إعلان

إلى رجال الشرطة.. في العام الجديد

إلى رجال الشرطة.. في العام الجديد

09:38 ص الأحد 03 يناير 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم-  لواء الدكتور محسن الفحام:
جاءت الليلة الأخيرة من عام 2015 لتودعنا بالأمطار الغزيرة والبرودة الشديدة و الرياح العاتية كأنها تقول لنا إنها ذاهبة بسرعة إلي الماضي لنبدأ عاماً جديداً نأمل ان يكون سعيداً مملوءً بالإنجازات والنجاحات لنا ولوطننا .

وكما هي عادتي في هذه المناسبة من كل عام اقوم بالاتصال بالعديد من الزملاء الذين تشرفت بالعمل معهم في مواقعهم المختلفة لأهنئهم بالعام الجديد.. وكم كانت سعادتي و افتخاري بهم وهم متواجدون في أعمالهم في تلك الأجواء الباردة و الأمطار الغزيرة... منهم من ينظم حركة المرور و الاخر في تأمين الكنائس حتي يطمئن المصلون فيها و ينعمون بالشعور بالأمن و الاستقرار... ومنهم من يتواجد امام الفنادق المختلفة لتأمين المحتفلين فيها لينعموا بالسعادة خلال هذه الساعات.. بل ان بعضهم كان متواجداً في منطقة الاهرامات المترامية الاطراف حيث تهب عليهم الرياح من هنا و هناك لتأمين تلك الاحتفالية التي نظمتها وزارة السياحة و لم يقم أياً منهم بالشكوى او الاعتراض.. بل كانوا يتحدثون معي و هم متقبلين ما هم فيه وماهم مكلفين به دون تذمر او اعتراض.
                      
بل ان بعضهم كان يذكر لي بعض زملائهم المتواجدين في صحراء سيناء ومناطق العريش الان يواجهون الموت كل دقيقة علي يد الارهاب الخائن ويتمنون ان يكونوا معهم في هذا الوقت .

- تساءلت لماذا يتم تجاهل ما يتعرض له هؤلاء الرجال من صعوبات و مخاطر يومياً... وهل من ينادي بسقوط حكم العسكر و الدولة الامنية - من وجهة نظرهم – لديه القدرة على ان يقوم بما يقوم به هؤلاء الابطال ليحقق الشعور بالأمان لمجموعة تسهر ليلها داخل تلك الفنادق الفاخرة او الملاهي الليلية أو المقاهي والنوادي ينعمون بالمشروبات الساخنة و الاجواء الدافئة وهم يتمايلون على انغام الفنان الفلاني او الراقصة الفلانية .

-تساءلت لماذا يتعمد بعض الإعلامين و الصحفيين تصيد اخطاء مجموعات قليله من رجال الامن و تصويرها علي انها انتهاك لحقوق الانسان و للحريات وللمجتمع المدني.. تخيلت لو لجأ ملهوف إلى رجل شرطة في تلك الاجواء المناخية الصعبة و طلب منه معاينه سكنه الذي تعرض للسرقة أو سيارته التي تعرضت لحادث وطلب منه الانتظار حتي الصباح او إلي ان يحضر احد معاونيه.. سرعان ما يتعرض هذا الرجل للتشكيك في نزاهته أو مصداقيته وانحيازه للطرف الأخر الذي هو أصلاً مجهول له .

- في بدايات العام الجديد اناشد ابناء هذا الشعب الكريم ان ينظر إلي رجال الشرطة نظرة اعتزاز و اكبار فهم جزء من نسيج هذا الوطن و ان يعاونه في اداء عمله و ان يكون ردود افعاله تجاه بعض الاخطاء التي يقع فيها البعض منهم مساوياً للخطأ ذاته دون تهويل او تهوين.

كما اناشد قيادات وزارة الداخلية و معظمهم حالياً من الوجوه الجديدة التي دفع بها السيد الوزير لاستكمال مسيرة عطاء من سبقوهم لتفعيل  دور الشرطة المجتمعية بما يتناسب مع طبيعة و ثقافة الشعب المصري و مدى تقبله للفكرة و استعداده للمساهمة فيها.

رجال الشرطة يا سادة يتحملون و يدافعون و يتقبلون ماهم فيه... انظروا إليهم في ليالي الشتاء القارصة وأيام الحر الحارقة وهم يقتحمون اوكار الارهاب بكل جرأة و جسارة لايهابون الموت بل يحرصون عليه حرصهم  على الحياة .

رسالتي للجميع مصر امانه في اعناقنا .. فلنتحمل تلك الامانة.. وكما ان الشرطة في خدمة الشعب فليكن هذا الشعب الاصيل سنداً و دعماً للشرطة لمواجهة من يريد اسقاط الوطن او عرقلة خطواته و تقدمه نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة... وتحيا مصر .

إعلان

إعلان

إعلان