إعلان

كذب قد يدخلك الجنة وصدق قد يدخلك النار.. فكيف هذا؟!

12:26 م الأربعاء 15 مارس 2017

كذب قد يدخلك الجنة وصدق قد يدخلك النار.. فكيف هذا؟

بقلم - هاني ضوَّه :

جميعنا يعرف أن الصدق يدخل الجنة، والكذب يؤدي بصاحبه إلى النار، ولكن هل تعلم أن هناك كذب قد يدخلك الجنة، وصدق قد يكون سببًا في دخولك النار؟!

فالكذب الذي قد يدخلك الجنة هو في ظاهره كذب ولكنه يكون للإصلاح بين الناس، وقد قال عن ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرًا أو نمى خيًرا".

وإصلاح ذات البين من أعظم الصدقات وهو عمل يرضاه الله ورسوله فقد قال الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة".

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}.

لذا فقد أباح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول الإنسان كلامًا يطيب الخاطر للإصلاح بين المتخاصمين حتى إذا لم يحدث.

وقال أنس رضي الله عنه: "من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة عتق رقبة"، وقال الإمام الأوزاعي رضي الله عنه: "ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار".

أما الصدق الذي قد يؤدي بك إلى النار فهو قول الإنسان كلامًا صادقًا يذم فيه شخص في غيبته أو يذكر مساوئه وعيوبه والصفات التي يكرهها، كما قال الإمام ابن حجر رضي الله عنه: "الغيبة هي ذكر المرء بما يكرهه، سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه، أو نفسه أو خلقه أو ماله".

وفي ذم الغيبة قال الله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الغيبة ولو كانت صدقًا فقال: "أتدرون ما الغيبة؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه فقد بهته".

وفي يوم مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقبرين فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. أما أحدهما فيعذب في البول-كان لا يتطهر من بوله، وأما الآخر فيعذب في الغيبة".


موضوعات متعلقة:

كيف تتخلص من الغيبة في خطوات ؟

الجهر بالمعصية كشف لستر الله وخرق لأخلاقيات المجتمع

الكلام الفاحش وتبرير استخدامه

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان