إعلان

لماذا تتصدى تركيا للأكراد الذين يقاتلون داعش؟ (تقرير)

الأكراد

لماذا تتصدى تركيا للأكراد الذين يقاتلون داعش؟ (تقرير)

07:39 م الجمعة 14 أغسطس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب ـ علاء المطيري:

تسائلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية "لماذا تقاتل تركيا الأكراد الذين يقاتلون داعش؟، مشيرة إلى أنه في ذات اليوم الذي أعلن فيه الأتراك أن قواتهم ستساعد قوات التحالف في قتال داعش، بدأت الجيش التركي حملة جوية ضد الأكراد الذين كان لهم دورا حاسما في وقف تقدم تنظيم داعش ومواجهته عسكريا.

وتابعت الصحيفة أنه منذ إعلان 24 يوليو الماضي شنت تركيا عدة هجمات جوية ضد مجموعات انفاصالية كردية تعرف "PKK" أو حزب العمال الكردستاني التي تم تصنيفها كمجموعة إرهابية على نطاق واسع، على الرغم من أن تلك المجموعات وحلفاءها يعملون بصورة أكثر قربا مع الأمريكيين استطاعوا دفع داعش خارج المناطق التي سيطروا عليها.

ولفتت الصحيفة إلى أن تشابك المصالح الأمريكية والتركية في المنطقة وتباينها أدى إلى تنسيق كلاهما فيما يخص خوض القتال أمام داعش.

التنسيق المشترك

ينسق الأكراد مع الأمريكيين منذ أكتوبر الماضي في مواجهة داعش، حيث تتبادل وحدات حماية الشعب الكردية المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الأمريكيين فيما يخص الأهداف التي يتم ضربها بطائرات التحالف التي تساعدهم على دعم تمددهم في المقاطعات المجاورة للحدود التركية، إضافة إلى الدور الحاسم الذي لعبته في تحقيق النصر بمدينة كوباني الكردية.

ولفتت الصحيفة إلى أن وحدات حماية الشعب التركي تمثل أقرب حلفاء أمريكا في سوريا، التي أشارت إلى قول مسؤولين أمريكيين بأنهم يعملون مع وحدات حماية الشعب التركي التي لها روابط مع منظمة حزب العمال الكردستاني المحظورة.

تركيا وأمريكا

بينهما تحالف لكنه مشروط، هكذا تقول نيويورك تايمز، التي أوضحت أن أمريكا سعت إلى الحصول على مساعدة تركيا في قتال داعش منذ العام الماضي لكونها عضوا في حلف الناتوا منذ 1952، مشيرة إلى أن الأمريكيون يعتبرون أن مشاركتها سيكون لها دور حاسم في إضعاف داعش في سوريا لكنها كانت تمتنع عن المشاركة قبل أن توافق مؤخرا، ولكن بشروط، تضمن للولايات المتحدة مهاجمة منطقة الحظر الجوي انطلاقا من قاعدة إنجيرليك وعدد من القواعد الجوية التركية وفقا لإطار عمل مشترك بينهما.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن أمريكا تكون عدائية مع الأتراك وستدعمهم في شن حملة ضد حزب العمال الكردستاني، وفقا لمبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تحالف ضرب داعش الذي أوضح أنهم يحترمون حق تركيا في الدفاع عن نفسها.

العنف والارتياب

نقلت الصحيفة عن بعض المحللين قولهم إن قرار تركيا بالانضمام للحرب ضد داعش يقوده التهديد الذي تمثله وحدات حماية الشعب الكردي وما تحققه من مكاسب على الأرض بصورة متسارعة في المقاطعات السورية، خاصة في ظل السعى الدائم من قبل الأكراد للحصول على دولة مستقلة في المنطقة، وهو الأمر الذي تعارضه الحكومة التركية بشدة.

ولفتت الصحيفة إلى قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا لن تسمح بوجود دولة كردية على حدودها الجنوبية.

قرار الحرب

تقاتل تركيا حزب العمال الكردستاني بصورة أكثر نشاطا من مشاركتها في قتال داعش، فكما تقول الصحيفة فإن 1300 شخص من الأكراد الذين تحتجزهم الحكومة التركية على ذمة قضايا لها صلة بالإرهاب بينهم 137 لهم صلة بتنظيم داعش، في حين يرتبط 847 منهم بحزب العمال الكردستاني.

وتابعت الصحيفة أن تركيا تقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وشمال العراق بزعم أنهم يمكن أن يهاجموا المناطق التركية عبر الحدود.

ووفقا للصحيفة فإن الضربات الجوية التركية التي شنتها مؤخرا ضد حزب العمال الكردستاني أنهت عامين من وقف إطلاق النار بينهما وأشعلت موجة من الاحتجاجات والصدامات بين المسلحين الأكراد وقوات الأمن التركية عبر البلاد، بينما يسير تطور العمليات العسكرية التركية ضد داعش ببطء.

ولفتت الصحيفة إلى أن استراتيجية أردوغان ـ وفقا لمحللين، لها دوافع سياسية، مشيرة إلى أنها في يونيو الماضي فقد حزبه أغلبية البرلمان بسبب نجاح الحزب الموالي للأكراد.

وتابعت الصحيفة أن أردوغان يسعى لاستعادة دعم القوميين الذين يعارضون استقلال الأكراد أو تمتعهم بحكم ذاتي.

إعلان

إعلان

إعلان