي 4400 كم بقيمة تقديرية حوالي 13.6 مليار جنيه موزعة على 20 محافظة وهي: أسوان، قنا، الأقصر، سوهاج، أسيوط، المنيا، بني سويف، الجيزة، الفيوم، القليوبية، المنوفية، الشرقية، الغربية، الإسماعيلية، الدقهلية، بورسعيد، دمياط، البحيرة، الإسكندرية، كفرالشيخ.

‎من جانبه قال المهندس محمود السعدي المشرف على مشروع التبطين، إنه يتم حاليا تنفيذ أعمال التأهيل لترع بطول 3500 كم في جميع المحافظات، وتم الانتهاء من تأهيل عدد من الترع بطول حوالي 600 كم، وجار أيضا إجراءات الطرح والترسية لتأهيل ترع بطول 840 كم، ويتم متابعة تنفيذ الأعمال والشركات العاملة والأعمال تسير بصورة مرضية.

و‎أوضح السعدي، أن تلك الأعمال تأتي في ضوء خطة الوزارة لتأهيل وتبطين الترع ضمن المشروعات التي يتم تنفيذها لترشيد استخدام الموارد المائية كأحد محاور الاستراتيجية القومية للموارد المائية 2037 والتي تهدف إلى توفير الموارد المطلوبة.

‎وأوضح المهندس شحته إبراهيم رئيس مصلحة الري، أن طول شبكة الترع العمومية على مستوى الجمهورية 33 ألف كم.

‎وأشار المهندس فتحي رضوان رئيس قطاع التوسع الأفقي، إلى أن كيلو التبطين تصل تكلفته إلى حوالي 3 ملايين جنيه، والنوع الأهم في التبطين يتم بطبقة من الأحجار سمك 30 سم فوقه طبقة من الخرسانة العادية سمك 10 سم وهناك نوع آخر خرسانة مسلحة وخرسانة عادية أعلاها طبقة من الرمال المثبتة ويتم تحديد نوع التبطين طبقا لطبيعة التربة المارة بها الترعة.

‎ولأن التبطين مشروع مكلف للغاية كان لابد من حل خارج الصندوق لتنفيذ تكليفات الدولة لذلك استعانت الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والتي تنفذ مشروع التبطين في عدد من محافظات الجمهورية بتقنية يتم تطبيقها في عدد من الدول الأوروبية وهي "الجيوسيل" على سبيل التجربة بالتعاون مع معهد بحوث الإنشاءات التابع للمركز القومي لبحوث المياه في مسافة كم بترعة سبرباي بمحافظة الغربية.

و‎أوضح اللواء كرم سالم رئيس الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أن هذه التقنية أثبتت فعاليتها في الدولة التي طبقتها فهي تمتاز بجودة عالية وتوفر الوقت والنفقات والجهد بديلا للتدبيش والخرسانة.

‎وقال سالم، إن مادة الجيوسيل تتكون من بولي إيثيلين عالي الكثافة، وهو قريب جدا من شكل الخلية ويستخدم لتحسين قوة وقدرة تحمل طبقات التربة، حيث يتم ملء الخلايا بالرمل ويفيد شكل الخلايا بمنع أي انزلاقات جانبية، وتمتاز بأنها يتم تركيبها بشكل سريع وسهل، كما أنها تتحمل بقوة وشدة عالية.

وأضاف أن أعمال التأهيل الجارية سيكون لها مردودا اقتصاديا واجتماعيا في المناطق التي يتم التنفيذ فيها وستؤدي إلى تحقيق نقلة حضارية بها، وستساهم بشكل كبير في تحسين البيئة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

‎ولفت سالم إلى أن تنفيذ أعمال تأهيل الترع تسهم في تعظيم الااستفادة من الموارد المائية من خلال ترشيد الااستخدامات وحل مشكلات توصيل المياه في نهايات الترع، والمساهمة في ضمان وصول المياه لنهايات الترع في أسرع وقت لتحقيق العدالة في توزيع المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية، كما يعمل ذلك على تقليل تكلفة الصيانة وإزالة الحشائش الدورية للترع بالإضافة إلى أن هذا المشروع يُعتبر من المشروعات كثيفة العمالة مما يساعد في تحقيق أهداف الدولة في القضاء على البطالة.

من جانبه قال العميد وائل فاروق رئيس قطاع المشروعات، إن هناك تعاونا بين وزارة الري، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية ممثلا في الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات، في العديد من المشروعات أهمها مشروع تأهيل وتبطين الترع بمختلف المحافظات على مستوى الجمهورية للتغلب على مشكله الاستبحار المائي واستعادة القطاع التصميمي للترع وتقليل التكلفة الخاصة بالتطهير وإزالة الحشائش التي تخرج سنويا ووصول المياه إلى نهايات الترع في أقل وقت ممكن.

وأضاف فاروق أن الجيوسيل هو عباره عن شبكات من خلايا ثلاثية الأبعاد مكونة من شرائط مصنوعة من مواد بوليمرية عالية الجودة، يتم لحام هذه الشرائط مع بعضها باستخدام تقنيات الموجات فوق الصوتية لتشكيل هذه الشبكات وخلاياها على شكل خلايا النحل بعد ملء هذه الخلايا بالخرسانة العادية والانتهاء من مراحل الجفاف يحدث تلاصق شديد مع جدار الخلايا الخشنه لتتحول هذه الشبكات إلى سطح قوي حيث تعمل بنظرية الأحجام المتداخلة ثلاثية الأبعاد، ويتحمل هذا السطح المكون من شبكات خلايا مملؤة بالخرسانه العادية الأحمال العالية حيث توزع الأحمال تلقائيا على العديد من الاتجاهات على الجدران المحيطة للخلية بكامل ارتفاعها ما يزيد من قوة التحمل حتى يصل أقل ما يمكن عنه السطح السفلي للخلايا.

وشدد على أن سمك جدار الخلية يؤثر في قوة التحمل، لافتا إلى أن الجيوسيل متميز بنظام خاص من اللحامات بموجات فوق صوتية لتحقيق قوة شد عالية لحمايتها من التمزق حتى في وجود أحمال كبيرة، ويوجد فتحات تصميمية لجدار الخلية بحيث يتم تشكيل سطح متماسك بخلايا متصلة مملوءة من الخرسانة العادية فهو مصنوع من مادة بوليمرية ذات جودة عالية ومقواة بواسطة بعض الإضافات الخاصة والتي توفر أمان حتى في أعلى درجات الطبيعة الصعبة، كما أن سطح جدران الخلايا خشن حتى يساعد على الالتصاق الجيد.

وأكد فاروق، على أن الجيوسيل له فوائد عديدة منها الحصول على العديد من التصميات لحماية الترع وجميع أنواع القنوات المائية ويوفر الاستقرار والوقاية لأرضيات وجوانب الترع من التآكل الناتج عن تدفقات المياه حتى العالية منها، ويحافظ على استمرارية جودة أسطح الترع إن كانت المياه مستمرة أو متقطعة ويتحمل جميع ضغوط المياه المختلفة في الترع الواسعة أو الضيقة ويتحكم في فقدان الخرسانة الأسمنتية العادية داخل الخلايا وحماية الأسطح من الهبوط والانهيارات والتشققات، ولا يحتاج فواصل تمد ويقاوم حركة التربة أسفل سطح الترعة عن طريق القوام المرن المكون من ثلاثة خلايا مع بعضها.

كما يمتاز الجيوسيل بسرعة التركيب حتى المنحدرات، وقوة الخرسانة الأسمنتية داخل الخلايا، وقلة العمالة المطلوبة حتى بدون عمالة مدربة، ويوفر التكاليف مقارنة بالأنظمة التقليدية ولا يحتاج أعمال صيانة دورية صعبة، ويحافظ على ثبات القطاع التصميمي للترعة.

فيديو قد يعجبك: