إعلان

ومضات على طريق الحج 5

03:25 م الأربعاء 01 أكتوبر 2014

ومضات على طريق الحج (5)

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق -  

ساعات ويقف حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفات راجين رحمة المولى – عز وجل -  ومغفرته، يقفون لافرق بين غني وفقير.. لافرق بين أبيض أو أسود، يأتون من كل بقاع العالم تنفيذا لأمر الله – سبحانه وتعالى -.

 يبكون ويدعون ويرجون أن تمحى خطاياهم وذنوبهم، يرددون لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. يا له من مشهد تقشعر له الأبدان !!

 ونحن في رحاب هذا الموقف الجلل، دعونا نستكمل سلسلة ومضات على طريق الحج،  ونتحدث اليوم عن آية رقم (27) من سورة الحج، يقول الله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.

جاء في تفسير ابن كثير  - رحمه الله - قوله: {أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجّ} أي : ناد – إبراهيم عليه السلام -  في الناس  داعيا لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه .

 فذكر أنه قال: يا رب، وكيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟ فقيل: ناد وعلينا البلاغ .

فقام على مقام، وقيل: على الحجر، وقيل: على الصفا، وقيل: على أبي قبيس، وقال : يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة: "لبيك اللهم لبيك ".

هذا مضمون ما روي عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وغير واحد من السلف، والله أعلم .

وقوله: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}، قد يستدل بهذه الآية من ذهب من العلماء إلى أن الحج ماشيا، لمن قدر عليه أفضل من الحج راكبا، لأنه قدمهم في الذكر، فدل على الاهتمام بهم وقوة هممهم وشدة عزمهم، والذي عليه الأكثرون أن الحج راكبا أفضل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه حج راكبا مع كمال قوته - عليه السلام - .

وقوله : {يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ} يعني: طريق، كما قال: {وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا}..  (الأنبياء : 31 ).

وقوله : {عَمِيقٍ} أي : بعيد . قاله مجاهد، وعطاء، والسدي، وقتادة، ومقاتل بن حيان، والثوري، وغير واحد .

وهذه الآية كقوله تعالى إخبارا عن إبراهيم، حيث قال في دعائه:  {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}.. (إبراهيم : 37) فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحن إلى رؤية الكعبة والطواف، فالناس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار .

وللحديث بقية ..

فيديو قد يعجبك: