معرفش اتعافيت ولا لأ؟

symp

"بقيت بمشي شنطتي قدامي.. إيدي أحياناً على صدري لو في حتة زحمة، مببقاش عارفة المتحرش هييجي من أنهي ناحية المرة دي".. تحكي هند عبدالفتاح.

حكاية هند مع التحرش قديمة، بدأت قبل نحو ثلاثة أعوام، حين تحرش بها سائق توك توك بمنطقة حلوان، ولم يهدأ لها بال حتى نال جزاءه في يوليو 2017: "خمس سنين سجن مع النفاذ". بات اسمها معروفاً؛ لتكون من أولى الفتيات اللائي حصلن على حكم بالسجن في قضية تحرش، بينما أصبحت هي بإرادتها قِبلة الفتيات اللائي وقعن تحت براثن التحرش: "بقيت ألاقي نفسي مرجع ليهم.. بنصحهم وأساعدهم بس أنا لسه بحاول أتعافى من اللي حصل لي.. ومعرفش أنا اتعافيت فعلا ولا لأ؟".

في الشارع ثمة تكتيك معين في الحركة، تتبعه الفتاة: "في السوق مثلاً والحتت الزحمة لازم أمشي زجزاج، دي أفضل طريقة أضمن إن محدش يلحق يعمل فيا حاجة"، المواصلات بالنسبة لها صناديق مظلمة: "مفيش الكلام بتاع اركب تالت ورا ده، لو عرفت آخد كرسيين بعمل كده"، باتت الشابة تعتبر جميع الرجال متحرشين محتملين إلى أن يثبت العكس. الواقعة التي مرت بها هند لم تكن الوحيدة؛ تلتها خبرات سيئة في أكثر من وسيلة مواصلات، تحكي عن التحرش بها داخل ميكروباص: "وقفت السواق ونزلت الراجل ولميت الناس"، خيّرت الشابة المعتدي؛ إما محضر في القسم أو الضرب: "الناس قالتلي بلاش القسم وبتاع، خدت حقي بدراعي ومشيت".

القوة المفرطة التي تظهر بها هند، تغطي ضعفها تجاه ما يحدث، بين حوائط غرفتها، تقف أحيانًا أمام خزانة الملابس، تنظر إلى بنطال أبيض مُلقى بإهمال: "ده البنطلون اللي حصلت بيه الواقعة بتاعت حلوان، مش قادرة ألبسه من ساعتها مع إني كنت بحبه، كل ما بشوفه بفتكر اللي حصل".

هند عبدالفتاح

2016 القاهرة

مليون و700 ألف يعانين من التحرش في المواصلات العامة، 60% منها في الميكروباص. مسح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وهيئة الأمم المتحدة عام 2015.

القصة التالية
➱(كرهت صوتي)