إعلان

بعد انتهاء الحجر الصحي.. "إسماعيل" في انتظار العودة إلى "ووهان"

10:29 م الإثنين 17 فبراير 2020

الصين تفرض حجر صحي بسبب فيروس كورونا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد زكريا:

بمجرد أن لمح الواقفون بميدان عبد المنعم رياض، في قلب القاهرة، قدوم الأوتوبيسات التي تقلّ المصريين المفرج عنهم بعد ١٤ يومًا من الحجر الصحي في مدينة مرسى مطروح؛ للاطمئنان على خلوّهم من المرض خلال فترة حضانته المتعارف عليها طبيًّا، بعد عودتهم من مدينة ووهان الصينية التي تفشّى فيها فيروس كورونا المستجد، هبّ كل من له رفيق أو قريب إليه راكضًا في فرحة. وفي حين سطَّر الجميع مشهدًا يعكس وحشة وحنينًا إلى ذلك العائد من موت محتمل، كان أحمد إسماعيل واقفًا إلى جانب أغراضه، يتحدث بكلمات صينية ضاحكة عبر "واتس آب" إلى أحد أصدقائه بالمدينة الصينية التي ظهر فيروس كورونا لأول مرة في إحدى أسواقها لبيع الأسماك، مؤكدًا للصديق استعداده للعودة والالتقاء مجددًا قريبًا.

لم يحضر والدا إسماعيل إلى القاهرة بعد الإفراج الصحي عنه.. "بابا وماما شغالين في السعودية من سنين"، يواصل الشاب الحكي، بينما يحزم أغراضه؛ لاستكمال السفر إلى مدينة المنصورة، حيث ينتظره إخوته هناك.

قبل ٤ سنوات، سافر إسماعيل إلى الصين؛ حيث يدرس الطب البشري في إحدى الجامعات القريبة من "ووهان"؛ حتى إنه لم يزر مصر منذ ٣ سنوات، ليضطر أخيرًا إلى الأمر، بعد ترحيله مع الجالية المصرية في ووهان، خوفًا من أن يمسّهم المرض القاتل، الذي أودى بحياة ١٧٧٥ شخصًا حول العالم، غالبيتهم في الصين.

منذ بدء الأزمة نهاية العام الماضي، أعد إسماعيل نفسه لها "ما كانش لسّه الموضوع انتشر جدًّا، ولا كنا نعرف أن الأمر هيكون خطير للدرجة دي". أحضر صاحب الـ٢٣ عامًا طعامًا يكفيه لنحو ١٥ يومًا؛ لكن مع اشتداد الأزمة أصبح حتى اقتناص الطعام مهمة شاقة: "لدرجة إني مابقتش عارف هاكل إزاي!"، لكن انضمامه إلى "جروب أنشأته السفارة المصرية في الصين؛ للتواصل مع المصريين في ووهان.. وكان السفير بنفسه يرد علينا وعلى كل استفساراتنا"، حدّ من الأزمة "عرفت أجيب أكل منين بشكل آمن.. وعرفت إن فيه مولات بتفتح الصبح؛ لأني كنت باشوف المولات دي مضلّمة بالليل؛ فافتكرت إنها مابتفتحش".

خلال وجوده بالصين، اهتم الشاب بإبعاد القلق عن أهله؛ حيث يطمئن والدَيه في السعودية وإخوته في مصر.. "لكن كانوا دايمًا قلقانين، وكانت ماما بتأكد عليَّ أفضل لابس الماسك؛ لأنهم عرفوا من الإعلام إن الدنيا مقلوبة والناس بتموت".. إلى أن عاد إلى مصر مع الذين أجلتهم السفارة من الصين: "الخطوة دي طمنت أهلي.. وأنا ماكنتش متوقع ده أبدًا، لكن التعامل المحترم والاهتمام بأرواحنا خلَّاني أحس بالفخر إني مصري".

ورغم إحساسه بالحبس في فترة الحجر الصحي بمرسى مطروح، قال إسماعيل: الناس اللي معانا هناك كانوا بيهونوا الدنيا.. بلعب الكوتشينة، وسماحهم بالموبايلات معنا رغم أنها كانت ممنوعة في البداية".

في "عبد المنعم رياض" وقف إسماعيل في انتظار سيارة تقله إلى المنصورة التي اشتاق إليها، وأكلها الذي افتقده (بالذات المحشي)؛ لكنه ينوي العودة إلى "ووهان"؛ إذ يثق في قدرة التنين الصيني على تجاوز الأزمة، ليعود إلى دراسته وحياته في "ووهان".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان