إعلان

في ذكرى معركة طريف.. "الكائنة الشنعاء" التي شهدت مذبحة للمسلمين في الأندلس

04:36 م الثلاثاء 30 أكتوبر 2018

لوحة من القرن السابع عشر تمثل معركة طريف (معركة ال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عبد الخالق:

معركة طريف، تسمى في الأدبيات الإسبانية معركة ريو سالادو التي معركة نشبت في الأندلس في 30 من أكتوبر 1340 م (جمادى الأولى سنة 741 هـ) بين جيوش المسلمين الأندلسيين بقيادة السلطان أبي الحجاج يوسف بن أبي الوليد إسماعيل والمرينيين القادمين من عدوة المغرب بقيادة السلطان أبي الحسن علي بن عثمان المريني من جهة، وجيوش مملكة قشتالة بقيادة ألفونسو الحادي عشر ومملكة البرتغال بقيادة ألفونسو الرابع، وتعتبر آخر معركة يشارك فيها المغاربة بشكل رسمي ومباشر في الأندلس.

دارت المعركة في مثل هذا اليوم بين جيوش المسلمين الأندلسيين والمرينيين القادمين من عدوة المغرب من جهة، وجيوش مملكة قشتالة ومملكة البرتغال من جهة أخرى "عند مضيق جبل طارق، وانتهت هذه المعركة بخسارة المرينيين وانتصار الآسبان، وقد أطلقت عليها مصادر معركة "سلادو" نسبة إلى النهر الذي وقعت بقربه"- وفقاً لكتاب (دراسات حضارية في التاريخ الأندلسي) لمحمد بشير العامري.

تعود الخلفية التاريخية لهذه المعركة كما جاء في كتاب (الأندلس من السقوط إلى محاكم التفتيش) لأحمد محمد عطيات: "كان الأندلسيون كلما أحسوا بخطر النصارى يحدق بهم هرعوا إلى الاستنجاد بإخوانهم في الدين في العدوة المغربية من بني مرين، وكان هؤلاء يقومون بالدور الذي كان يقوم به المرابطون والموحدون من الجهاد في أرض الأندلس، وفي عهد أبي الحجاج يوسف كثرت غزوات النصارى لأراضي المسلمين"، مشيرا إلى أن "ألفونسو الحادي عشر كانت تحركه نحو المملكة الإسلامية أطماع عظيمة، فاستنجد أبو الحجاج بأبي الحسن، سلطان المرينيين، الذي أرسل ابنه أبا مالك إلى الأندلس، فاخترق سهول الجزيرة الخضراء معلناً الجهاد – على حد قول الكاتب – واجتاح الأراضي وحصل على غنائم لا تحصى".

وأضاف أن "القوات من قشتالة وأراجون والبرتغال كونوا أسطولاً بحرياً متحداً ليستقر بالمضيق فيمنع الإمداد عن جيوش المغرب وسارت قوى النصارى المتحدة للقاء المسلمين، فباغتوا أبا مالك عند عودته بالوادي الذي كان يقع بين حدود النصارى وأرض المسلمين، فكانت موقعة عظيمة قتل فيها أبو مالك، وهزم جيشه هزيمة منكرة، وبلغ أبا الحسن المريني الخبر، فاحتسب ابنه عند الله وشرع في الجهاد من جديد على إثر هذه المعركة".

بعدها قرر السلطان أبو الحسن العبور إلى الأندلس بنفسه ليثأر لهذه الهزيمة المنكرة، فجهز الجيوش والأساطيل الضخمة، وبلغ الأندلس في يوليو 1340 م، ونزل بسهل طريف، ولحق به السلطان يوسف في قوات الأندلس، ثم مضت أشهر قبل اللقاء الحاسم بين الفريقين، حتى جاء يوم المعركة، هذا اليوم الحاسم الذي كان بمثابة هزيمة شنعاء ويوم عصيب على المسلمين آنذاك، إذ اشتبك الفريقان يوم 30 أكتوبر من عام 1340 م، لكن سرعان ما انقلبت الموازين رأساً على عقب بعد أن تسللت حامية طريف القشتالية من الجنوب وانقضت على مؤخرة الجيش الإسلامي، فدب الخلل إلى صفوفه، ونشبت بين الفريقين معركة دموية عظيمة، وقتل عدد كبير من المسلمين، وتبعثرت قوات المسلمين- وفقا لما جاء في كتاب (دولة الإسلام في الأندلس: نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصرين) لمحمد عبد الله عنان.

وخسر المسلمون في مثل هذا اليوم معركة طريف واستشهد عدد كبير من المسلمين منهم والد المؤرخ ابن الخطيب الغرناطي وأخوه، ومن العلماء القاضي محمد بن يحيى بن بكر الأشعري، وقد تحدثت المصادر عن معركة طريف ونتائجها المؤلمة ووصفتها بحالات الألم والحزن والحسرة وتعابير منها "الوقيعة العظمى" و"الكائنة الشنعاء"- وفقاً لما جاء في كتاب (تاريخ بلد الأندلس في العصر الإسلامي) لمحمد بشير حسن العامري.

فيديو قد يعجبك: