إعلان

أزمات في الري وجنون أسعار المبيدات والتقاوي.. مزارعو دمياط: "الحِمل تقيل والأرض عطشانة"

01:35 م الأربعاء 19 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دمياط – محمد إبراهيم:

تتميز محافظة دمياط بوجود مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في مراكزها المختلفة، وتقدر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بنحو 125 ألف فدان، بحسب الإحصاءات الرسمية، في الوقت الذي يستهدف فيه أكثر من 47 ألف فدان أرز و8721 فدان قطن، وغيرها من المحاصيل التي تشتهر بها المحافظة خصوصًا الطماطم والجوافة والبلح بأنواعه والبطيخ والذرة.

جشع التجار والاحتكار

عقبات عديدة تواجه المزارعين في الإقليم، لعل من أبرزها ارتفاع أسعار التقاوي والمبيدات والأسمدة إلى جانب أزمة مياه الري ونقصها فضلا عن انسداد عدد من المصارف، يقول سيد الخضري، مزارع، ويقيم في كفر سعد، إن هناك ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الأسمدة سواء النترات أو اليوريا فضلا عن المبيدات الكيماوية والكيروسين ومستلزمات الزراعة، واستطرد حديثه: "التاجر مش بيتحمل جنيه، إحنا اللي بنتحمل وبنكسب ملاليم والمستهلك بيشتري بأعلى سعر بسبب جشع التجار، وطالبنا بتدخل الحكومة وفرض رقابة على منظومة البيع والشراء لكن مفيش فايدة، لو الموضوع استمر كدة البلد هيخسر أكتر لأن فيه ناس بتسيب الشغلانة وفيه قضايا كتيرة في بنك التنمية والائتمان الزراعي بسبب القروض والتسليف وتعثر الدفع".


50 سنة في الأرض

ويلتقط طرف الحديث مؤمن الطويل، البالغ من العمر 68 عامًا، ويقيم في كفر سعد، لكنه يعمل في مناطق مختلفة، موضحًا أن هناك بعض الجمعيات الزراعية تتورط في توريد مبيدات ومحاصيل منتهية الصلاحية، الأمر الذي يؤثر سلبًا على الدورة الزراعية ناهيك عن أزمة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في كثير من الأراضي.

وطالب الطويل بتطهير المصارف الموجودة في خط حزام البحر المتوسط وقرى المرابعين وكفور الغاب والركابية، وتابع "أكوام القمامة بتسد المصارف في مناطق كتير والمية بتقف والزرع بيموت والمحصول بيقل والخسارة بتزيد رغم تكرار الشكاوى".

يعمل الرجل في أرض أحد الأعيان بالمركز، ويتقاضى 40 جنيهًا في اليومية رغم خبرته التي تزيد عن 50 عامًا –بحسب قوله– يؤكد عم مؤمن "بقالي شغال سنين وسنين ولفيت في أراضي كتير وباخد 40 جنيه وبقول الحمد لله لكن خايف في يوم أروح لولادي مرجعش الأرض تاني علشان كده نفسنا الزراعة تتحسن والحال يمشي والناس تاخد بالها من مصلحتها، الزراعة لو صحّت العيشة ترتاح في البلد كله، أنا شغال في الأرض وكان عندي 6 سنين والفلاح له قيمته وضربة الفاس الأشد بيتفاخروا بيها بين البيوت".

انسداد المصارف بالمخلفات
ويكشف المهندس محمد التابعي، المستشار الزراعي بجمعية المدينة للتنمية المستدامة عن أزمة نقص مياه الري في دمياط، لافتًا إلى أن العشرات من الأفدنة تصاب بضرر شديد بسبب عطش الأرض، منها زمام جمعية البساتين الزراعية، حيث نقص منسوب المياه رغم وجود أجود الأراضي في هذه المنطقة التي تزيد مساحتها عن 4 آلاف فدان، وكذلك الحال في قرية أبو راشد التابعة للوحدة المحلية بالوسطاني، بسبب انسداد المصارف بالمخلفات وأكوام القمامة، على الرغم من وجود كميات من الأفدنة المنزرعة بأفضل المحاصيل ومنها الأرز والقطن، مطالبًا بتطهير ترعة الوسطاني بشكل دوري، وكذلك مصارف قرية السعدية البحرية التابعة لمركز كفر سعد.

وبيّن المستشار الزراعي أن قرية السوداية التابعة للوحدة المحلية بالبساتين تعاني كذلك من نقص مياه الري لاسيما وأن المصرف الخاص بها يحتاج إلى تطهير بشكل مستمر كما أن مستوى الأرض أقل من مستوى مياه النيل بحوالي مترين، لافتًا إلى أن لجنة من الري نجحت في توصيل المياه إلى الأراضي في الموسم المنقضي، مشددًا على أنه من الضروري مراقبة العمل بالجمعيات الزراعية في زمام المراكز المختلفة حفاظًا على المال العام وتنظيمًا لعملية الزراعة.

واعتبرت المهندسة صفاء الدسوقي، وكيل وزارة الرى بدمياط، أن الأزمة تنبع من شقين يتمثل الأول في عدم التزام بعض المزارعين بالمساحات المحددة للزراعة ومن ثم يحدث خلل في مياه الري وتفرض غرامات عليهم، إلى جانب الشق الثاني وهو الإبلاغ الفوري عن أي مشاكل تخص المصارف والترع، موضحة أن بعض أصحاب الأراضي يعترضون على تركيب مجموعات رفع المياه فضلا عن أن عددًا من المصارف تعتبر خصوصية وتطهيرها يكون على نفقة أصحابها من المنتفعين بالأراضي بإشراف من مديرية الزراعة، ولفتت إلى أنه جرى زيادة حصة المياه في الفترة السابقة لحل مشكلة عدم وصول المياه إلى نهايات الترع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان