إعلان

أمهات برزن في التاريخ الإسلامي: "حليمة السعدية" مرضعة الرسول

06:10 م الأحد 07 مارس 2021

حليمة السعدية

كتبت – آمال سامي:

كان للنساء دور بارز في التاريخ الإسلامي سواء بكونهن أمهات أو مجاهدات أو عابدات، وكان دورها كحاضنة ومرضعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ابرز هذه الأدوار وأهمها، فكانت السيدة حليمة السعدية..

سيدة من نساء بني سعد بن بكر جاءت مع قومها لترضع خير خلق الله يتيم عبد المطلب، وأخذته معها حتى تجاوز الخمس سنوات بشهر واحد، غمرتها فيها بركاته صلى الله عليه وسلم، تروي حليمة السعدية كيف كان سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بركة وبشري وخير كبير عليها وعلى أهلها، حيث جاءت حليمة إلى مكة هي وعشرة نساء من بني سعد بن بكر يبحثن عن الرضعاء من بني سعد، وكانت في حالة يرثى لها، فدابتها ضعيفة للغاية وجسدها ضعيف حتى لا تكاد تجد في ثديها لبن لرضيعها الذي جاء معها، وعرفت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف تركته كل المراضع لأنه يتيم، وقالت حليمة لزوجها: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع، لانطلقن إلى ذلك اليتيم فلأخذنه، فقال لها زوجها: لا عليك أن تفعلي فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة، وعلى الرغم من أن كلمات زوجها كانت نبوءة، إلا أن ذلك لم يمنع حليمة في روايتها للقصة التي نقلها ابن كثير أن تذكر حقيقة أنها لم تأخذه إلا لأنها لم تجد غيره.

تذكر حليمة السعدية كيف كان مقدم رسول الله خير لها ولقومها، ففاض ثديها باللبن، فشرب حتى روى، وشرب من معه حتى روى، وفاضت الشاه كذلك بالحليب فشربت هي وزوجها حتى رويا، وليس هذا فقط، فتقول حليمة أنها جاءت أرض بني سعد وهي ما تعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها، فكانت شياههم تذهب وتأكل وتعود فتحلب دون من معهم، حتى قالوا لرعيانهم: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم بنت أبي ذؤيب –أي حليمة- فاسرحوا معهم، وعلى الرغم من ذلك، فكانت أغنام حليمة تعود شبعى وتعود أغانمهم جياعًا لا قطرة لبن فيها.

وبعد عامين عادت حليمة السعدية وزوجها بالصبي لأمه، وهما أشد ما يكونان تعلقًا به، وترجوها ليبقى معهما عامًا آخر، حتى كانت حادثة شق الصدر الأولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتروي حليمة كما نقل ابن كثير في البداية والنهاية: " فبينما هو خلف بيوتنا مع أخ له من الرضاعة في بهم لنا، جاء أخوه ذلك يشتد فقال: ذاك أخي القرشي جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه، فنجده قائما منتقعا لونه، فأعتنقه أبوه وقال: يا بني ما شأنك؟

قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض أضجعاني وشقا بطني، ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه، ثم رداه كما كان، فرجعنا به معنا، فقال أبوه: يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب، فانطلقي بنا نرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف.

قالت حليمة: فاحتملناه فلم ترع أمه إلا به، فقدمنا به عليها فقالت: ما ردكما به يا ظئر، فقد كنتما عليه حريصين؟ فقالا: لا والله إلا أن الله قد أدى عنا وقضينا الذي علينا، وقلنا نحشى الإتلاف والأحداث نرده إلى أهله، فقالت: ما ذاك بكما فأصدقاني شأنكما؟ فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره، فقالت: أخشيتما عليه الشيطان، كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، والله إنه لكائن لابني هذا شأن".

لم تنته قصة السيدة حليمة السعدية بعودة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمه، بل ظلت بركات النبي تحل على قومها حتى حين أسرهم بعد فتح مكة بشهر، فتوسطوا عنده برضاعه فأعتقهم وأحسن إليهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان