إعلان

كيف يسعى نتنياهو لاستغلال التصعيد العسكري لأجل البقاء في السلطة؟

06:31 م الإثنين 17 مايو 2021

بنيامين نتنياهو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تل أبيب - (ا ف ب)

عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الواجهة وانبعثت مجددا حظوظه في البقاء بالسلطة مع احتدام القتال خلال الأيام الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي. ويسعى نتنياهو- الذي يتولى الحكم منذ عام 2009- لفرض نفسه درعًا حامية للإسرائيليين في وجه الفلسطينيين وانتزاع حق تشكيل حكومة وحدة من منافسه الوسطي يائير لابيد المكلف من قبل، رئيس البلاد، رؤوفين ريفلين في مطلع الشهر الجاري. فهل ينجح زعيم الليكود في الحفاظ على "تاجه" عبر العنف مع الفلسطينيين؟

دخل الصراع بين مقاتلي حركة حماس الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر أسبوعه الثاني، وسط دعوات ومساع دولية كثيفة لوقف إطلاق النار، فيما يبدو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو المستفيد الأكبر من استمرار حالة الانسداد الأمني والسياسي في المنطقة.

فقد انبعث المستقبل السياسي لنتانياهو (71 عاما) من جديد بعد أن فشل في تشكيل حكومة ائتلاف غداة فوزه في انتخابات 23 مارس البرلمانية. وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين كلف في 5 مايو، رئيس حزب "هناك مستقبل" المنتمي للوسط، يائير لابيد، وهو المنافس السياسي الرئيسي لزعيم الليكود، بتشكيل حكومة جديدة، لكن لم ينجح في مهمته حتى الساعة.

وبالتالي، يبقى احتمال إجراء انتخابات جديدة مفتوحا، لتكون حينها الخامسة في غضون نحو عامين. وهذا يعني أن نتنياهو، الذي يتولى السلطة في إسرائيل من دون انقطاع منذ العام 2009، سيظهر كأبرز مرشح للحفاظ على كرسي رئيس الوزراء.

ولم يمر سوى يوم واحد على بداية أعمال العنف في البلدة القديمة (الاثنين الماضي) بالقدس، ثم في باحة المسجد الأقصى حتى سارع إلى اقتراح تنظيم استفتاء لانتخاب رئيس الحكومة المقبل.

"نحتاج إلى استفتاء سريع للخروج من المأزق السياسي"

وقال نتنياهو للصحفيين: "نحتاج إلى استفتاء سريع للخروج من المأزق السياسي. لندع الناخبين يقررون هوية رئيس وزرائهم المقبل".

وكان محللون إسرائيليون أكدوا الثلاثاء 11 مايو أن انهيار الشراكة بين لابيد، ورئيس حزب "يامينا" القومي المتطرف، نفتالي بينيت، عقب أعمال العنف التي اندلعت في شوارع القدس بين العرب واليهود تصب في مصلحة نتنياهو، إذ تتيح له وقتا إضافيا لاتخاذ خطوة سياسية تبقيه في الحكم.

دستوريا، يبقى أمام يائير لابيد أقل من ثلاثة أسابيع من تكليف مدته 28 يوما لمحاولة تشكيل ائتلاف حاكم، لكن بينيت أعلن، الخميس، أنه تخلى عن جهود تشكيل ائتلاف، رغم وجود اتفاق للتناوب على رئاسة الوزراء بينه وبين يائير لابيد.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه قوله إن الصراع مع الأقلية العربية في إسرائيل، والتي تمثل 21 بالمئة من السكان، سيجعل تشكيل مثل هذه الحكومة مستحيلا.

من جهته، أكد منصور عباس، الذي يرأس القائمة العربية الموحدة والداعمة لجهود تشكيل حكومة ائتلاف، للتلفزيون الإسرائيلي أن بينيت اتصل به ليقول إن ما يسمى "بحكومة التغيير" مع لابيد أصبحت الآن "غير مطروحة على الطاولة".

"ماتت حكومة التغيير وعادت حكومة نتنياهو إلى الحياة"

وشدد المعلق في صحيفة معاريف بن كاسبيت، الجمعة، على أنه من لحظة اشتعال النار "ماتت حكومة التغيير وعادت حكومة نتنياهو إلى الحياة"، خاصة أن زعيم الليكود يطرح دائما نفسه درعا ضامنا لأمن إسرائيل أمام حركة حماس الإسلامية المسيطرة على قطاع غزة بسكانه البالغ عددهم مليوني فلسطيني.

فلا شك أن بنيامين نتنياهو يستفيد من الوضع الإسرائيلي الداخلي (أي من تأجيج التوتر بين اليهود والعرب، ما دفع الرئيس رؤوفين ريفلين للتحذير من حرب أهلية)، ومن تشدد واستمرار القتال في غزة، فقد قال، الأحد: "حملتنا على الفصائل الفلسطينية مستمرة بزخم كامل"، لفرض نفسه رجلا مناسبا لحماية إسرائيل من أي "خطر" داخلي أو خارجي.

وهو أيضا يستفيد من تقاعس المجتمع الدولي وفشله في الضغط على إسرائيل لأجل وقف قصفها على قطاع غزة، ومن دعم الولايات المتحدة غير المشروط لتل أبيب.

ومنذ 10 مايو، قتل 198 فلسطينيا، بينهم 58 طفلا على الأقل، وأصيب أكثر من 1200، وفق حصيلة فلسطينية. وقتل عشرة أشخاص في إسرائيل وفق حصيلة إسرائيلية.

نتنياهو وأقصى اليمين الإسرائيلي المتشدد

لكن الصحفي والمؤرخ الفرنسي دومينيك فيدال يشدد على أن نتنياهو وحلفاءه الجدد من أقصى اليمين المتشدد هم من "نظموا حملات سرقة" المنازل من عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس وتدخل قوات الأمن الإسرائيلية العنيف في المسجد الأقصى. وقال في حديث لتلفزيون "تي في 5 موند" الفرنكوفوني إنه يجب التذكير بأن هذه الأفعال هي التي أدت لإطلاق حركة حماس صواريخ باتجاه إسرائيل.

وشدد دومينيك فيدال على أن نتنياهو "مستعد لإشعال النيران في القدس وفي غزة، وحتى في الخليج، لأجل إنقاذ تاجه"، مذكرا بأنه يلعب ورقته الأخيرة للبقاء في الحكم "من خلال طرح نفسه منقذا لإسرائيل". وتابع قائلا إن تيار أقصى اليمين المتشدد المتحالف مع نتنياهو خلال حملة الانتخابات البرلمانية الأخيرة "يتصرف وكأن لديه الضوء الأخضر من نتنياهو لأجل القيام بأعمال استفزازية في القدس والأقصى"، وهذا تطور جديد في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.

يُذكر أن حزب الليكود فاز في انتخابات 23 مارس بـ30 مقعدا في البرلمان الذي يضم 120 مقعدا، وحصل نتنياهو على دعم الأحزاب المتشددة وتحالف من اليمين المتطرف من دون أن ينجح في الحصول على غالبية 61 مقعدا.

ودعا نتنياهو، مساء الأحد، زميله السابق في الحزب جدعون ساعر، والذي ترك الليكود نهاية العام 2020 لتشكيل حزبه، للانضمام إليه في "حكومة يمينية" تحمي "الهوية اليهودية" والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

وكان ساعر قد ترك صفوف الليكود بعد اتهام نتنياهو المتهم، الآن بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة، بـ"وضع مصالحه الشخصية قبل مصالح البلاد".

من جهته، حصل يائير لابيد على 17 مقعدا، وقد اقترح، الأحد، تشكيل حكومة وحدة تشمل أحزابا يمينية ووسطية ويسارية، مستبعدا نتنياهو، إلا أن هذا الائتلاف لا يمثله سوى 58 مقعدا. وقال: "يجب أن نعيد الثقة بين الشعب وقادته. يجب أن نشكل حكومة توحدنا، لا حكومة يمينية ولا حكومة يسارية بل حكومة وحدة".

ويذكر أنه بين أبريل 2019 ومارس من العام الحالي، أجرت إسرائيل أربعة انتخابات تشريعية.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان