الأحلام تتحقق. وأكثر




2008

لا شك أن ثقة والدة محمد رمضان في أخلاقه وما تربى عليه لم تهتز في فترة مراهقته، لكن ذلك لم يمنع خوفها من دخوله في علاقات "لا ترضاها" داخل الوسط الفني، فاختارت له هبة، جارتهما بالمنطقة، وزبونتها الدائمة بورشة الخياطة، كانت من نفس عمره، وتدرس بكلية التجارة. لم تتردد الأم في اختيارها عروسًا لابنها، وكانت مستعدة لذلك، فقد جهزت دورين بالبيت، أحدهما لمحمود تزوج فيها من جارته "جهاد"، والآخر لمحمد.

لم يتجاوز سن رمضان وقتها 20 عامًا، ولم تكن ثمة قصة حب بينهما، لكنه استجاب لرغبة أمه ووافق على الزواج من هبة، تحمل هو نفقات زواجه من خلال بيعه لأحد الأقلام التي تحمل 30 فصًا من الألماس الحر أهداها له ثري خليجي أثناء عرض مسرحية "يمامة بيضاء"، انتقل للعيش في منطقة الهرم، وأنجب "حنين". هنا تعرف على فلبيني الكوافير، وصار زبونًا عنده.

في هذه الأثناء، رشحه عمر الشريف لدور بفيلم حسن ومرقص لكن عادل إمام رفضه. ولم تكن المرة الأولى التي يرشح فيها لأدوار سينمائية ثم يفاجأ أن آخرين أدوها. حتى انعدل حظه وقت ما جاء له "سعيد الخفيف"، وهو الدور الذي أداه في أول عمل سينمائي يظهر فيه رمضان بقوة بفيلم "احكي يا شهرزاد"، الذي استعد له جيدًا حتى أنه كان ينام على الأرض في البيت ليعيش كأنه سعيد وليس محمد.

وعلى الرغم من نجاحه بالفيلم، وإشادة النقاد به، وتكريمه على هذا الدور بمهرجان الإسكندرية السينمائي كأفضل ممثل صاعد، إلا أنه لم يعجب والدته على غير عادتها، لوجود – ما أسمته -” مشاهد جنسية" به.

تقدم إلى اختبار معهد الفنون المسرحية من جديد بعد أن التقاه أشرف زكي وشجعه على ذلك، ونجح هذه المرة. يقول أشرف زكي الذي كان عضوًا باللجنة في المرتين: "في المرة الثانية ظهر كأنه شخص آخر مقارنة بما شاهدناه منه أول مرة، كان متمكنًا وأداؤه متميزًا، فحصل على المركز الأول"، رغم أن ذلك كان حلمه من البداية، فلم ينهِ دراسته فيه، لم يكن ملتزمًا في الحضور في عامه الأول به، وعاد السنة أكثر من مرة إلى أن تم فصله – وفقا لما علمناه من المسؤول بالمعهد.

“رمضان ليس محبوبًا لدرجة كبيرة بين زملائه بالمعهد، لم يروه مكافحًا أو شق طريقه بصعوبة كما يدعي، إنما شخص عادي سعى مثلما يسعى الباقون”، هكذا يقول إبراهيم سيد، أحد زملائه في هذه الفترة، وفقا لما يعرفه ويسمعه منهم: "كان غريب الأطوار إلى حد ما، يرغب في الوصول بأي شكل، وكان يبدي انزعاجه دائمًا من عدم تقدير الأساتذة والطلبة له ومن قولهم المستمر له بأنه يسوق لنفسه على أنه شبيه أحمد زكي".

لم يبتعد رمضان بعد زواجه عن المنيب، فبعد مرور عامين، ثار الملايين على حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وانسحبت الشرطة، تصاعد القلق داخل البيوت، وشكل سكان كل منطقة لجانًا شعبية تحرسها، وقف رمضان في إحداها بمنطقته بجانبه كل من أخيه محمود، وأصدقائه روماني، وهشام، ورضا إبراهيم ووليد كمال. تزامنت مع اضطرابات البلد خلال تلك الفترة، اضطرابات بيت رمضان وارتفاع وتيرة خلافاته مع زوجته حتى قرر الانفصال عنها في 2012، تدخلت الأم لتمنع حدوث ذلك أكثر من مرة من أجل ابنتهما ثم تفهمت أسباب ابنها في نهاية الأمر، ورأت قراره صائبًا.

إعلان

إعلان




2019

الشيء الذي يلازم رمضان – تقريبًا - هو نظاراته الملونة التي يحتفظ بالكثير منها ويمكن أن يدخل أحد محال النظارات الشهيرة المجاور لمكتبه ليشتري نظارات جديدة.

أصبح محمد فلبيني (41 سنة) كوافيره الخاص، وهو الذي يجعل من يتصل به يستمع –برغبته أو دونها - إلى أغنية مافيا (كول تون). هو أحد رجال رمضان، الذين يعرفونه منذ 12 عاما، والذي يرفض التعاون مع نجم آخر غيره: "لم تتغير شخصيته حتى الآن، لا يجعل فريقه يعمل معه من أجل المال لكن حبا فيه ورغبة في نجاحه".

المرة الأخيرة التي ذهب فيها رمضان إلى محل فلبيني ترجع إلى 5 سنوات مضت بعد عرض مسلسل ابن حلال، كانت الساعة الثانية صباحًا لكن احتشد الناس عندما ظهر رمضان كأنها الثانية ظهرًا. ولم يفلح فلبيني في إخراجه من هناك بسهولة. منذ هذا الوقت، وصار فلبيني هو من يذهب إلى محمد بمكتبه، كذلك تامر دهب، الماكيير الخاص به منذ أن تعرف عليه في فيلم "حصل خير"، يجلسون معًا على ورق العمل الجديد، يقترح عليهم شكلًا في رأسه، يسمع ما عندهم، يتبادلون الآراء حتى يستقرون على الصورة النهائية.

رمضان يهتم بمظهره كثيرًا خاصة إذا كان هناك لقاء أو مقابلة، قد يغير ملابسه -التي يختارها بنفسه وليس "ستايلست"- في نفس اليوم فجأة إذا لم يرتح إليها، فلا يحب أن يظل على حاله، يساعده في ذلك احتفاظه بملابس أعماله بمكتبه، وأيضًا الغرفة التي جهزتها له والدته ببيتها بالطابق الذي يعلو مكتبه، وهو الذي سكنوه قبل 6 سنوات عندما غادروا المنيب، وباعوا بيتهم.




كان منفصلًا عن زوجته منذ أشهر عندما التقى رمضان بنسرين في حفل عيد ميلاد ابنة شقيقها حمادة المتزوج من المطربة سوار شقيقة الممثلة إيناس النجار، التي كانت سببا في التعارف بينهما. كل منهما انجذب للآخر. نسرين التي تكبر رمضان بعام، كانت تعيش في إمبابة لأسرة متوسطة الحال، وقد أنهت دراستها الجامعية. قرر رمضان أن يتزوجها بعد أن دعمته والدته في ذلك، انتقلا من الهرم إلى دريم لاند، وأنجبا "علي"، الذي أخذ من ملامح والده كثيرًا.

تزوجت هبة بعد ذلك وتركت المنيب، وظلت ابنته حنين تعيش معها، وتأتي إليه في إجازاتها، وقتها تأخذ والدته أحفادها وتخرج بهم.




وصار رمضان مستقرًا في حياته الشخصية إلى حد كبير، وشارك في أعمال سينمائية عدة، كذلك أدى أول بطولة له في الدراما، وبات بإمكانه أن ينقل والديه لبيتهما الجديد، ويشتري لوالده سيارته “المرسيدس".

إعلان

إعلان



في بيت العائلة الجديد، ثمة مصاحف، آيات قرآنية مُعلقة، وصورة وحيدة لرمضان، وصوت قرآن لا ينقطع. تواصل الأم، التي كانت ترتدي جلبابًا منزليًا وغطاء رأس، عملها بالمطبخ، تصر أن تفعل كل شيء فيه بنفسها، ولا تقبل أن تقوم بالدور سيدة غريبة، فقط تسمح لها بتنظيف البيت يوما بالأسبوع.

يجلس والد رمضان بزي أقرب إلى الزي الصعيدي المنزلي في غرفة المعيشة؛ يشاهد التليفزيون كعادته صامتا منزويًا في ركنه، لا يحب الظهور أو الحديث، بينما هي كانت منشغله بتحضير مأكولات لأبنائها، الذين سيأتون بعد قليل مع أسرهم، لأنه يوم الخميس، الذي تجتمع فيه العائلة كل أسبوع كجزء من تقاليدهم، لكن هذه المرة يضاف إليها الاحتفال بعيد ميلاد حفيدتها "إنجي" ابنة محمود.





يدق هاتف الأم، كانت نسرين على الجهة الأخرى، داعبت حفيدتها، ابنة رمضان الصغرى كنز، ثم استعجلت مجيئهم، وأخبرت نسرين، التي تدعوها” نيسو“، أنها حضرت لهم البامية واللحمة، وهو الطعام الذي يفضله رمضان، فعندما يجد طعامًا غيرها يقول لأمه معترضًا: "إيه أكل الفرافير ده؟!"

بعدما ينصرفون من حول الطاولة، يجلس رمضان مع أسرته الصغيرة، يستشير كل من فيها في خطواته الجديدة حتى لو أنه في نهاية الأمر ينفذ ما في رأسه. ولا يجاريهم إذا وجدهم يشيدون بعمل له، فلم يرضَ كل الرضا عن أي عمل. تتذكر والدته وقت ما عُرض مسلسله "نسر الصعيد“، وشكرت له فيه بل وأنها تراه "الشخصية الأقرب لابنها"، لم يوافقها وقال لها إنهم استعجلوا فيه وكان يمكن أن يخرج بشكل أفضل.

في الأغلب، لا تطول جلسة محمد ومحمود مع عائلتهما لانشغالهما دائما، قد يغادر رمضان بعد أن يقبل يد والدته، كذلك إيمان أختهما، ربما تنصرف هي الأخرى، فإيمان، التي تخرجت في كلية آداب قسم فلسفة مثل أخيها محمود، أسست شركتها الخاصة التي تعمل في العسل، وقد تعرضت منذ عدة أشهر لأزمة في عملها لاتهامها بتصدير عسل مغشوش، لكن في بداية يناير الماضي قضت المحكمة بقبول استئنافها وإلغاء حكم حبسها عاما.

لا وقت لدى رمضان إلا للعمل، ليس من الأشخاص الذين يقضون سهرات يومية مع أصدقائهم، لا يحاط بأصدقاء كثيرين، فالمنتج عماد زيادة، والذي أدى دورًا صغيرًا معه في مسلسله "نسر الصعيد" ، يكاد يكون صديقه الوحيد.

لا يحب الإجازات، حتى عندما تذهب عائلته إلى الفيلا الخاصة به بالساحل الشمالي في الصيف، يمكن أن يأتي إليهم يومين فقط في نهاية الأسبوع، ويكون متوترًا وقتها.

تدرك والدته جيدًا مزاجه حين يبدأ عملا جديدا، فلا تسأله عن الطعام الذي يرغب في أن تعده له، فتحضره إليه في المكتب وتتركه له دون كلام. وقتها يكون غير قادر على التفكير في شيء غير العمل الذي أمامه، لذلك قد يستفزه -كما يقول ماكييره تامر دهب: "إذا تحدث أحد أفراد فريقه في أمر غير مهمتهم الحالية".

لا يتردد رمضان – إذا تطلب الدور -أن يذهب إلى أي منطقة، فسبق وذهب إلى السبتية في سيارة محمود المطلي زجاجها بالأسود حتى لا يراه أحد خلال تحضير مسلسله الأسطورة، بحسب ما يقول محمود نفسه. وقد حكى رمضان في لقاء له من قبل إنه ذهب إلى قسم الطالبية قبل فيلمه الألماني ليكون أكثر قربًا من الشخصيات الحقيقية. لذلك يقول أخوه إنه رغم فارق السن الكبير بينهما إلا أنه يتعلم منه كثيرًا، يتعلم من تفكيره ومن إخلاصه الشرس في عمله: "هذا سر نجاحه".

المخرج محمد فاضل خلال لقاء تليفزيوني

"ظاهرة وهتنتهي ومش نمبر وان وهناك نجوم أقوى.. ونمبر وان ولا يقولون ذلك على أنفسهم"

الشاعر الغنائي أمير طعيمة عبر فيسبوك

"أتمنى من الممثلين اللى هيقروا بوست الفيراري إنهم يمتنعوا عن مشاركة آل باتشينو الجيل فى أعمال احتراما لأنفسهم ولجمهورهم حتى يعود لصوابه، خاصة أنه عادة ما ينسب النجاح لنفسه فقط. عاصرت أحمد زكى ومحمود عبد العزيز وعادل إمام وغيرهم، وفى حياتى ما شفتش فنان قال على نفسه رقم (1) إلا أنت، بطل الجو ده لأنه عيب ولا يمت للفن الحقيقي".

الفنان أحمد السعدني عبر تويتر

"في فنان يكتب لزملائه لا عزاء للأغبياء! مبروك لكل الزملاء على تعبهم وشغلهم وربنا يكرم الجميع.. سهلة على فكرة قول ورايا كده"

الفنانة سميرة عبدالعزيز خلال لقاء تليفزيوني

"رفضت دور أم حبيشة في مسلسل ابن حلال. أنا اللي قدمت دور أم العظماء مينفعش تبقي أم بلطجي!"

نقيب الموسيقيين هاني شاكر خلال مداخلة بأحد البرامج معلقًا على كليب مافيا

"غنوة واحدة من الممكن أن تفسد جيلًا بأكمله. المصنفات الفنية لازم تتدخل لوقف هذه الموجه الغريبة والأغاني التي لا تليق"

الناقد طارق الشناوي خلال مداخلة بأحد البرامج معلقًا على كليب الملك

"رمضان مش قادر يتعامل مع النجاح. تخيل إن الفشل مشكلة هينة جدًا أمام النجاح؛ لأن النجاح يحتاج قدرة كبيرة جدًا للتعامل معه. أنت تفسد نجاحك باختياراتك"




يخرج أطفال من المنيب على شارع البحر الأعظم يقلدون حركات الأكشن الخاصة برمضان، ويرى الشباب هناك أن واحدا منهم استطاع أن يصل إلى ما هو عليه: إذًا لا شيء مستحيل ولا شيء بعيد.

رمضان لم يستطع الذهاب إلى منطقته منذ أن تركها بعد مسلسله الأول، لكن والدته داومت على الذهاب، لكن انقطعت لفترة، ثم ذهبت منتصف يناير الماضي – بناء على طلب مفاجئ منه عندما استيقظ في يوم كان يقيم عندها فيه – وقال لها إنه يفكر في أن يذبح أحد العجول هناك. اعتادت العائلة على الذبح بفيلا محمد التي يسكنها الآن بمنتجع "الربوة" السكني بالشيخ زايد، لكن المرة الأخيرة اختلفت وقررت الأم أن تتصل بجزار منطقتهم الذي تتعامل معه منذ ولادة رمضان، واتفقا على الذبح بالمحل الخاص به بالمنيب، واستقبلها جيرانها هناك بترحاب كبير.

لم تنس والدة رمضان أن تأخذ جزءا صغيرا من الذبيحة لها ولبيت كل من أبنائها الثلاثة، فهو أحد الالتزامات التي لها بعد ديني في وجهة نظرها، كذلك – ولنفس المنطق -توزع على مسيحي المنطقة مثل مسلميها، وبالتأكيد كان من بينهم بيت "أم روماني"، ذلك الاسم الذي كان اسمًا للجارة المقربة لعائلة "حبيشه" بمسلسل "ابن حلال". دعت "أم روماني" والدة رمضان على زفاف ابنتها بكنيسة "الملاك" بمنطقة أم المصريين بالجيزة، ووعدتها الأخيرة بالحضور.

لم تنقطع الصلة بين الأسرتين، فقبل هذه الزيارة بأيام، كان عيد الميلاد الذي لم يفت والدة رمضان معايدة روماني وأسرته خلاله.

روماني يعمل الآن مشرفا على العمال في إحدى الشركات الخاصة، وله أختان وأخان، هما أبانوب وبيشوي أو "سيف" – الاسم الآخر الذي ينادونه به – والأخير كان السبب في آخر تواصل بين روماني ورمضان منذ عام تقريبا، عندما أرسل روماني رسالة له يبلغه فيها أن سيف يغوى التمثيل، بدا رمضان مستعدًا لمساعدته، وطلب منه أن يحدثه بعد أن ينتهي سيف من الثانوية العامة.






يشير نفس الوقت تقريبًا إلى آخر تواصل بين رمضان ومساعده الأول هشام، لكن ليس من خلال الرسائل إنما وجها لوجه عندما ذهب الأخير إليه بمسرح سيد درويش بالهرم وقت عرض مسرحيته "أهلا رمضان". حينها لم يكن التقاه منذ 5 سنوات: "كانت الناس في المسرح كلها عايزة تدخله، فالأمن منع، لكن مجرد ما بلغوه إن أصحابك محمد جمال وهشام بره، قالهم يدخلونا، وأخدنا بعض بالأحضان، لكن القعدة كلها كانت عتاب عشان محدش بيسأل من فترة، حكينا في الذكريات أيام ما كنا بنلعب كورة سوا، وسأل على ناس أصحابه من المنيب بالاسم (أحمد صومالي، محمد شعبان، وشادي الله يرحمه)، قدم فاكهة وحاجات ساقعة وكل الموجود. كصاحب مفيش حاجة فيه اتغيرت".




الآن أمام فيلا رمضان تصطف السيارات التي حلم بها يوما، وألصق صورها على سريره بالمنيب: بورش – فيراري – لامبرجيني – مكلارين – رولز رويس، والأخيرة تحمل لوحة أرقام صفراء وليست زرقاء، وهو ما يعني أن السيارة سياحية.

ما زال رمضان يحتفظ بسيارته الأولى "جيب كوماندر" – بحسب سيد عبدالهادي، الذي يقول إن رمضان "لا ينسى ماضيه في الأشياء والأشخاص، فيتحدث معه دائمًا عن جيرانهم في المنيب وذكرياته بالمنطقة، وهي أشياء هو نفسه لا يتذكرها".

لا شيء آخر غير السيارات يميز فيلا رمضان عما يجاورها من فيلات فاخرة، إن لم يكن غيرها أكثر مبالغة منها. يحيي سويف، الرجل الأسمر الذي يعمل فرد أمن على الفيلا، ويمر أمامها ذهابًا وإيابًا، يقول إنهم اعتادوا على المشاجرات مع بعض السكان أو زائروهم ممن يريدون طرق باب الفيلا لأخذ صور مع رمضان، فيضطر هو وأفراد أمن المكان إلى منعهم، خاصة وأنه معروف عن رمضان أنه ينام في تلك الساعات الصباحية، لأنه يخرج ليلًا ويعود ربما عند الخامسة صباحًا أو بعد ذلك.

لا يبدِ سويف اهتماما بأخذ صور معه مثل الباقين، فهو ليس من النوع الذي يبدو على الرجل العجوز نسبيا أنه يفضله، لكن في نفس الوقت لم يجد أمامه سواه ليعرض عليه كلمات أغاني وطنية يؤلفها ويؤمن بموهبته فيها. كان رد رمضان عليه بأن يسجل كلماته في الشهر العقاري حتى لا يضيع حقه ثم يأتي إليه، فعل سويف ذلك، لكن لم يحدث أي شيء من جانب رمضان بعدها. رغم هذا الموقف، الذي يتذكره، لكنه يقول إنه يحترم رمضان وزوجته ويقدرهما.

في حديقة المنزل، توجد دراجتان بخاريتان يمتلكهما رمضان إلى جانب سياراته، حضر بهما مرة أو اثنتين إلى مكتبه بالدقي، لكن لا يستخدمهما كثيرًا. أيضًا كرة قدم تشير إلى لعبة "علي" -ابنه الأوسط-، المفضلة مثل والده.

رمضان هو الآخر يشبه والده – ليس في الشخصية -إنما في تربية أولاده، فيترك المسؤولية الأكبر على الأم، فقط يضع لهم خطوطا عريضة ويتابع من بعيد: أراد أن يلتحق ابنه، وعمره الآن خمس سنوات، بالمدرسة الكندية، ويتمرن في نادي الربوة على الجمباز والسباحة، وقد كان ما أراده. كما يترك لها اختيار الذوق الخاص بأثاث بيتهما، فهو لا يشبه مكتبه وممتلئ بصوره ولكن صورة تجمعه بوالدته، وصورة مع زوجته، وديكورات كثيرة تحبها نسرين.

يساعد نسرين في إنجاز مهامها خادمتان من غانا تعملان في البيت، لكن دورهما يقتصر على التنظيف أو رعاية الأطفال، أما الطعام فيرفض رمضان – مثل والدته – أن يأكل إلا مما تصنعه زوجته.

ترى زوجته الجانب الطيب إلى أقصى درجة والعصبي إلى أقصى درجة منه، الجانب الذي يلائم مواليد برج الجوزاء، والذي تظهر سماتهم عليه: يَغار كثيرًا، ويخاف كثيرًا، ويعطي ثقته ثم يسحبها.




ينتاب رمضان شعور كبير بالحماس هذه الأيام، تشبهه والدته بأنه "زلزال" كما يسمى مسلسله الجديد. على جدوله ثلاثة أفلام وكلمات أكثر من أغنية يختار بينها.

يرى رمضان حلمه جليًا، يسعى إليه بكل قوته، لا يدع شيئًا في طريقه يعوقه، وكانت كلماته في أحد لقاءاته التليفزيونية تعبيرًا واضحًا عما يريده:

"أنا بحب النجاح السريع. عارف أنا رايح فين بس أنا زي اللوحة اللي لسه مكتملتش. كل الفكرة إني مش بمشي على خطى حد أنا بصنع طريق ومنهج مختلف. بشوف إن الغبي هو اللي ما بيغامرش".

إعلان

إعلان






والدة رمضان هي الاستثناء في حياته، هي سنده الكبير، لا يعرف أن يبتعد عنها حتى أنه حين قرر مؤخرًا شراء فيلا جديدة وشقة مكتب أخرى في مشروع "نيو جيزة" بـ6 أكتوبر ليترك فيلا الربوة لابنه فيما بعد، أول ما فكر فيه أن تأتي والدته لتسكن معه. ما زالت الأم تؤمن أن لدى ابنها أكثر بكثير مما قدمه حتى الآن بل وأنه سيحصد جائزة الأوسكار يومًا ما.

5 مسرحيــات

6 كليبــات

17 مسلسل

15 فيلم

الرجوع للرئيسية
الرجوع للحلقة الأولى

قصة: مارينا ميلاد

تصميم: أحمد ياسين

تنفيذ: محمد عزت

إشراف عام: علاء الغطريفي