إعلان

عبادة عظيمة حرص عليها السلف الصالح في العشر الأواخر من رمضان.. تعرف عليها

02:46 م الخميس 30 مايو 2019

العشر الأواخر من رمضان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق:

من الله تعالى على عباده بمواسم الطاعات ورزقهم فيها الثواب العظيم والأجر المضاعف، والله يضاعف لمن يشاء.. وها نحن على أعتاب نهاية شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.. شهر الجود والكرم .. شهر رمضان الكريم، هذا الشهر التي تشتاق الأرواح له لينقيها ويغسل ما بها من ذنوب ويمحو سيئاتها لتبدأ صفحة جديدة مع الله.

وبمجرد أن توشك العشر الأواخر من هذا الضيف الغالي على الرحيل تزداد الهمة وتقبل النفوس وتقترب من ربها أكثر ملتمسة منه المغفرة والقبول، راجية من الله أن يوفقها لليلة هي خير من ألف شهر، فالكل يجتهد على قدر استطاعته.

وكان السلف الصالح – رضوان الله عليهم – يحرصون على عبادة عظيمة ويسارعون فيها بصفة عامة وفي العشر الأواخر من شهر رمضان خاصة؛ ألا وهي : ختم القرآن الكريم في العشر الأواخر..

يقول الله تعالى في سورة البقرة (أية: 185): {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.

روي في الصحيحين عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة".

وفي حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – "أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلا يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا فإن الليل تنقطع فيه الشواغل ويجتمع فيه الهم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر"، وفقا لما جاء في (لطائف المعارف).

وكان السلف الصالح يقتدون بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في أعماله وأفعاله، قال ابن رجب: "كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها".

وكانوا يحرصون على ختم القرآن الكريم في فترة معينة، وبالأخص في العشر الأواخر من رمضان؛ فكان التابعي الفقيه وأحد رواة الحديث "إبراهيم النخعي " - رحمه الله - يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليال ، وفي العشر الأواخر في كل ليلتين، وفقا لما جاء في (المجموع الثمين من فقه ودروس وفتاوى رمضان للعلامة ابن عثيمين) لأحمد مصطفى متولي .

وكان "قتادة" يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة، وفقا لما جاء في (سير أعلام النبلاء) للذهبي.

أما "الأسود بن يزيد" فكان يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ.

وعن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير أنّه كان يختم القرآن في كل ليلتين، وفقا لما جاء في الطبقات لابن سعد.

وعن أبي الأشهب قال: " كان أبو رجاء يختم بنا في رمضان كل عشرة أيام"، وفقا لما جاء في (تهذيب الكمال).

وقال مسبِّح بن سعيد: كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة، وفقا لما جاء في (سير أعلام النبلاء) .

قال الحافظ بن رجب رحمه الله في كتابه (لطائف المعارف): "إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما الأوقات المفضلة كشهر رمضان، خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان