إعلان

قصة "تحويل القبلة".. استجابة لدعاء النبي ﷺ و"اختبار" لأمته

09:08 م الجمعة 26 مارس 2021

قبلة الصلاة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت– آمال سامي:

"قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ"..

كان تحويل القبلة أول نسخ وقع في الإسلام كما يذكر ابن كثير في البداية والنهاية، وكان الله سبحانه وتعالى قد أقر جواز النسخ قبل ذلك في قوله: "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

ويروي ابن كثير في البداية والنهاية الروايات المتعددة لتحويل القبلة، إذ اختلف حول تحديد موعد تحويلها،

فقيل في رجب في السنة الثانية من الهجرة.

وقيل إنها حدثت في شعبان.

وقيل إنها حدثت في النصف من شعبان بعد ثمانية عشر شهرًا من الهجرة.

وروى البخاري حديثًا عن البراء رضي الله عنه يوضح قصة تحويل القبلة، فيروي البراء أن النبي ﷺ صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت، وأنه صلى، أو صلاها، صلاة العصر، وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان معه، فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي ﷺ قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: "وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم".

أول صلاة للمسلمين بعد تحويل القبلة

كان النبي ﷺ يصلي في مكة متجهًا إلى بيت المقدس والكعبة بين يديه، فلما هاجر إلى المدينة لم يستطع أن يجمع بين الأثنين، فصلى في بداية الأمر إلى بيت المقدس، وعقب ذلك بحوالي ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر، استقبل الكعبة، وكان ﷺ يحب أن تكون قبلته إلى الكعبة قبلة إبراهيم، فكان يكثر الدعاء والتضرع إلى الله لذلك، ولذا أنزل الله سبحانه وتعالى: قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام.

يروي ابن كثير أنه بمجرد نزول الآيات خطب رسول الله ﷺ في المسلمين وأخبرهم بتحويل القبلة، وكان ذلك:

في وقت صلاة الظهر.

وقال بعضهم إن تحويلها حدث بين الصلاتين.

وثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن أول صلاة صلاها الرسول ﷺ متجهًا إلى الكعبة كانت العصر، لكن لم يصل الخبر للمسلمين في قباء إلا في صلاة الصبح من اليوم التالي.

فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: "بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة".

"الكعبة" قبلة موسى والأنبياء قبله

يروي ابن كثير في البداية والنهاية أن "الكعبة" كانت قبلة الأنبياء قبل رسول الله ﷺ، فكان يصلي به موسى ومن قبله من المرسلين، قائلا إن اختيار أفضل الجهات في الصلاة هو اختيار لله أيضًا للأمة المسلمة أن تكون "خيار الأمم وخلاصة العالم وأشرف الطوائف"، مستندًا إلى قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا".

تحويل القبلة اختبار كاشف: "من يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه"

لم يكن حدث تحويل القبلة هينًا، بل كان اختبارًا وامتحانًا للناس، فبينما تقبل البعض الأمر بسرعة وسلاسة، فتن البعض الآخر، وبينما رضخ بعض المسلمين دون مخاوف، قلق آخرون حول صلواتهم السابقة ومن مات قبل تحويل القبلة، هل حبطت أعمالهم؟.

فيروي ابن عباس رضي الله عنه كما نقل الترمذي عنه، أن النبي ﷺ حين وجه إلى الكعبة قالوا: "يا رسولَ اللهِ ﷺ كيف بإخوانِنا الذين ماتوا وهم يُصلون إلى بيتِ المقدسِ؟ فأنزل اللهُ تعالى (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)".

ويروي ابن كثير أن الله سبحانه وتعالى أوضح حكمته من هذا الأمر ردًا على من شكك وارتاب بهذه الواقعة فيقول ابن كثير: "فقال –سبحانه وتعالى-: "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول".

قال ابن عباس: إلا لنرى من يتبع الرسول ﷺ ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة أي وإن كانت هذه الكائنة العظيمة الموقع كبيرة المحل شديدة الأمر إلا على الذين هدى الله أي فهم مؤمنون بها مصدقون لها، لا يشكون ولا يرتابون بل يرضون، ويسلمون، ويؤمنون ، ويعملون؛ لأنهم عبيد للحاكم العظيم القادر المقتدر الحليم الخبير اللطيف العليم".

فيديو قد يعجبك: