إعلان

متى تكون المسكنات "خطر"؟.. إليك الضوابط والمحاذير

07:30 م الجمعة 20 ديسمبر 2019

مسكنات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

مصراوي:

يستسهل البعض حين يشعر ببعض المتاعب الصحية كالصداع وآلام المفاصل وآلام الدورة الشهرية، تناول المسكنات دون أي ضوابط غير عابئين بمخاطرها، التي قد تصل إلى حد الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية.

والمعروفة أن المسكنات تخفف من حدة الأعراض والآلام المختلفة مثل آلام الركبة وآلام الأسنان وآلام المفاصل والصداع والنقرس وأيضا نوبات الصداع النصفي، ويتوقف مدى فعالية المسكنات في تخفيف الألم على المادة الفعالة والجرعة، غير إن تناولها بدون وصف الطبيب قد يكون لها آثار جانبية على المعدة والكبد والكلى والقلب والأوعية الدموية، ومع تعاطي هذه المسكنات لفترة طويلة قد يزيد خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية بالنسبة للمرضى، الذين يعانون من أمراض مزمنة.

ضوابط ضرورية:

وتوضح الصيدلانية الألمانية أورسولا زيلربيرج أن هناك العديد من الأدوية في تركيبات مختلفة، مشيرة إلى أنه يتم تخفيف الأعراض البسيطة بواسطة المسكنات غير الأفيونية مثل الأسبرين والباراسيتامول أو بواسطة جرعات منخفضة من الديكلوفيناك والإيبوبروفين والنابروكسين. وتتوفر العديد من الأدوية بهذه المواد الفعالة بجرعات وعبوات مختلفة ودون وصف الطبيب.

وإذا كان سبب الألم يرجع إلى الالتهابات أو الأمراض الالتهابية، فإنه يتم اللجوء إلى العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك بجرعات أعلى والبيروكسيكام، غير أن هذه المسكنات تحتاج إلى وصف الطبيب.

وفي حالات الألم الشديد الناتج عن عملية جراحية أو أمراض سرطانية يتم تعاطي ما يعرف بالمسكنات الأفيونية، والتي تشمل المورفين والفنتانيل. وتحتاج هذه المسكنات أيضا إلى وصف الطبيب.

وبدوره أشار البروفيسور أولريش فولش إلى أن الألم هو إشارة تحذير من الجسم. وبدلا من اللجوء إلى مسكنات الألم بشكل دائم ينصح أخصائي الطب الباطني الألماني بالوقوف على أصل المشكلة وعلاجها.

آثار جانبية

وبالإضافة إلى ذلك، حذر توماس إيزنبرج مدير الجمعية الألمانية لعلاج الألم، من أن مسكنات الألم المتاحة بدون وصف الطبيب قد يكون لها آثار جانبية على المعدة والكبد والكلى والقلب والأوعية الدموية، ومع تعاطي هذه المسكنات لفترة طويلة قد يزيد خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية بالنسبة للمرضى، الذين يعانون من أمراض مزمنة.

وأكد فولش على ضرورة معرفة سبب الألم، مشيرا إلى أنه من الخطأ على سبيل المثال عدم استيضاح سبب ألم البطن وتعاطي المسكنات بدون استشارة طبية؛ فمن المحتمل مثلا أن يرجع سبب الألم إلى التهاب الزائدة الدودية، وهو ما يستدعي علاجا خاصا على وجه السرعة.

أما في الحالات، التي يكون فيها سبب الألم واضحا، فينصح الأطباء بعدم زيادة فترة تعاطي المسكنات عن ثلاثة أيام متتالية أو عشرة أيام في الشهر، على سبيل المثال لدى آلام الدورة الشهرية.

تهديد حياة الطفل

وأشارت زيلربيرج إلى أن توفر بعض مسكنات الألم دون وصف الطبيب لا يعني أنه يناسب جميع الحالات والأشخاص؛ لذا ينبغي على الأقل طلب المشورة من الصيدلاني؛ حيث إن بعض مسكنات الألم مثل الأسبرين لا توصف للأطفال للاشتباه بتسببه في متلازمة راي، التي تصيب الكبد والمخ وقد تهدد حياة الطفل.

وأضاف إيزنبرج أن المسكنات من مجموعة العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية قد تسبب أضرارا كبيرة في الكلى مع كبار السن، الذين يعانون من مشاكل بالكلى أو يتعاطون أدوية لخفض ضغط الدم. وينبغي أيضا لمن يعاني من تهيج في الغشاء المخاطي للمعدة توخي الحذر بشكل خاص مع هذه المسكنات تفاديا للإصابة بقرح أو نزيف في المعدة.

احذر إدمان المسكنات

كما حذرت الرابطة الألمانية للأطباء النفسيين من أن تعاطي المسكنات قد يؤدي على المدى الطويل إلى إدمانها، والذي تتمثل أعراضه في تعاطي هذه الأدوية على سبيل الوقاية والشعور بالعصبية والقلق والاضطراب الداخلي في حال عدم تعاطيها. ولتجنب الوقوع في فخ الإدمان أوضحت الرابطة أنه لا يجوز تعاطي المسكنات لمدة تزيد على 3 أيام متواصلة أو 10 أيام في الشهر.

ليست مناسبة لكل الفئات العمرية

وتقول غرفة الصيادلة بولاية ساكسونيا السفلى الألمانية إن المسكنات ليست مناسبة لكل الفئات العمرية؛ فعلى سبيل المثال لا يجوز أن يتعاطى الأطفال دون 12 سنة المادة الفعالة (حمض الأسيتيل ساليسيليك) المعروفة تجاريا باسم (الأسبرين)، وبدلا من ذلك ينبغي لهؤلاء الأطفال تعاطي المسكنات المحتوية على المواد الفعالة: باراسيتامول أو إيبوبروفين أو نابروكسين، كما لا يجوز تعاطي مادة "تريبتانات" المعالجة للصداع النصفي بدون وصفة الطبيب.

وبشكل عام تسري القاعدة التالية على الأطفال والبالغين على حد سواء: بدون استشارة الطبيب لا يجوز تعاطي المسكنات لمدة تزيد عن 3 إلى 4 أيام متواصلة، كما لا يجوز تعاطيها لمدة تزيد عن 10 أيام في الشهر.

ومن ناحية أخرى يمكن اللجوء إلى وسائل أخرى بدلا من المسكنات، فعلى سبيل المثال يمكن مواجهة الصداع من خلال الإكثار من شرب الماء؛ لأن الصداع يرجع في كثير من الحالات إلى نقص السوائل بالجسم. كما يمكن محاربة التوتر النفسي بواسطة تقنيات الاسترخاء كاليوجا والتأمل.

تحذير عند ممارسة الرياضة

ويحذر البروفيسور الألماني إنجو فروبوزه مدير المركز الصحي بجامعة كولن الرياضية من تعاطي المسكنات قبل ممارسة الرياضة بشكل منتظم؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى آلام مزمنة بالمفاصل والعضلات، مصيفًا أنه في حال المجهود الشديد قد يصل الأمر إلى حد حدوث اضطرابات بأعضاء الجسم أو نزيف بها.

وأشار فروبوزه إلى أن الشعور بالألم يؤدي دورا مهما؛ حيث إنه يحذر الجسم من التحميل الزائد عن الحد، في حين تمنع المسكنات إدراك هذا الشعور، ومن ثم يصبح الرياضي أكثر عُرضة للإصابات، لذا لا يجوز تعاطي المسكنات والعقاقير المثبطة للالتهابات إلا في حال الإصابات والأمراض فقط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان