تعرف على معنى قوله تعالى: "أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ".. وسبب نزولها

كتبت – آمال سامي:

سئل الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، عن معنى السحت في قول الله تعالى في سورة المائدة: "سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"

فأجاب عبر فيديو نشر على قناة مركز تفسير على يوتيوب قائلًا إن السحت هو المال الحرام مثل الرشوة وغيرها، فكل مال حرام يسمى سحتًا، وأصل السحت هو الاستئصال، وهو ما ورد في قوله تعالى: " قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ"، أي يصيبكم بالعذاب فيستأصلكم عن بكرة أبيكم، وهو في اللغة، حسبما يقول البكري، يستخدم أيضًا في تنظيف مجاري المياه، فسحت المجرى أي استأصل الشوائب من حوله، وأكالون للسحت أي أكالون للمال الحرام الذي قد يكون من عقوبته ان يستأصل الله آماله ويعاقبه بذلك.

ويقول ابن كثير في تفسيره للآية إنها نزلت وما تلاها في المسارعين في الكفر الخارجين عن طاعة الله ورسوله، ومن يقدمون آراءهم وأهواءهم على شرائع الله، وهم المنافقون، وسماعون للكذب أي يستجيبون له، منفعلون عنه، وسماعون لقوم آخرين لم يأتوك، أي يستجيبون لأقوام لا يأتون مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، ويحرفون الكلم من بعد مواضعه، أي يتأولونه على غير تأويله ويبدلونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وقيل انها نزلت في أقوام من اليهود، تقاتلوا، وقالوا تعالوا حتى نتحاكم إلى محمد فإن افتانا بالدية فخذوا ما قال وإن حكم بالقصاص فلا تسمعوا منه، لكن يرجح ابن كثير أنها نزلت في اليهوديين الذين زنيا وكانوا قد بدلوا كتاب الله الذي بأيديهم، وهو يقول برجم من أحصن منهم، فحرفوا واصطلحوا فيما بينهم على الجلد مائة جلدة، والتحميم والإركاب على حمار مقلوبين، فلما وقعت تلك الحادثة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم قالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نتحاكم إليه ، فإن حكم بالجلد والتحميم فخذوا عنه ، واجعلوه حجة بينكم وبين الله ، ويكون نبي من أنبياء الله قد حكم بينكم بذلك ، وإن حكم بالرجم فلا تتبعوه في ذلك.