إعلان

نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأكثر تعقيدا في العالم

10:21 م الأحد 06 نوفمبر 2016

الانتخابات الرئاسية الأمريكية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن - (أ ش أ):

نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية هو الأكثر تعقيدا، وقد يستعصي على فهم كثيرين حول العالم، بل وأحيانا يصعب على بعض الأمريكيين أنفسهم فهم طبيعة وتفاصيل العملية الانتخابية التي تُجرى في بلادهم كل أربعة أعوام، ذلك أن الانتخابات الأمريكية تختلف عن نظيراتها في كثير من دول العالم.

وفقا للدستور الأمريكي، يحق لأي مواطن أمريكي الترشح للانتخابات الرئاسية شرط ألا يقل عمره عن 34 عاما، وأن يكون قد عاش بالولايات المتحدة لمدة 14عاما، ويبدو الأمر سهلا لكن الحقيقة تشير إلى أنه لم يصل إلى البيت الأبيض على مدار المئة عام الماضية رئيس إلا وكان إما حاكم ولاية أو عضو مجلس الشيوخ أو جنرال كبير، ويرشح كل من الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي مرشحا واحدا فقط.

وتمر عملية انتخاب الرئيس الأمريكي بعدة مراحل تبدأ في شهر فبراير بسلسلة من الانتخابات في كل ولاية لتسمية عدد من المرشحين المحتملين لكل حزب ، ويتعين على هؤلاء المرشحين كسب أصوات مندوبي الحزب الذين يحق لهم التصويت في المؤتمر العام للحزب، والذي يجري في شهر يوليو ويُعلن فيه رسميا الفائز النهائي ببطاقة الترشح لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، ونيل بطاقة الترشح هو فوز كبير في حد ذاته.

ثم يبدأ بعد ذلك مرشح كل حزب حملته الانتخابية لحشد أكبر قدر ممكن من أصوات الناخبين حتى يوم إجراء الانتخابات، وتُعقد خلال هذه الفترة ثلاث مناظرات رئاسية، وعُقدت هذا العام في 26 سبتمبر و9 أكتوبر و19 أكتوبر.

وتُجرى الانتخابات في أول ثلاثاء يأتي بعد اليوم الثاني من شهر نوفمبر، وتُجري بنظام الاقتراع غير المباشر، فالمواطنين لا يختارون الرئيس فحسب بل يختارونه ويختارون معه أعضاء ما يُعرف بالمجمع الانتخابي المكون من 538 عضوا هم من لهم قول الفصل في اختيار الرئيس ونائبه.

وجرى العرف أن يصوت أعضاء المجمع الانتخابي في كل ولاية للمرشح الذي اختاره الناخبون في الولاية، لكن لا يوجد قانون اتحادي يلزمهم بذلك ، وإن كانت 29 ولاية إلى جانب العاصمة "واشنطن دي سي" فقط هي التي تطبق قوانين لمعاقبة أعضاء المجمع الانتخابي الذين يخرجون على رغبة الناخبين في ولاياتهم، ومع ذلك لم تُستخدم هذه القوانين أبدا، بينما تبطل ولايتا ميشيجان ومينيسوتا أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الذين يصوتون خلافا لرغبة الناخبين.

ويحدد الدستور الأمريكي لكل ولاية من الولايات الخمسين عددا من الناخبين يساوي أعضاء ممثلي كل ولاية في مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب 3 أصوات للعاصمة واشنطن، ولكل ناخب في المجتمع الانتخابي صوت واحد للرئيس وصوت واحد لنائبه، ولفوز المرشح - سواء الرئيس أو نائبه - يجب أن يحصل على أغلبية تقدر بنحو 50% (269) +1 أي (270) صوتا من أصوات المجمع الانتخابي ، وفي حالة عدم حصول أي من المرشحين على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي ، يتولى مجلس النواب انتخاب الرئيس ، بينما يتولى مجلس الشيوخ اختيار النائب.

ويُطبق في كل الولايات الأمريكية تقريبا مبدأ "الفائز يفوز بجميع المقاعد"، أي أنه إذا صوتت غالبية الناخبين لصالح المرشح الجمهوري فإنه يتعين على أعضاء المجمع الانتخابي في الولايات التصويت لصالح المرشح الجمهوري، فيما تطبق ولايتان فقط وهما (نبراسكا ومين) نظام التمثيل النسبي.

وتتمتع ست ولايات بتأثير كبير في الانتخابات لارتفاع عدد ممثليها في المجمع الانتخابي طبقا لعدد السكان، وهذه الولايات هي: كاليفورنيا (55 صوتا) وتكساس (38 صوتا) وفلوريدا (29 صوتا) ونيويورك (29 صوتا) وإيلينوي (20 صوتا) وبنسلفانيا (20 صوتا) بإجمالي 191 صوتا من 538 صوتا، أما الولايات السبع الأصغر من حيث عدد السكان وهي : ألاسكا وديلوير ومونتانا ونورث داكوتا وساوث داكوتا وفيرمونت ووايومنج، فلكل واحدة منها 3 أصوات، حيث يمثل كل ولاية عضو في مجلس النواب وعضوان في مجلس الشيوخ، أما واشنطن العاصمة فهي غير ممثلة في الكونجرس، لكن يمثلها في المجمع الانتخابي ثلاثة أعضاء مثلها مثل الولايات الصغرى.

وتنقسم الولايات الأمريكية إلى ما يُطلق عليها الولايات الآمنة وتُصنف إلى ولايات زرقاء وحمراء؛ حيث تنحاز الزرقاء عادة إلى الحزب الديمقراطي، وهي ولايات منفتحة ذات طبيعة ليبرالية متنوعة عرقيا وثقافيا ، وتنتشر هذه الولايات في الساحل الشمالي الشرقي الأمريكي والساحل الغربي مثل : نيويورك وكاليفورنيا، أما الولايات الحمراء فيميل الناخبون فيها عادة إلى انتخاب الحزب الجمهوري، وتقع هذه الولايات في جنوب وسط أمريكا وفي الغرب الجبلي، وترتفع نسبة البيض والمحافظين في هذه الولايات والتي تُعتبر ولايات ريفية، غير أن هذه التصنيفات ليست دائما ثابتة، فقد يفوز مرشح ديمقراطي بولاية تُحسب على الولايات الحمراء وقد يحدث العكس.

وهناك ولايات أخرى تُسمى بالولايات البنفسجية أو المتأرجحة، وهي ولايات غير محسومة، وتحتدم فيها المنافسة بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري ، حيث لا يتمتع أي منهما بدعم كبير يمكنه من الحصول على أصوات المجمع الانتخابي ، وتحصل هذه الولايات على اهتمام كبير في الحملات الانتخابية للمرشحين، حيث إن الفوز بهذه الولايات يعزز موقف المرشح أو الحزب.

أما الولايات المتأرجحة في الانتخابات الرئاسية الحالية فهي 13 ولاية تميل ثلاث منها للمرشح الجمهوري دونالد ترامب وهي: أوهايو وأيوا وجورجيا، وتميل ست منها للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وهي ولايات: ويسكونسن وفيرجينيا وبنسلفانيا ونيوهامبشير ونيفادا وكولورادو، بينما تقف أربع ولايات على مسافة واحدة بين المرشحين وهي: أريزونا وفلوريدا ونورث كارولاينا ومين.

وتُعتبر ولاية فلوريدا تحديدا الولاية المتأرجحة الأكثر أهمية، بل وحاسمة للفوز بنسبة كبيرة ، كونها الولاية المتأرجحة صاحبة أكبر عدد من الأصوات في المجمع الانتخابي ، ويعني الفوز بها الحصول على 29 صوتا من أصوات المجمع.

وقد يحدث أن يفوز مرشح ما بالتصويت الشعبي ويخسر الانتخابات بخسارته لأصوات المجمع الانتخابي، وهو ما سبق أن حدث لثلاثة مرشحين، والمفارقة هنا أنهم كانوا جميعا ديمقراطيين وهم : صامويل تيلدن عام 1876، وجروفر كليفلاند 1888، وآل جور عام 2000.

أما انتخابات عام 1824 فكانت الأكثر غرابة ؛ حيث فاز المرشح أندرو جاكسون، الذي أسس الحزب الديمقراطي فيما بعد عام 1828، بالأصوات الشعبية وأصوات المجمع الانتخابي، ولكن ليس بالغالبية المطلوبة (131 صوتا آنذاك)، لذا أحيلت الانتخابات إلى مجلس النواب، طبقا للدستور الأمريكي الذي أعلن فوز منافسه جون كوينسي آدامز.

ولن يذهب الأمريكيون ، بعد غد الثلاثاء، لانتخاب رئيسهم فحسب، بل سينتخبون معه أيضا مجلس النواب المكون من 435 عضوا؛ حيث تجرى انتخابات المجلس كل عامين، كما سينتخبون ثلث مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو، حيث يُنتخب المجلس كل ست سنوات على ثلاثة مراحل؛ يتم انتخاب 33 عضوا في كل من المرحلتين الأولى والثانية، وفي الثالثة - التي تتزامن مع الانتخابات الرئاسية - يتم انتخاب 34 عضوا.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان