إعلان

كيف يؤثر قرار ترامب بالانسحاب من المعاهدة النووية على العالم؟

12:24 م الإثنين 22 أكتوبر 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت الماضي، إلى أنه ينوي الانسحاب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، وأرجع ذلك إلى أن روسيا والصين تخرقان المعاهدة منذ سنوات.

قال الرئيس الأمريكي للصحفيين قبل سفره إلى نيفادا إن روسيا تخرق المعاهدة منذ سنوات، مُشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تُبقى على الاتفاق، وتمتثل لشروطه، على عكس موسكو.

ومع ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن محللين إن مواقف إدارة ترامب من الاتفاقات الدولية والمعاهدات، قد يكون وراءها مستشاره للأمن القومي جون بولتون.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان قد أبرمت المعاهدة مع موسكو في عام 1987، ويُنظر إليها باعتبارها نقطة فاصلة في الحرب الباردة، لاسيما وأنها ساعدت على القضاء على آلاف الصواريخ الأرضية التي يتراوح مداها ما بين 300 و400 ميل.

ويتوقع محللون، حسب سي إن إن، أن يكون لانسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة التاريخية عقبات، استعرضتها على النحو التالي:

روسيا

دائمًا ما كان المسؤولون الأمريكيون يتهمون الروس بانتهاك المعاهدة من خلال نشر الصواريخ، وكذلك المسؤولين في حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذين ينتقدون تصرفات الجانب الروسي، ويعربون عن رفضهم لما يقوم به.

انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة سيسمح لها بنشر صواري مماثلة، وهذا ما يثير قلق الكثير من المحللين الذين يتوقعون أن يؤدي الأمر إلى بدء سباق التسلح في العالم.

وفي الوقت نفسه، يرى بعض المحللين أن انسحاب واشنطن من المعاهدة سيكون في مصلحة موسكو، والتي ستوجه أصابع الاتهام للولايات المتحدة، وتحملها مسؤولية انهيار المعاهدة.

يقول ستيفن بيفر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية وخبير مراقبة الأسلحة في معهد بروكينجز، إن الروس ربما يكونوا يحتفلون الآن بعد سماعهم بهذا الخبر.

كما أن تطوير روسيا لصواريخها الكروز، يعني أنها قد تبدأ بنشره على نطاق أوسع إذا ما تم إنهاء المعاهدة، حسب بيفر.

وأوضح المسؤول الدبلوماسي أن موسكو ستكون حرة لفعل ما يحلو لها، وستكون قادرة على نشر الصواريخ كروز، وصواريخ باليستية متوسطة المدى إذا أرادت ذلك، ولن يكون هناك أي ضوابط أو موانع، وفي المقابل الولايات المتحدة ليس لديها أي صواريخ متطورة بإمكانها نشرها بالسرعة ذاتها.

ويرى جون كيربي، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية والمحلل العسكري والدبلوماسي، أن انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة سيعود بالكثير من الفوائد على موسكو.

ويقول المحلل الدبلوماسي والعسكري إن القرار سيمنح بوتين نصرًا كبيرًا، وسيسمح له بتطوير الأسلحة والصواريخ.

الصين

شهد الجيش الصيني تطورًا كبيرًا وزاد عدده بشكل واضح منذ عان 1987، كما استثمرت الحكومة الصينية مليارات الدولارات من أجل شراء أسلحة جديدة.

واستثمرت الصين مبالغ طائلة لتطوير الصواريخ، وقال كبار القادة العسكريين الأمريكيين إن الصين كانت طرفًا في المعاهدة إلا أنها انتهكتها بشكل واضح وصريح.

واستخدم منتقدو المعاهدة ومن بينهم السيناتور توم كوتون هذا الأمر، لحث الولايات المتحدة على الانسحاب من الاتفاقية.

وقال كيربي إنه في الوقت الذي تعتبر فيه ترسانة الصواريخ النووية مصدر قلق حقيقي للولايات المتحدة والعالم، إلا أن واشنطن بإمكانها التصدي لهذه المخاوف من خلال الاعتماد على المعاهدة وليس الانسحاب منها.

الحلفاء الأوروبيون

وفي الوقت الذي ينتقد فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) انتهاكات روسيا للمعاهدة، إلا أن الحلف اعتبرها بالغة الأهمية.

ومن جانبه، انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس نية الرئيس الأمريكي بالانسحاب من المعاهدة، ووصفها بالأمر المؤسف.

وقال ماس: "ترامب يطرح علينا وعلى أوروبا أسئلة صعبة للغاية".

وحسب سي إن إن، فإن الولايات المتحدة في حاجة إلى دعم الحلفاء الأوروبيين إذا رغبت في نشر صواريخ أرضية متوسطة المدى لمواجهة روسيا، وهذا أمر غير مضمون تمامًا.

ويُذكر هذا الموقف العديد من المسؤولين الأوربيين بما يُعرف باسم "أزمة الصواريخ الأوروبية"، والتي حدثت في الثمانينيات، عندما تسبب نشر الاتحاد السوفيتي لصواريخ "إس إس- 20" في دول حلف وارسو في حدوث انشقاقات سياسية في أوروبا حول ما إذا كانوا سيدعمون الولايات المتحدة في جهودها لمكافحة نشر الصواريخ.

إيران وكوريا الشمالية

يقول كيربي إن الانسحاب من المعاهدة قد يؤثر كثيرًا على المصداقية الأمريكية في المفاوضات المتعلقة بالجهود الرامية إلى حد انتاج الأسلحة وتطوير الترسانة النووية في كوريا الشمالية وإيران.

هل بولتون وراء الأمر؟

أشار بعض المحللين إلى مقال كتبه بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، في 2011، قبل الإعلان عن انتهاكات روسيا للمعاهدة، دعا فيها بلاده إلى الانسحاب من المعاهدة، مشيرًا إلى أن إيران استفادت كثيرًا من الاتفاق النووي.

وفي الوقت نفسه، قال بولتون إن هذا المقال لا تمثل بالضرورة السياسات التي يتبعها في منصبه.

وتذكر "سي إن إن" أن بولتون انتقد منذ توليه منصبه ما اعتبره انتهاكاً لسيادة الولايات المتحدة.

ويعتقد كيربي أن بولتون لعب دورًا كبيرًا لاتخاذ هذا القرار، ويقول إن الأمر يتناسب مع ارائه ومواقفه إزاء الكثير من المعاهدات والاتفاقيات، خاصة تلك التي يراها تضر الولايات المتحدة.

ويرى كيربي أنه من المثير للاهتمام أن وزارتي الخارجية والدفاع (البنتاجون) الأمريكيتين لم تُصدران حتى الآن أي بيان رسمي، يتحدث عن انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة، عقب إعلان ترامب السبت الماضي.

ومن المتوقع أن يطرح بولتون مسألة المعاهدة هذه على طاولة المفاوضة مع الروس، خلال رحلته إلى مسكو الأسبوع القادم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان