إعلان

​"شهوة ذئب وجثة طفل البرميل".. ماذا حدث في العقار (7) بساقية مكي؟ -صور

08:30 ص الأحد 03 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد شعبان:

"إيه ده.. مين جاب البرميل ده هنا يا جماعة" للوهلة الأولى ظن "محمود" مالك ورشة لتصليح السيارات أسفل العقار رقم (7) بمنطقة ساقية مكي في محافظة الجيزة، أن أحد السكان ترك البرميل لعامل النظافة لكن سرعان ما تلقى فاجعة فقد معها القدرة على الحركة لحظات، صرخ بعدها مستنجدا بالجيران: "إلحقوني في جثة طفل".

الحادية عشرة ظهر أول أمس الجمعة، ارتدى الطفل "أحمد" ذو الـ7 سنوات أفضل الثياب مودعًا والديه في طريقه إلى منزل عمه الذي يبعد دقائق عن محل سكنه بشارع محمود سليم دون أن يدري والداه أنه سيكون الوداع الأخير لصاحب الابتسامة المعتادة التي ترتسم على وجهه دائما.

نصف ساعة تفصل المصلون عن آذان الظهر، يتوافد الأهالي على المساجد الواقعة في المنطقة بينما تعلو مكبرات الصوت بآيات من الذكر الحكيم، إلا أن أصوات صراخ واستغاثة بددت الأوضاع في الشارع الضيق متراص العقارات إذ عثروا على جثة طفل داخل برميل مياه بعقار سكني في ظروف غامضة.

داخل ديوان قسم شرطة الجيزة المطل على نهر النيل بشارع البحر الأعظم كان العميد أحمد وحيد مأمور القسم يلملم أوراق قضية قيد التحقيق على مكتبه للاستعداد للتوجه إلى المسجد القريب لأداء صلاة الجمعة إلا أن صوت جهاز اللاسلكي كان له رأي مغاير ببلاغ عبر مشرف غرفة عمليات شرطة النجدة بالعثور على جثة داخل برميل بمنطقة الساقية.

صوت سارينة سيارات الشرطة لفت انتباه الأهالي، وسط تساؤلات عن وجهتها في ذلك التوقيت، فكانت الإجابة حاضرة لدى توقف "البوكس" أمام العقار رقم (7) بشارع الفرن، ومطالبة أحد الضباط لهم بالابتعاد عن المدخل: "ده مسرح جريمة.. عاوزين نشوف شغلنا" وفرضوا طوقًا أمنيًا ومنعوا حركة الدخول والخروج من العقار لحين وصول فريق من النيابة العامة والأدلة الجنائية للمعاينة التي أثبتت أن الجثة لطفل لا يتتجاوز السابعة من العمر، يرتدي ملابسه، ولا توجد به طعنات ووجود آثار خنق.

فور وصوله، بحث المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث الجيزة عن كاميرات المراقبة المُثبتة أعلى المحلات التجارية المتاخمة للعقار محل العثور على الجثة، موجهًا معاونيه الرائدين معتصم رزق وهشام فتحي وملازم أول أحمد عبد الكريم بسماع أقوال الجيران وفحص قطاني العقار والمترددين خلال الساعات التي سبقت اكتشاف الجثة تزامنا مع التعرف على هوية الطفل وتبين أنه يدعى "أحمد.ع"، 7 سنوات، يسكن في نفس المنطقة ليتم استدعاء أسرته.

"رجعلي اللقطة اللي فاتت دي" لاحظ أحد ضباط فريق البحث سير الطفل مع شاب نحيف طويل القامة، اختفى عن الأنظار عن عقار مجاور لذلك الذي عُثر على الجثة بداخله موضوعًا في برميل لونه قريب من الأبيض، فكانت تلك القطة بمثابة طرف الخيط لفك طلاسم الواقعة لاسيما أن ضباط الشرطة تعهدوا لأسرة "الملاك البرئ" بأنهم لن ييبتوا الليلة في منازلهم دون ضبط الجاني.

مؤشرات ضبط الوقت تشير إلى الثانية عشرة منتصف الليل، بدت الحقيقة جلية أمام فريق البحث، توصلوا إلى هوية المشتبه به الرئيسي وتبين أنه عاطلا يدعى "صابر.م"، يبلغ من العمر 24 سنة، غير متزوج، ويقيم رفقة شقيقه في شقة بعقار ملاصق لمكان العثور على جثة الطفل.

بالانتقال إلى مديرية أمن الجيزة المواجهة لمقر السفارة السعودية، كان اللواء رضا العمدة مدير إدارة البحث الجنائي يتابع تطورات القضية في ظل توجيهات من اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد الوزير لأمن القطاع بسرعة ضبط المتهم: "حق الطفل لازم يرجع النهاردة قبل بكرة".

12 ساعة متواصلة قضاها رئيس مباحث الجيزة ومعاونوه في الشارع لتتبع خطوات الجاني بعدما تبين تركه محل سكنه، إلا أن رحلة هروبه لم تستمر طويلا، وانتهت بـ"كلابش" مأمورية في وقت متأخر من الليل استهدفته بالقرب من منزله، وجرى اقتياده إلى ديوان القسم.

"أنا مالمستهوش هو اللي صرخ وكان هيفضحني" لم يتنصل الشاب العشريني مما اقترفته يداه بحق "الملاك البرئ"، أدلى باعترافات تفصيلية أمام العميد أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قطاع الغرب، مؤكدا أنه قبل ساعة من صلاة الجمعة لاحظ سير المجني عليه بمفرده بالشارع فوسوس له الشيطان بأن الفرصة ملائمة لإشباع نزواته الدنيئة: "قولت له تعالى أجيب لك حلاوة وهديك شنطه كازوز تلعب بيهم" فاستدرجه لشقته مستغلا عدم تواجد شقيقته، إلا أنه لدى محاولته التعدي عليه جنسيا أطلق صرخات استغاثة، ما دفعه لكتم صرخاته حتى فارق الحياة.

بحث "صابر" عن طريقة للتخلص من الجثة دون كشف أمره، فقاده تفكيره لوضعها داخل برميل بالمطبخ قام بتغطيته بستارة، وجاءت الخطوة التالية نقل البرميل خارج الشقة وصولا إلى الشارع لكن حركة المارة بدأت تتزايد مع اقتراب صلاة الجمعة، فكانت الخطة البديلة ترك البرميل في عقار قريب، إذ وضعه بالطابق الثاني للعقار رقم (7) وفر هاربا.

مع شروق شمس اليوم التالي، انتهى رجال المباحث من الاستماع لاعترافات المتهم، وأودع بالحجز لحين عرضه على النيابة العامة لتقرير مصيره، بينما سكن الحزن والأسى منزل المجني عليه والمنطقة بأكملها وسط مطالبات من الأهالي بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم: "ده مش بني آدم.. لازم يتعدم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان