إعلان

حرب أكتوبر والسينما.. خصومة امتدت لـ42 عاماً - (تقرير)

12:14 م الثلاثاء 06 أكتوبر 2015

الافلام السينمائية عن حرب اكتوبر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - منى الموجي:

في عام 1992 وبداخل منزل بسيط تسكنه أسرة متوسطة، يضم (عم ربيع- بائع البسبوسة) عبدالعزيز مخيون وزوجته (سميحة) ناهد رشدي، تجلس الزوجة على أريكة مستغرقة في إعداد الطعام، وبجوارها يجلس الزوج ينظر للتلفاز متابعاً مراسم الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر، ويبدأ وزوجته الحديث عن الاحتفال..

سميحة: خدنا أيه من الاحتفالات.. احتفالات سنة ورا سنة لما زهقنا

عم ربيع: عارفة يا سميحة في دول بتحارب وتنتصر وبعد الحرب حالها بيتعدل وتتصلح وتبقى عال العال، وفيه دول بتحارب وتتهزم لكن بتقوم على رجلها من أول وجديد بعد الهزيمة وتبقى أحسن من الأول كمان

سميحة: عشان بيتعلموا من الخيبة اللي خابوها

عم ربيع: إحنا بقى أن انتصرنا خايبين وأن انهزمنا خايبين حالنا هو الحال.

بهذه الجمل نجح الكاتب الكبير وحيد حامد عبر مسلسله ''بدون ذكر أسماء'' في توصيف الحالة التي وصلنا إليها، فنقل كلمات يرددها البعض، ورغم أنها لا تنفي عنهم الفرحة بالنصر ولكن تطرح سؤال: وماذا فعلنا بعد الانتصار؟، فبعد مرور سنوات طويلة على تحقيق انتصار كبير أعاد للوطن العربي بأكمله لا لمصر فقط جزء من كرامته المفقودة، إلا أن انجازات أخرى كان يأمل المصريون تحقيقها في مجالات مختلفة، لم تتحقق.

''الخيبة'' التي تحدث عنها وحيد حامد في مشهده السابق طالت السينما أيضاً، حيث عجزت على مدى أربعة عقود عن تقديم أعمال فنية ترق لضخامة الحدث وتنقل معاناة شعب ذاق مهانة ضياع الأرض، قاتل واستشهد حتى نجح في استعادتها.

ولم يستغل صناع السينما أنها وسيلة لتوثيق الحدث لأجيال مُقبلة، تلعب فيها الصورة الدور الأهم والأبرز فتخاطب جمهورها بلغة عالمية، وتعكس عبر شاشتها الساحرة إرادة شعب قهر عجزه، ووحدته الرغبة في النصر، لكن يبدو أن هذه الإرداة لم تتواجد لدى منتجي السينما أو لدى الدولة التي لم تولي أفلام حرب أكتوبر الاهتمام المطلوب.

وكانت النتيجة أن بعد مرور 42 عام، بات لدينا أفلام سينمائية قليلة العدد، ضعيفة التناول في معظمها بشهادة النقاد، وخلت من معالجة حقيقية للواقع، ومن التركيز على بطولات الشعب المصري، ممن ظلت آمالهم معلقة بإنهاء حرب استمرت لسنوات، رهن الشباب خلالها أعمارهم فإما النصر أو الشهادة، وتجرع كل بيت مرارة فراق ابناءهم، ووجودهم على خط النار، يكسرون رتابة الانتظار بين حين وآخر بعمليات قتالية، يعلمون أن الخروج لتنفيذها قد يعني عدم العودة فيكون مصيرهم الموت أو الأسر، ولكن ما كان هذا الشعور ليثنيهم عن الحلم، كل هذه المشاعر لم تستطع السينما التعبير عنها إلا في فيلم أو اثنين من بين عشرة أفلام تقريباً.

ومن بين أشهر الأفلام التي تعيد عرضها القنوات الفضائية والتليفزيون المصري ليل نهار في ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر:

1.الرصاصة لا تزال في جيبي

هو أول فيلم أنتجته السينما عن حرب 73، جاء إنتاجه بعد عام واحد فقط، وقام ببطولته الفنان محمود ياسين، صاحب النصيب الأكبر من الأفلام التي أُنتجت عن الحرب، وشاركته البطولة الفنانة نجوى إبراهيم.

وتدور أحداث الفيلم حول شاب حديث التخرج يعيش قصة حب مع ابنة عمه، يُستدعى للتجنيد، يعود في إجازته فيجد حبه الأول اُغتصب وفي طريقه إلى الضياع بسبب شخص انتهازي استغل غيابه، فيحاول استردادها، فيجدها فاقدة للثقة في كل المحيطين بها حتى حبيبها، فيبذل كل ما في وسعه ليعيد لها الأمان الضائع، وبعد الانتصار يجدها إنسانة أخرى عادت لها روحها المرحة، فيعدها بأنه سيظل محافظاً على مكان الرصاصة في جيبه لأن الحرب لم تنته بعد رغم الانتصار.

1

الفكرة التي قدمها الكاتب إحسان عبدالقدوس في المشهد الأخير من الفيلم، هي نفسها التي تناولها وحيد حامد في المشهد السابق من ''بدون ذكر اسماء''، والتي تؤكد أننا سنفشل إذا لم نؤمن أن كما للهزيمة ضريبة تدفعها الشعوب للوقوف على قدمها من جديد، سيكون على الشعوب المنتصرة أن تعتبر النصر بداية لانجازات أخرى.

2.ابناء الصمت

يعتبره كثيرون أهم الأفلام التي تناولت الحرب، اُنتج الفيلم عام 1974، وشارك في بطولته كل من محمود مرسي، نور الشريف، ميرفت أمين، محمد صبحي، مديحة كامل، أحمد زكي، السيد راضي، سيد زيان، وإخراج محمد راضي.

تقع أحداث الفيلم خلال الست سنوات التي سبقت حرب أكتوبر ''حرب الاستنزاف''، والعمليات القتالية التي كان يقوم بها الجيش لاستنزاف طاقة وقوة العدو.

2

ويركز العمل على بطولة الجنود الذين دفعوا دماءهم ثمنا لتحرير أرضهم، كما يُظهر نماذج أخرى سلبية، منها رئيس تحرير إحدى الصحف والذي يعيش منفصلا عن مرارة هزيمة 67 ولا يفكر سوى في صالحه وعلاقاته الخاصة، وتتوالى الأحداث إلى أن تأتي لحظة العبور، ويتحقق النصر.

3.أغنية على الممر

الفيلم حالة خاصة وهو من إنتاج 1972، أي قبل الانتصار لكنه واحد من أهم الأفلام التي تناولت حرب الاستنزاف، ويحكي كيف ظل جنود فصيلة مشاة، صامدين رافضين الاستسلام رغم نفاذ الماء والطعام وانقطاع الصلة بينهم وبين القيادة، وإغراءات العدو، الذي يعدهم بالحفاظ على حياتهم في حال استسلامهم.

وخلال أيام الحصار نشاهد كيف ينتابهم شعور بالاحباط تارة، وبالأمل تارة أخرى، ويتذكرون حياتهم خارج الجيش، وأحلامهم، ويظلون على هذه الحالة حتى يستشهد ثلاثة منهم، بعد تعرضهم لهجوم من قبل العدو الإسرائيلي.

3

''أغنية على الممر'' تأليف مصطفى محرم، بطولة محمود مرسي، محمود ياسين، أحمد مرعي، صلاح قابيل، مديحة كامل، صلاح السعدني، وإخراج علي عبدالخالق.

4. حتى أخر العمر

تم إنتاجه عام 1975، يعده صناعه من بين أفلام حرب أكتوبر، بينما يرى آخرون أنه أحد الأفلام التي تحدثت عن الحرب على هامش قصة حب بين البطل محمود عبدالعزيز والذي يعمل طياراً في الجيش، وزوجته نجوى إبراهيم، وكيف وقفت إلى جواره رغم تغير معاملته لها، بعد إصابته في الحرب، والتي بسببها أصبح قعيداً على كرسي متحرك.

4

''حتى أخر العمر'' من تأليف يوسف السباعي، بطولة محمود عبدالعزيز، نجوى إبراهيم، حياة قنديلأ، عماد حمدي، مشيرة إسماعيل، عمر خورشيد، وإخراج أشرف فهمي.

5.العمر لحظة

تدور أحداث الفيلم حول الصحفية نعمت التي تهتم بكتابة تقارير إنسانية، ترصد بها مشاعر الجنود وذويهم، وتكتب عن معارك حرب الاستنزاف، وعن انتظارهم ليوم الخلاص، وتذهب إلى الجبهة لمقابلة عدد منهم، وتشارك في الترويح عنهم ورفع روحهم المعنوية، بينما يغرق زوجها ''رئيس التحرير'' في علاقة عاطفية مع فنانة شابة، يهتم بتخصيص مساحات لها على صفحات جريدته، حتى وأن جاء ذلك على حساب قصص الجنود.

5

''العمر لحطة'' قصة يوسف السباعي، سيناريو وجيه نجيب، حوار عطية محمد، بطولة ماجدة، أحمد مظهر، نبيلة عبيد، ناهد شريف، أحمد زكي، إخراج محمد راضي.

6.أفلام أخرى

- ''حكايات الغريب'' بطولة محمود الجندي، ''الطريق إلى إيلات'' بطولة عزت العلايلي ونبيل الحلفاوي، وهما من أفلام التليفزيون وأخرجتهما المخرجة إنعام محمد علي، ''الوفاء العظيم'' و''بدور'' من أوائل الأفلام التي انتجت عن الحرب، بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين.

8

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان