إعلان

حكايات إخفاء الهوية.. زملكاوية تحت جحيم الانتماء

08:33 م الأحد 13 ديسمبر 2015

جمهور الزمالك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد جمعة:

ستبقى لجماهير الزمالك "فترة ردة" انتكس خلالها فريقهم الكروي الأول خلف ستائر الفشل، حتى ضاقوا ذرعًا بأحوالهم التي آلت إليها السنوات العجاف.

وظلت الأجيال التي عايشت "فترة الزهو" أكثر تمسكًا بمبادئ "ميت عقبة"، حين احتضنت عصر الانتصارات.

محمد عطية "24 عامًا"، أحد هؤلاء الذين تواروا خلف قناع "التشجيع الصامت" لأبناء القلعة البيضاء، عندما قرر عمدًا إخفاء انتمائه الأبيض منعًا لـ"إذلال" جماهير الأهلي التي عايشت فترة انتصارات فريقها في أوائل القرن الـ21.

نشأ "عطية" وسط أسرة تضع كرة القدم ضمن قائمة أولوياتها، فلمباريات الكرة طقوس خاصة؛ يبدأ العمل مبكرًا في الصباح لإنهاء الأعمال الريفية لإتاحة الفرصة كاملة للاستمتاع بالمشاهدة، يقول: "بدايتي في التشجيع كانت عام ١٩٩٨وتحديدًا خلال كأس الأمم الإفريقية والتي فازت بها مصر وقت تولي المدرب محمود الجوهري. حينها وجدت الشغف لدى والدي وأعمامي لمتابعة مباريات مصر، ثم الاحتفال الخاص بمباراة النهائي والفوز بالكأس وكان عمري وقتها لا يتعدى 8 سنوات".

____-1

تربى محمد على الطقوس الأسرية، فسرعان ما تشرب حب الكرة والنهم لتشجيعها، حيث يتذكر المشاهد الأولى لطفولته: "كنت أذهب من الكُتاب سريعًا وأقطع مسافات طويلة لكي أصل للبيت مبكرًا واشاهد الاستوديو التحليلي من بدايته لأتعرف على تشكيل الفريقين".

في خضم تلك الفترة عاصر "خريج كلية العلوم" تجمع عائلته لمباريات الزمالك بالدوري وكأس إفريقيا على وجه الخصوص: "كان والدي وأعمامي وجدي يعشقون الزمالك وينتظرون مبارياته، حيث يتجمعون في بيت العائلة ويتركون أعمالهم، في وقت كان أغلب شباب القرية يشجعون الخصم اللدود الأهلي".

لم يجد "الطفل الصغير" ما يشجع "الأبيض" من أجله، في ظل فرحة أطفال القرية بانتصارات الأهلي الكثيرة والمتتالية، يسكن "عطية" إلى ما ارتضى قلبه وعقله بتشجيع الزمالك ليبدأ في التظاهر بـ"أهلاويته المزيفة" حرصًا على عدم إثارة زملائه في المدرسة له: "في هذه الأيام بدأ حبي للزمالك ولكني تظاهرت أنيّ أحب الأهلي وعرف الجميع انتمائي له فقط من باب أن معظم القرية أهلاوية".

يجلس محمد على مقعده، يكتم فرحته بهدف يُحرزه "شيكابالا" في مرمى فريق الاتحاد السكندري قبل دقيقة واحدة من انتهاء المباراة، يُخفي سعادته بمهارات "الأباتشي واستعراضه خلال مباريات الدوري العام، لكنه يظل مُمسكًا بما صدره لأسرته وعموم قريته.

ويضيف محمد أنه استطاع كتم "سر الزمالك" إلا عندما شاهدته ابنة خالته أثناء متابعته لمباراة الزمالك مع الإفريقي التونسي في دوري أبطال أفريقيا عام 2011 والتي خسرها الزمالك (4-2) وخرج من البطولة: "وجدتني عصبيًا للغاية لضياع الفرص السهلة لتقريب الفارق في النتيجة".

طقوس المباريات لدى الشاب الذي بدأ يلاحظ التطور الفني على فريقه بدأت تختلف عن سابق عهدها، يقول: "كنت أتابع  فى البيت مع والدي ولكن كنت امسك اعصابي جدا حين يأتى هدف أو فوز. وفي معظم الأوقات كنت أصعد إلى السطوح لأفرح مع نفسي".

"يوم الاحتفال"

"ظللت مستترا في تشجيعي للأهلي في سنوات الهزائم حتى جاء التغيير في الجيل الحالي عندما عاد الزمالك للبطولات، وقتها اشتريت العدد التذكاري لمجلة الزمالك بمناسبة الفوز بالدوري ثم علقت صفحاتها على جدران منزلنا وتفاجىء أبي، وسألني، أنت زملكاوي؟".. هكذا أخبر محمد عطية عائلته بتشجيع الزمالك.

وقال: "15 عامًا مضت لم أترك مباراة واحدة إلا وشاهدتها للزمالك، حتى أنني كنت أدخل للملاعب عندما التحقت بكلية العلوم جامعة الأزهر بالقاهرة، ولو عاد بي الزمن لأشهرت من البداية تشجيعي للزمالك رغم (السنوات المهببة) التي عاشها الفريق".

"أبويا ولا الزمالك؟" 

لا يختلف أحمد عليوة عن سابقه في إخفاء انتمائه للزمالك في أعوام "شُح البطولات"، يقول: "أبويا وأخواتي طول عمرهم بيموتوا في الأهلي، وكان بيحاول يحببنا في الفريق، بس دايما كنت بقوله هو ليه أغلب لاعبيه من الاسماعيلي ودايما يخطف النجوم الكبيرة في فرق الدوري؟".

صورة 2

"في تلك الفترة كان الزمالك في أوج تألقه في بداية تشجيعي الكرة، خاصة جيل حازم إمام وعبدالواحد السيد وعبدالحليم علي الذي استطاع حصد الدوري وبطولة إفريقيا وقدّم مباريات عالمية، وكان يعتمد على مجموعة من الناشئين وليس من يتعاقد معهم فقط".. هذا ما حبب الزمالك لـ"عليوة" في فترة طفولته.

ولكن عليوة لم يرغب في إغضاب والده وتظاهر بتشجيع الأهلي في تلك الفترة رغم حنقه من سياسته في التعاقد مع لاعبين بالإسماعيلي خلال هذه الأونة لبناء فريق جديد: "ليه كل ما يشوف لاعب كويس في أي نادي ياخده ولا علشان معاه فلوس؟".

"خفت من إظهار تشجيعي للزمالك منذ 2005 بعد بداية إنهيار فريق الزمالك علشان التريقة من ناس لا تفهم شئ في الكرة، وظللت أشجع الزمالك بعيدًا عن التجمهرات من عائلتي أو في عملي، وأحرص على مشاهدة مباريات الأهلي معهم لكي يزداد يقينهم بأنني أهلاوي".. هكذا عاش الشاب العشريني حياته قبل فوز الزمالك بالدوري مؤخرًا.

"أهم حاجه القلب طول عمره أبيض والحمد لله جه اليوم أن الواحد يفتحر إنه بيشجع الزمالك".. يعتز أحمد بتشجيع الزمالك رغم كل الأوقات العصيبة التي مرّت بها جماهيره، يدين بالفضل إلى اللاعبين الذين تعاهدوا على إرضاء جمهور النادي واستعادة الدوري، بجانب رئيس الزمالك الذي وفر للفريق الأول ما احتاجه من دعم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان