إعلان

إرهاب شارلي إيبدو.. وإرهاب تشابل هيل

محمد الصاوى

إرهاب شارلي إيبدو.. وإرهاب تشابل هيل

09:44 م الخميس 12 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم ـ محمد الصاوي:

العالم دائمًأ والغرب خاصة ما يدين الإرهاب وهو حق مكفول للجميع اذا ما كان الإرهاب له خلفية اسلامية، ولحية طويلة، وجلباب ابيض قصير، هذا فقط هو الإرهاب الذي يدينه العالم والغرب على وجه الخصوص فقط مهما كانت فعلته.

أما إذا كان الإرهاب بشكل ''متحضر وعلى الموضة'' فانه لا يصبح ارهابًا مهما اقترف فى حق مواطنيين عزل، حينها فقط يبحث العالم عن مصطلحات أخرى مثل ''مريض نفسي'' أو اختلاف فى وجهات النظر أو اي شئ اخر، المهم أنه ليس إرهابي مهما قتل من ضحايا او روع آمنيين بغير مبرر.

تشابل هيل أعاد إلى الاذهان فكرة الكيل بمكيالين الذي يكيل بها العالم والصورة الذهنية المنحوته لأي مسلم محافظ لدى العالم على أنه مشروع إرهابي، دون التأني والتدقيق ولو لبرهة فى البحث عن الحقيقة، الإدانات والشجب والتأكيد على انتشار الارهاب وخاصة من الشرق الأوسط إلى العالم، أول ما يصدر للمجتمع الدولي، دون تحقق.

اراد القدر أن يكون الفاضح للعنصرية الموجودة لدى العالم، فلم يمضي اكثر من شهر على حادث الهجوم على شارلي ابيدو الذي حظي بإهتمام دولي وعربي ايضًا، وتنديدات، وبين حادث تشابل هيل الذي قتل به 3 شباب مسلمين هم ضياء شادي بركات البالغ من العمر 23 عاما سوري الجنسية، وزوجته يسر محمد، 21 عاما وهي فلسطينية، وشقيقتها رزان محمد 19 عاما، في أحد أحياء ولاية نورث كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية على يد شخص امريكي يدعى ''ستيفن هيكس''، ذلك الحادث الذي تجاهله العالم والاعلام الغربي والعربي ايضًا مجاملة للغرب، كما سار فى الركب الأوربي إثناء تهويله لشارلي ابيدو، شهر واحد والجريمة متشابهة ورد الفعل متناقض ويصل الى حد التواطؤ.

زوجة المتهم ستيفن هيكس بقتل الطلاب الثلاثة تصر على أنه قتلهم بسبب خلاف على مكان انتظار السيارة، وهذا ما تروج له وسائل الاعلام الغربية لاستبعاد أن الحادث بدافع الكراهية، قد يكون لهم وراء ذلك مقصد ما، لكن مالذي يجبر وسائل الإعلام العربية فى تصديق ذلك والعمل على نشره والسير فى موكب الإعلام الغربي، حتى لا تطاله أصابع الاتهام بدعم الارهاب أو معاداة الغرب دون اتباع اي نوع من المهنية الإعلامية.

بالنظر لتغطية وسائل الإعلام الغربية أو نظيرتها العربية نجد أن التغطية كانت إلى حد ما عنصرية فمقتل الشباب الثلاثة لم يأخذ نفس الصدى الذي حظيت به أحداث شارلي إيبدو، على الرغم من أن الإرهاب هو نفسه الذي تصدر المشهد في كلا الموقفين.

ببساطة الإرهاب لا دين لها.. إرهاب من ينتسبون للإسلام هو نفسه إرهاب من ينتسبون لأي دين اخر أو حتى الذين لا ينتسبون لأي دين.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

 

إعلان

إعلان

إعلان