كيف يرى الخبراء نتائج تعداد سكان 2017؟

05:43 م السبت 30 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصطفى عيد:

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم السبت، نتائج التعداد العام للسكان والإسكان والمنشآت لعام 2017، في احتفالية حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ومن أبرز المؤشرات التي أعلنها الجهاز، ارتفاع متوسط نسبة الزيادة السكانية في السنوات العشر الأخيرة إلى 2.56% مقابل 2.04% خلال السنوات العشر السابقة عليها، وهو ما رفع عدد السكان في آخر 10 سنوات بنحو 22 مليون نسمة، حيث وصل عدد السكان في الداخل إلى 94.8 مليون نسمة.

وقالت هبة الليثي أستاذة الإحصاء والمستشارة بالجهاز، إن معدل نمو السكان يزيد بشكل كبير، في حين تكتفي الدولة بمعالجة هذه المشكلة عبر توفير وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة فقط، رغم أنها مشكلة اجتماعية في الأساس ولها خلفيات اقتصادية منها أن بعض الأسر الفقيرة تعتبر أن الأولاد "عزوة" مع الكبر، كما أنهم يمثلون مصدر دخل لهم عبر تشغيلهم.

وأضافت لمصراوي، أن معالجة هذه المشكلة تتمثل في تأمين هذه الأسر عبر دخل منتظم لهم، إلى جانب التشجيع على ضم أطفال هذه الأسر للمدارس، وبالتالي لن يصبحوا مصدرا للدخل، بل قد يمثلوا عبئا يساهم في تراجع هذه الأسر عن إنجاب أطفال من جديد، إلى جانب التوعية المجتمعية

وتسعى وزارة التضامن الاجتماعي إلى تشجيع الأسر على تعليم أولادهم عبر برنامجها للدعم النقدي "تكافل وكرامة" من خلال تقديم معاشات للأسر بشرط انتظام أولادهم في التعليم، كما تبذل جهودا أخرى في إطار برنامج التغذية المدرسية.

ويرى هشام إبراهيم أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، أن معدل النمو السكاني يعد كبيرا في ظل تحقيق معدل نمو اقتصادي بنحو 4.5% فقط سنويا، وهو ما يعني أن تنمية البلاد تحتاج إلى تحقيق معدل نمو اقتصادي لا يقل عن 7% سنويا، أو تراجع معدل نمو السكان كي يتناسب مع النمو الاقتصادي.

وأظهرت نتائج تعداد السكان، أن نحو ربع عدد السكان يعيشون في محافظات القاهرة الكبرى الثلاث، حيث وصل عدد سكان القاهرة إلى 10.1% من عدد السكان بنحو 9.5 مليون شخص.

وترى هبة الليثي أن السبب في ذلك يرجع إلى أن سوء التخطيط حيث أن "مصادر الرزق" متوفرة في القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى الخدمات الأفضل، ووجود المصانع، وهو ما يدفع إلى الهجرة من الريف إلى الحضر بشكل يخلق العشوائيات.

"العشوائيات ستظل موجودة طالما أن مصادر الرزق موجودة في القاهرة الكبرى وغير موجودة في الريف خاصة الصعيد.. لابد من تنمية الريف" بحسب هبة الليثي.

ولكن في نفس الوقت أظهرت نتائج التعداد أن نسبة توزيع السكان بين الحضر والريف مستقرة خلال العشرين عاما الماضية بين 57 و58% للحضر و42 و43% للريف، وهو ما قد يعني توقف الزحف على الحضر.

ولكن هبة الليثي أشارت إلى أنه يجب النظر إلى أن معدل النمو السكاني في الريف أكبر منه في الحضر وبالتالي لا يرصد التعداد في توزيع السكان بين الحضر والريف الهجرة الداخلية على الرغم من أنها تحدث.

كما تشمل أهم المؤشرات التي تم إعلانها ضمن التعداد، وصول عدد الأميين في 2017 إلى 18.4 مليون شخص مقابل نحو 17 مليون شخص في عام 2006، ولكن على الرغم من هذه الزيادة فقد تراجعت نسبة الأمية بين إجمالي عدد السكان في التعداد الجديد 25.8% مقابل 29% في عام 2006.

وتعتبر هبة الليثي أن زيادة معدل الأمية عن ربع السكان بمثابة "الكارثة" على الرغم من التحسن في نسبتها من إجمالي السكان، مشيرة إلى أن الدول الأخرى تنظر إلى الأمية الآن على أنها الأمية التكنولوجية وليست أمية القراءة والكتابة.

كما أظهرت نتائج التعداد أن 75.9% من الأسر لديها مسكن ملك - تمليك، بينما هناك 12.5 مليون وحدة سكنية مغلقة منها نحو 9 ملايين مكتملة وبدون تشطيب (4.7 مليون و4.3 مليون بدون تشطيب).

وأشارت هبة الليثي إلى أن المصريين ينظرون إلى امتلاك الوحدات السكنية على أنها نوعا من الاستثمار في ظل تراجع فرص الاستثمارات الإنتاجية، وارتفاع معدل التضخم، كما أن التعداد يعتبر الحجرات الصغيرة في بعض المناطق والبيوت الريفية عبارة عن مساكن ملك للمواطنين على الرغم من سوء حالتها.

وأوضحت أن هذه الأرقام لا تشير إلى تحسن في مستوى المعيشة، بقدر ما تشير إلى أن مخاوف الخروج من المساكن الإيجار عند انتهاء العقد، إلى جانب اتجاه البعض للتمليك في الفترة التي قل فيها عرض وحدات الإيجار القديم قبل ظهور نظام الإيجار الجديد.