إعلان

مظاهر الإختلاف العقلي بين الرجل والمرأة

05:27 م الأربعاء 06 مايو 2015

مظاهر الإختلاف العقلي بين الرجل والمرأة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

يُجمع العديد من الناس على أن الطريقة التي يفكّر بها الرجال مختلفة تماما عن تلك التي يفكّر بها النساء، فيما صنّفت العلوم الحديثة بعض الإختلافات في تفكير كلّ من الجنسين، أفضت إلى أن عقل الرجال مصمّم بشكل جيّد، ولديه قدرة استيعاب للأمكنة والفضاءات أكثر من عقل النساء. كما أنه يتميّز بتوفّره على نمط فكر ”الهوس الذاتي” أكثر من عقل المرأة.

أما بالنسبة للعقول النسوية فهي تتوفّر على ذاكرة أفضل ومهارة عالية في التدبير الإجتماعي، كما أنّهن بارعات في القيام بالعديد من الأمور في آن واحد.

مما يؤكّد صحّة هذه الملاحظات هو أن الرجال في المجتمعات المرتكزة على الصيد الجماعي،كانو يقومون بالتجوّل بعيدا عن المخيّمات، حتّى تتكيّف أدمغتهم بشكل كاف لتكون قادرة على تمييز الطرقات. كما أنهم كانو يقضون وقتا طويلا في التربّص ومصارعة و قتل الحيوانات أو الجيران المتطفّلين. وعلى نقيض ذلك كانت النساء أكثر سلاسة مع بعضهن وكذلك في تربيتهن لأطفالهن، وبمكوثهن في المخيّمات تمكن دماغهن من التكيّف ذهنياّ، حتّى يتسنّى لهن التفاعل مع عواطف أطفالهن وكذلك مع بعضهن كشرط لتحقيق النجاح الإجتماعي.

يكمن السبب الأساسي في هذا الإختلاف القائم بين الجهازين العصبيين للرجل و المرأة، إلى الإختلاف في كيفية تحليل وإيصال البيانات التي يتلقّاها دماغ كل من الجنسين. وهذا ماقامت به ”راجيني فيرما” وزملاؤها في جامعة بنسلافنيا، إذ تمكّنو من تقديم عرض للمؤسسة الوطنية لتقدّم العلمي الأكاديمي، كشفو من خلاله عن رسم بيانيّ يوضّح كيفية حركة السيالة العصبية في أدمغة الذكور والإناث كما يقوم بمطابقتها.

فكما هو معلوم، أنتجت الطفرة التي شهدها علم الأعصاب خلال العقدين الماضيين، مجموعة من التقنيات التي مكّنت العلماء من تفحص الأدمغة الحيّة. من بينها تقنية الدكتورة ”فيرما”، والتي كشفت عن الفروقات التي تتنجها السلوكات المختلفة لدماغ كل من الرجل و المرأة، إذ أبانت الدراسة عن كيفية تدفق ”الموتّر الذهني” على مستوى الجهاز العصبي، والذي ينتج عنه تدفّق للسيالة العصبية من حول الدماغ. علما أن الألياف التي تربط الخلايا العصبية تتوفر على أغلفة دُهنيّة، تتدفّق من خلالها السيالة العصبية على طول ليف واحد فقط، وليس على طول سائر الغلاف الدُّهني . وبهذا مكّننا تحرّك ”الموتّر الذهني” في العقل من معاينة حُزم الألياف تلك، والتي نستطيع أن نرى إلى أين وكيف تتحرّك.

قامت الدكتورة ”فيرما” وفريقها بتطبيق التجربة على 428 رجل وفتى، و512 امرأة وفتاة. كما توضّح الصورة المبيانية أعلاه نتائج الدراسة، والتي تبرز مجموع متوسّط مجرى تحرّك ”الموتّر الذهني” على مستوى أدمغة المشاركين في الإختبار.

فكما هو معروف يتشكّل الدماغ البشري من عنصرين أساسيين إثنين وهما: المخّ، وهو الذي يشكّل الجزء العلوي والأمامي، والمخيّخ وهو الجزء الذي يشكّل الجزء السفليّ والخلفي من الدماغ، وهو المسؤول الرئيسي عن حركة الجسم.

ينقسم كلّ من الجزئين إلى شطرين يميني و يساري. فالصورة المقطعية التي على اليسار توضّح مسارات الإتصالات المهيمنة على دماغ الرجل (والمشار إليها بالون الأزرق) بينما يكشف المقطع الذي على اليمين طبيعة نفس المسارات في دماغ المرأة ( المشار إليها باللون البرتقالي)

يمكننا طرح العديد من التآويل بخصوص هذه النتائج، إلا أنّ الدكتورة ”فيرما” تعتقد أنّ الإختلاف في مسارات هذه الخيوط هو جوهرالتفاوت في المهارات المعرفية بين الذكور والإناث. يعتقد أنّ الجانبين الأيسر والأيمن من الدماغ هما المسؤولان عن التفكير المنطقي و الحدسي على التوالي. فقد اعتبرت الباحثة أنّ طريقة انتشار اتجاهات السيالة العصبية على مستوى دماغ النساء أثناء الحديث مع بعضهن يفسّر كونهن يتوفّرن على ذاكرة أفضل ومهارة اجتماعية عالية و قدرة على القيام بأعمال متعدّدة في الآن نفسه، نظرا لتمتع أدمغتهن بتصميم يمكّن شطري أدمغتهن من التجاوب بسلاسة مع بعضهما، وخلافا لذلك، تتدفّق السيالة في أدمغة الرجال بشكل متواصل أفقياّ داخل جانب واحد من الدماغ، مما يمكّنهم من التركيز على الأمور التي لا تتطلّب تداخلا معقّدا للشطرين الدماغيين اليميني و اليساري معا. مما يجعل الرجال ذوي حس أحادي.

وعلى مستوى المخيّخ، يحدث ترابط غير اعتيادي بين الشقين الأيسر والأيمن من دماغ الرجال، حتّى يتسنّى له خلق تناسق في نشاط الجهاز العصبي أثناء القيام بوظيفته متكاملا. وهذا أمر مهم لأن كلّ شقّ من الدماغ يتحكّم لوحده في تسيير نصف الجسم، وبالتالي فالرجال يتوفّرون على قدرات حركيّة أكبر من تلك التي يتوفّر عليها النساء، أو بعبارة أخرى هم أكثر مرونة وتنسيقا للحركة من النساء.

كما أن هناك نتيجة رئيسية خلصت إليها الدكتورة ”فيرما” في دراستها وهي كون تلك الإختلافات ليست ذات طبيعة خَلقيّة، بل إنها تتطور مع التقدّم في السن، إذ كشفت التجربة التي أقيمت على متوطوّعين بين سن 8 و 22، أن الإختلافات في أدمغة البنات و الأولاد الذين يتراوح سنّهم بين 8 و 13 هي جد قليلة، ولكنها تتكاثر بسبب عامل الزمن، بحيث أنها تزداد على مستوى أدمغة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 سنة، وهي كثيرة في أدمغة من هم أكبر سناّ . وبالتالي فقد مكنتنا هذه التجربة من ملاحظة وتتبع وجه الإختلاف بين العقلين الذكري و الأنثوي وعلاقته بعامل الزمن.

إن دراسة الدكتورة ”فيرما” هي دليل على إمكانية دراسة تدفّق السيالة العصبية في الدماغ البشري، خصوصا وأن دراسة الدماغ الحي هي من أصعب المشكلات العلمية، هذا وقد قدّمت الحكومة الأمريكية وعودا بتقديم مبالغ مالية مهمة لدعم هذه البحوث التي تعنى بدراسة الدماغ والأعصاب، في محاولة منها لتحقيق تقدّم حول الدراسات التي تهتم بالعقل البشري وعلم الأعصاب في الولايات المتحدة .

إن التقدّم في أبحاث الدماغ يعتمد بالأساس على تطوير سبل التوصّل إلى معاينة سلوكيات الأدمغة البشرية وهي على قيد الحياة، مما يجعل الأمر صعبا، ولكن مبادرة الدكتورة ”فيرما” بيّنت مدى إمكانية القيام بذلك.

المصدر: موقع المرسال

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان