إعلان

كيف اقتسم الله الصلاة مع عباده

08:59 م الأحد 28 ديسمبر 2014

كيف اقتسم الله الصلاة مع عباده

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم - محمود طه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى:(قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)، وفي رواية: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي)..رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة .

هذا الحديث يبين فضائل سورة الفاتحة ومنزلتها فى الدين ولقد قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين).. والمقصود هنا بالصلاة سورة الفاتحة وسميت صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بها، فبين الحديث أن الله عز وجل قد قسم هذه السورة العظيمة بينه وبين عبده نصفين فهو سبحانه له نصف الحمد والثناء والتمجيد أما العبد له نصف الدعاء والطلب والمناجاه .

فإن نصفها الأول من قوله سبحانه {الحمد لله رب العالمين} إلى قوله {إياك نعبد} تحميد لله تعالى وتمجيد له والثناء عليه وتفويض الأمر إليه، ونصفها الثاني من قوله تعالى {وإياك نستعين} إلى آخر السورة سؤال وطلب وتضرع وافتقار إلى الله، ولهذا قال سبحانه بعد قوله: {إياك نعبد وإياك نستعين} وهذه بيني وبين عبدي.

وتعتبر الفاتحة من أعظم سور القرآن الكريم ففي صحيح البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى قال: (كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}..[الأنفال : 24] ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: [الحمد لله رب العالمين] هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته).

والفاتحة نور فتح لها باب من السماء لم يفتح من قبل ونزل بها ملك لم ينزل قط، واختص بها نبينا صلى الله عليه وسلم دون سائر الأنبياء، ووُعِد بإعطاء ما احتوت عليه من المعاني، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه أي صوتاً كصوت الباب إذا فتح فرفع رأسه فقال: (هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملَك فقال هذا ملَك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلَّم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعْطِيتَه).. رواه مسلم .

ومما يدل على شرفها كثرة أسمائها، فإن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمَّى فمن أسمائها فاتحة الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني، والقرآن العظيم، والصلاة.

وختمت السورة الكريمة بالدعاء وهذا أهم ما يحتاجه العبد فى الدنيا والأخرة فإن حاجة العبد الى أن يهديه اللهُ الصراط المستقيم أعظم من حاجته لاى شئ آخر لانه لا منجى من العذاب ولا وصول الى الجنة إلا بهذه الهداية وقال الإمام ابن تيمية عن دعاء الفاتحة "وهو أجل مطلوب، وأعظم مسؤول، ولو عرف الداعي قدر هذا السؤال لجعله هجيراه، وقرنه بأنفاسه، فإنه لم يدع شيئاً من خير الدنيا والآخرة إلا تضمنه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان