شروط عالم الدين.. أسامة الأزهري يوضح 12 علمًا يجب أن يتقنهم

كتبت- آمال سامي:

وضح الشيخ أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، الشروط التي يجب أن تتوفر في العالم في الدين، قائلًا إن الإمام الكبير الدمنهوري شيخ الأزهر الشريف كتب في "اللطائف النورية والمنح الدمنهورية"، ذاكرا أن هناك ثلاثين علمًا كان يدرسهم الأزهري في زمانه منذ ثلاثة قرون تقريبًا.

وقال الأزهري إن الإمام الدمنهوري ذكر أن هناك 12 علم يتعلمهم العالم الشرعي ويجب ان يدخلوا في تكوينه، موزعة على أربعة دوائر المعرفية، وأشار الأزهري، خلال لقاءه في برنامج "مساء دي ام سي"، إلى أن هناك دائرة من العلوم والمعارف تكون في عقل طالب العلم "الفهم والأفهام"، حسب تعبيره، حتى حين يقرأ الكلام العربي الفصيح لا يرتبك في فهمه ولا يتورط في فهم مغلوط، ومنها علم النحو والصرف وعلوم البلاغة وعلم الاشتقاق، فكل ما له علاقة باللغة بتفاصيل في غاية الدقة تتفاوت بتفاوت مستويات التعليم، "وذلك من أجل اكتساب ملكة فهم القرآن العربي المعجز".

أما الدائرة الثانية، يقول الأزهري، هي دائرة التثبت والتوثيق، والتي يدخل فيها علوم الحديث ومصطلحه وعلوم السيرة والتاريخ وعلم الجرح والتعديل، والدائرة الثالثة هي الحجية والتحليل فيعرف فيها ما هو الدليل ومراتب الحجج والادلة وكيف يحسن تركيبها فيدرس علم اصول الفقه وعلم الكلام والمنطق والمناظرة ونحوه.

وأوضح الأزهري أن الدائرة الرابعة هي دائرة بناء الإنسان التي يدرس فيها الفقه وعلوم التزكية وما يشبهها، فيدرس الطالب المبتديء بالأزهر كل هذه العلوم في كتاب صغير حتى يستطيع تكوين تصور اجمالي عن هذا العلم، وحين يتم المرحلة الأولى التي تستغرق من سنتين إلى ثلاثة، فينتقل إلى مرحلة الطالب المتوسط الذي يدرس نفس العلوم ولكن بشكل أوسع، فيستمر فيها من ثلاث إلى أربع سنوات، لينتقل لمرحلة الطالب المنتهي الذي يدرس فيها نفس العلوم ولكن بشكل مكثف ومفصل، والتي تستمر من عشر لخمسة عشر سنة، وتختلف بحسب همة الطالب.

وبعدما يجتاز هذا الشوط العلمي المتقن يختبر ويمتحن، ويقول الأزهري أن اختبار العالمية بالأزهر كان عظيما، إذ كان يجتمع فيه كبار العلماء وشيخ الأزهر نفسه حتى يثبت الكفاءة والأهلية والجدارة في العلوم ال12، فإن اخل في علم منها كان يعيد الدراسة من البداية، وكان هذا الاختبار يبدأ من الفجر وينتهي عند غروب الشمس ولذا كان عدد من يتقدمون للعالمية قليل جدًا، وقد كان يستمر في بعض الحالات لفترة أطول، "وبعد كل هذا كان يدرس علوم الوعظ والإرشاد ومهارات الخطابة والإلقاء بعد ما وجدت ركيزة العلم وهذا يضمن لنا ان كل ما يفتيه ويخبر عنه مأمون ومدروس ومتقن".