علي جمعة: ارتكاب المعاصي في شهر رجب والأشهر الحُرم أشد حُرمة عند الله
كتب : علي شبل
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق
كتب - علي شبل:
حذر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، من ارتكاب المعاصي في شهر رجب والاشهر الحرم، وهي أشهر: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحترم، ورجب، مؤكدًا أن ارتكابها في هذه المواقيت أشد حُرمة عند الله.
واستهل جمعة حديثه بتهنئة المسلمين بقدوم شهر رجب، قائلًا: كلُّ عامٍ وأنتم بخير، ها نحن في شهرِ رجب، وهو شهرٌ حرامٌ؛ لأنه من الأشهرِ الحُرُم التي تَعْظُم فيها حُرْمَةُ المعاصي، وإن كانت محرَّمةً في سائر السنة، إلا أن انتهاكَها في هذه الأيام يكون أشدَّ حُرْمَةً.
وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: سُمِّي «رجبَ الفرد» لأنه يأتي منفردًا خارجَ الشهور التي تأتي متتابعة: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. وسُمِّي «رجبَ الأصم» لأنه لا يُسمَع فيه قَعْقَعَةُ السلاح للقتال. وسُمِّي «رجبَ الأصبّ»؛ لأن الله يصبّ فيه الرحمات والبركات والسكينة على عباده صبًّا.
وأضاف فضيلة المفتي الأسبق: هو مُقَدِّمَةٌ لرمضان وتهيئةٌ لشعبان؛ لذا ينبغي علينا أن نستعد لهذا الشهر العظيم، وأن ننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته، ومُجَاهَرَةِ العبدِ بالذنوب ليلَ نهار، إلى المسارعة إلى مغفرته سبحانه وتعالى.
ودعا جمعة إلى الإسراع في التوبة إلى الله تعالى، قائلًا: علينا أن نتوب إلى الله، والتوبة الصادقة هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود إلى الذنوب أبدًا. ومع ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى خلق ابنَ آدم خطَّاءً، كما قال رسولُ الله ﷺ وهو يعلّمنا كيف نربي أنفسنا:
(كلُّ بني آدم خطّاء، وخيرُ الخطّائين التوّابون).
وتابع: وكلمةُ «خطّاء» و«توّاب» على وزن «فعّال»، وهي صيغةٌ تدل على كثرة الفعل وتكراره؛ لذا يجب علينا أن نُكثِرَ من التوبة ونُكرِّرَها، وكلما وقعنا في الإثم أو المعصية فلا نيأس، بل نعود إلى الله؛ فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده كما ورد في الحديث الشريف:
«لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةٌ عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ». [صحيح مسلم]
وختم فضيلة الدكتور علي جمعة: سيدُنا رسولُ الله ﷺ يفتح أمامنا بابَ الأمل، ويأمرنا أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى.. {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]؛ فِرّوا من أنفسكم إلى ربكم، وفِرّوا مما سوى الله إلى الله.
اقرأ أيضاً:
هل تجوز صلاة قيام الليل بعد العشاء أم يجب انتظار الثلث الأخير من الليل؟.. أمين الفتوى يجيب
هل يجوز غلق العين في الصلاة من أجل الخشوع؟.. أمين الفتوى يجيب
هل يجوز للعامل في جمع وتوزيع الزكاة أخذ راتب على عمله من أموال الزكاة؟.. الإفتاء توضح