إعلان

مَن هو السياسي المُعادي للإسلام الذي رشّحه ترامب مُستشارًا أمنيًا؟

05:07 م الأربعاء 16 نوفمبر 2016

فرانك جافني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

أفادت تقارير أوردتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكيّة، بترشيح السياسي المعروف بعدائه للإسلام، فرانك جافني، مُستشارًا للقضايا الأمنية في فريق المستشارين الذين أعاد الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب تكوينهم، منذ نهاية الأسبوع الماضي، لتتولّى بدورها مهمة تشكيل الإدارة المُقبِلة خلال المرحلة الانتقاليّة.

وفيما يلي تصحبنا صحيفة واشنطن بوست في جولة للتعرّف عن مؤسسس مركز "السياسة الأمنيّة"، ذو الميول المُعادية للإسلام، عن كثب:

في يونيو من العام 2009، بعد مدة قصيرة من اختتام الرئيس الحالي باراك أوباما زياراته للمملكة العربية السعودية ومصر، نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقال رأي كتبه جافني، تحت عنوان استفهامي "أول رئيس مُسلِم لأمريكا؟"، رجحت أن يكون رئيس أمريكا الجديد مُسلمًا.

بعد خطاب أوباما الذي ألقاه في القاهرة حول العالم الإسلامي، كتب فرانك جافني يقول: "هُناك كثير من الأدلّة تُشير إلى أن الرئيس لا يُبدي تفهّمه للمُسلمين فقط، ولكنّه في الحقيقة رُبما يكون واحدًا منهم."

تفنيدًا لقائمة الأدلة المُعزّزة لرأيه، في محاولة للتشكيك في ديانة أوباما، تابع جافني: "قال أوباما إنه يعرف عن الإسلام والقرآن الكريم، وأطلق خلال خِطابه جُملة "عليهم السلام"، حينما تمت الإشارة إلى الأنبياء موسى وعيسى ومُحمّد."

لم يكُن هذا المقال بمثابة البداية التي انطلق منها جافني يُثير تساؤلات حول دور المُسلمين في الولايات المتحدة، ولكنّه مثّل مرحلة جديدة بالنسبة له ولمركز السياسة الأمنيّة الذي يُديره.

وكان ذلك المركز أجرى استطلاع رأي، حمل مزاعم من مؤسسه، فرانك جافني، تُشير إلى تحالُف الرئيس أوباما مع الإخوان المسلمين، واختراق عملاء منهم الحزب الجمهوري والمؤسسات السياسيّة المُحافظة، وهو الأمر الذي مثّل المُحرّك الأساسي للمُقترح الذي رفعه ترامب هذا الأسبوع، لحظر المُسلمين من دخول أمريكا.

بالحديث حول ذلك المُقترح، قال كريس كيوم، مُراسِل سي إن إن، لـ ترامب إن: "الشبكة الإخباريّة لم تنشر استطلاع الرأي على الهواء،لأنه صادر عن منظمة مأجورة يُدريها رجل تم طرده من الدوائر المُحافظة، استنادا إلى نظريات المؤامرة. أنت تعلم ذلك"، (فاعترض ترامب على ذلك).

لم يرتدِ جافني عباءة التآمر والعداء للإسلام على طول الخط، فبعد سنوات من الخدمة في واشنطن، ذهب للعمل في وزارة الدِفاع الأمريكيّة تحت إدارة رونالد ريجان. خلال فترة حُكم ريغان، حمل جافني مهام القائم بأعمال مُساعد وزير الدفاع بعد تنحّي مُستشاره بريتشارد بيرل.

صورة-فرعية

بالرغم من هذا لم ينل جافني الوظيفة، وحينما أصبح فرانك كارلوتشي سكرتيرًا في نوفمبر من العام 1987، أُجبِر جافني على ترك عمله، كما أوردت واشنطن بوست آنذاك. " جُمعت مُتعلّقات جافني في صناديق، ثم رحل. فدعا على الفور إلى مؤتمر صحفي للإعلان عن شكوكه حول مساعي إدارة ريجان للتوصّل لاتفاق للحدّ من التسلّح."

بمنأى عن الخدمة الحكوميّة، قام جافني بتأسيس مركز السياسة الأمنية كمركز أبحاث متخصص في شؤون السياسة الخارجية، ليُصبح المِنصة البارزة التي يُعلذق من خلالها على القضايا السياسيّة.

على مدى العِقد الماضي، خرج "جافني" بالعديد من التعليقات النارية والتصريحات المُثيرة للجدل، كما آرائه حول أوباما. خلال الانتخابات الأمريكية في 2008، كتب جافني مقالًا آخر في الواشنطن تايمز، تحت عنوان "التصويت الجهادي"، اقترح خلاله أن عدد كبير من المُسلمين كانوا يدعمون أوباما ماديًا، وأن أوباما لم يولد في أمريكا، (وأكّد مُجدّدًا تلك الحُجّة في 2012).

دأب جافني على الترويج لفكرة أن تيارًا إسلاميًا قد تسلّل إلى جذور الإدارة الأمريكيّة، منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض، وأن المُسلمين يسعون لخلق نظام قانوني جديد في الولايات المتحدة. عارض جافني مُقترح بناء مسجد "جراوند زيرو"، الذي كان مُقرّرًا بناؤه بالقُرب من مِنطقة "أرض الصفر" أو جراوند زيرو، في مانهاتن، نيويورك.

إصراره الدائم على أن جماعة الإخوان المُسلمين نجحت في أن تشقّ طريقها وتتسلّل إلى داخل المجال السياسي الأمريكي، قاد في نهاية الأمر إلى توجيه اتهامات للمُحافِظ البارز "جروفر نوركيست" باتصاله بجماعة الإخوان المُسلمين وغيرها من الجماعات الإسلاميّة، كما ذكر في كتاب نشره مركز السياسة الأمنيّة، وهو الأمر الذي تسبّب في حرمان جافني من حضور مؤتمر العمل السياسي السنوي لحزب المُحافظين في 2011.

في حادِثة أخرى شهيرة، خرج جافني في 2010 يقترح أن شِعار وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكيّة تم تصميمه في شكل يدمج شعار حملة أوباما مع الهلال الإسلامى.

وفي 2012، دخل جافني في سِجال مع محافظ ولاية نيوجيرسى، كريس كريستي، الذي وجّه إليه اتهامًا بأنه يقود الولاية بقوانين مُناهضة للشريعة، بعد تعيين مسلم فى قضايا الدولة.

لم يصُبّ جافني نظريات المؤامرة كلها في بوتقة أوباما، ففي مارس عام 2009 كان الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين على موعد منها، بعد أن زَعِم جافني وقوف حسين وراء تفجيرات مدينة أوكلاهوما. التي وقعت حدثت فى أبريل من العام 1995، وأسفرت عن سقوط أكثر من 150 قتيلًا.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد أجرت، يوم الاثنين، تقييمًا للاستطلاع الذي قام به مركز السياسة الأمنيّة التابِع لجافني، للتعرّف على مواقف المُسلمين الأمريكيين من قوانين الشريعة والعُنف تجاه الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن نتائج الاستطلاع كشفت عن مشكلات منهجيّة خطيرة، مشدّدة على ضرورة البحث في مِصداقيّة نتائج ذلك الاستطلاع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان