إعلان

خلدت مصر ذكراه بـ"يوم الشهيد".. مصراوي في منزل الجنرال الذهبي عبدالمنعم رياض (صور)

08:52 م الإثنين 09 مارس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الغربية - مروة شاهين:

مثّل يوم استشهاده حدثًا مدويًا؛ إذ فقدت مصر آنذاك أحد أفضل رجالاتها في القوات المسلحة؛ الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذي لقبته روسيا بالجنرال الذهبي، وتوفي في العام 1969 على جبهة القتال أثناء تفقده الخط الأمامي للمواجهة مع العدو الصهيوني، في ثاني أيام حرب الاستنزاف.

واليوم 9 مارس، الذي أعلنته مصر بعد انتصار حرب أكتوبر ليكون يومًا للشهيد، تخليدًا لذكراه وذكرى أبطال مصر، كانت لمصراوي هذه الجولة داخل القرية التي نشأ وتربى فيها البطل الفريق عبد المنعم رياض.

في منزل ارستقراطي عتيق، ذا طابع مميز، وواجهة تزينها نوافذ طولية تشبه الأبواب، ونقوش وزخارف لم تطمس معالمها رغم الزمن، عاش الجنرال الشهيد عبدالمنعم رياض سنوات طفولته الأولى في قرية سبرباي مركز طنطا، في بيت جده يستقي توجيهات الصبا من أخواله الخمسة، الذين تلقوا تعليمهم في أوروبا.

"منزل جدنا يعود في بنائه إلى أوائل القرن الماضي، وكانت الغرفة في الطابق الأعلى مكان إقامة عبدالمنعم مع والدته طيلة فترة انتداب والده حاكمًا عسكريًا في السودان"، قال محمد الخولي، عمدة القرية وابن خال الفريق عبد المنعم رياض، لمصراوي: وأضاف: "لم يكن يحيط بالمنزل في بداية الثلاثينيات سوى بعض منازل الفلاحين على بعد أكثر من 300 متر، فكانت حياتنا هنا هادئة بشكل كبير".

درس عبد المنعم رياض في كُتّاب القرية بجامع جده سيد بك الخولي، الذي كان يشغل منصب مدير أعمال الخديو إسماعيل في الغربية، قبل أن يصطحبه شقيقه الأكبر وهو في عمر التاسعة إلى القاهرة لاستكمال دراسته.

"لم يكن عبدالمنعم كثير الكلام، لكنه كان صاحب نظرات من يخطط لشيء كبير"؛ قال جلال محمد أمين الخولي ابن خال الشهيد رياض، وأضاف: "كان يرى ما لا نراه، وكان محبًا لكل من حوله من أبناء أخواله حتى حينما كان يتصل بي من موقع عمله كان يطمئن على كل أبناء أخواله وأقاربه بالاسم، ولم يكن ينسى أحدًا، ويسأل عن القرية وأحوالها".

نال الشهيد عبدالمنعم رياض في صغره تربية عسكرية صارمة، إذ كان جده لأبيه عبد الله طه علي الرزيقي من أعيان الفيوم، ووالده القائم مقام (رتبة عقيد حاليًا) محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، والذي تخرج على يديه الكثير من قادة المؤسسة العسكرية، ما ساهم في تشكيل شخصية الفريق الشهيد، الذي كان يعشق الحياة العسكرية إلى حد عدم إقباله على الزواج.

"في إحدى رحلات الصيد في شبابنا، سألته لماذ لاتتزوج فقال: أنا متزوج من الحياة العسكرية ولا أريد زوجه ثانية معها"؛ قال نبيل الخولي ابن خال الفريق رياض، مضيفًا: "في أحد لقاءاتنا كشف لي أنه يحلم بعد التقاعد من الجيش بقطعة أرض كبيرة يزرعها ويعيش فيها ما بقي من عمره، لكنه رحل قبل ذلك تاركًا ذكرى لا تكاد تفارق مجالس عائلتنا كلما اجتمعنا".

استشهد الفريق أول عبد المنعم رياض في العام 1969، أثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمالي الإسماعيلية، بعد أن كشف العدو الإسرائيلي على الضفة المحتلة آنذاك وجود قيادة عسكرية مصرية كبيرة تحت خط نيرانها، فأمطرته بنيران مدفعيتها التي أصابته ليفارق الحياة أثناء نقله إلى المستشفى الإسماعيلية.

وقد كانت جنازة الشهيد الراحل حدثًا جللاً في تاريخ البلاد، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومنحه رتبة الفريق أول، ونجمة الشرف العسكرية، فيما لا يزال تمثاله في أحد أكبر ميادين القاهرة، المعروف باسمه في منطقة وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان