إعلان

بعد اجتياح آخر معاقل داعش.. أين ذهب أبو بكر البغدادي؟

09:00 م السبت 09 مارس 2019

أبو بكر البغدادي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

على مدار 5 سنوات، لم يظهر زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي سوى في مناسبتين، فظل هو آمنًا، وترك مقاتليه "محبطين ويشعرون بخيبة أمل داخلية عميقة"، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة "صنداي تايمز".
مع انحسار مواقع سيطرة داعش، وإعلان الولايات المتحدة وروسيا نهاية التنظيم الإرهابي، يظل مكان تواجد أبو بكر البغدادي لغزًا غامضًا، وبقائه على قيد الحياة سرًا مرهونًا بمصالح المجتمع الدولي، التي تجد أن العثور عليه ومن ثم محاكمته أو قتله لا طائل كبير منه، وذلك وفقًا لما ذكرته إيرينا تسوكرمان، الباحثة الأمريكية في الشؤون الأمنية.
وسجل يوم الخامس من يوليو، في العام 2014، أول ظهور لأبو بكر البغدادي، بعد صعود نجم تنظيم داعش الإرهابي في كل من سوريا والعراق، مستغلًا سنوات التفكك والحروب الأهلية التي نشبت هناك.
ومنذ ذلك الحين لم يظهر أبو بكر البغدادي على العالم في أي مناسبة، عدا تسجيل صوتي في العام 2018، يحث فيه مقاتليه على الاستمرار في القتال، بعد الانحسار الكبير للرقع التي يسيطرون عليها في سوريا والعراق.
اختفاء قادة التنظيمات الإرهابية الأشهر في العالم، وبقائهم بعيدًا عن مرمى النيران، أمثال أسامة بن لادن الذي ظل هاربًا لسنوات، واليوم أبو بكر البغدادي، يرتبط بحسب الباحثة الأمريكية، بشقين أساسين، أولهما المصالح المشتركة المباشرة مع قادة التنظيم وبعض دول الجوار، وثانيهما رغبة الولايات المتحدة وروسيا في استغلال وجودهم سياسياً.
وأوضحت إيرينا تسوكرمان، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن قادة التنظيمات الإرهابية يريدون البقاء كرمز لأطول فترة ممكنة، لإلهام مقاتليهم، فلا يلقون بأنفسهم في التهلكة ويضحون بأنفسهم لاعتقادهم بأنهم ذو قيمة كبيرة.
وتقول الباحثة الأمريكية في الشؤون الأمنية، إن تنظيم القاعدة بعدما فقد أسامة بن لادن، أصبح مُشتتًا ولا يمكنه شنّ هجمات مؤثرة، وظل على تلك الحالة لسنوات عديدة، وبالتالي يظهر تأثير القائد الرمز لدى تلك المجموعات الإرهابية، فيبعدون أنفسهم عن مواقع القتال.

قتله ليست أولوية

ذكرت صحيفة "صنداي تايمز"، أن مقاتلي التنظيم يشعرون بالإحباط بسبب اختفاء زعيمهم بدلًا من المشاركة معهم في القتال، لافتة إلى أنهم أصبحوا على شفا الهزيمة في آخر جيب يسيطرون عليه في سوريا.
وبحسب الصحيفة -نقلًا عن مسؤولين محللين- فإن البغدادي لا يتواجد في آخر جيوب التنظيم الإرهابي بمنطقة الباغوز السورية، وربما يكون في الأنبار غربي العراق.
وترى الباحثة الأمريكية في الشؤون الأمنية، أن اللاعبين الأساسين في سوريا، الولايات المتحدة وروسيا، لا يشعران بأهمية التخلص من زعيم التنظيم، ولا يكرسون مواردهم لذلك.
وأكدت إيرينا تسوكرمان أنه بالنسبة لروسيا، فإن العثور على البغدادي ليست أولوية مطلقة، فالقضاء على داعش كان مجرد ذريعة للحصول على موطئ قدم في سوريا.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فيعتبرون زعيم التنظيم شخصًا خطرًا للغاية، ولكنها أيضًا استغلت وجوده سياسياً لعدة سنوات.
كما أوضحت الباحثة الأمريكية، أن أكثر ما يؤثر على مثل تلك التنظيمات الإرهابية، ليس اغتيال قياداتها، ولكن وقف التمويل عنها، وهو ما لم يحدث مع القاعدة وداعش، لافتة إلى أن الأول وجد تمويله من إيران، والثاني من تركيا.
وقتل الزعيم بحسب –إيرينا تسوكرمان- يُعد نكسة مؤقتة للتنظيم، مثل ما حدث مع القاعدة، الذي وجد قائدًا جديدًا، لافتة إلى أن الأكثر أهمية القضاء على الروح المعنوية لتصبح "الجماعة" بلا طال وهدف من الانضمام إليها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان