إعلان

مخرج "أبو العروسة": أبطال المسلسل عباقرة.. وهناك أعمال بالمنصات تضع السم بالعسل (حوار)

10:15 م الإثنين 21 مارس 2022

هاني كمال مؤلف أبو العروسة مع الفنانين سيد رجب وسو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- وائل توفيق:

حقق مسلسل "أبو العروسة" إقبالا جماهيريًا لافتًا، فمنذ عرض حلقاته الأولى من الجزء الأول وصولًا إلى حلقات الجزء الثالث، لا يزال الجمهور يحرص على متابعته، والتفاعل مع الأحداث الدرامية وشخصياته.

أعاد المسلسل للأذهان، الأعمال الدرامية الجماهيرية، مثل: المال والبنون، وليالي الحلمية، وذئاب الجبل والضوء الشارد، التي لا زالت تُعرض على القنوات الفضائية ويتابعها المشاهدين.

"مصرواي" التقى بالكاتب ومخرج مسلسل "أبو العروسة" وناقشه في الأسباب التي جعلت العمل في صدارة المشهد الدرامي المصري، بالإضافة إلى رؤيته في خلق الشخصيات التي تفاعل معها الجمهور، وصولًا إلى محاولة التعرف على الأزمات التي يشهدها سوق الدراما. إلى نص الحوار:

ما أسباب جماهيرية مسلسل "أبو العروسة" خاصة وأنه تجاوز الـ150 حلقة؟

من وجهة نظري، أرى أن الدراما عموما هي دراما اجتماعية، فالدراما البوليسية هي دراما اجتماعية بوليسية، والدارما المخابراتية هي دراما اجتماعية مخابراتية، لا زلت أتذكر كل شخوص مسلسل "رأفت الهجان" إلى الآن، رغم أنها دراما مخابرات، لكن الجمهور كان يشاهد شبكة علاقات إنسانية كُتبت بشكل جيد للغاية،

وبخصوص جماهيرية "أبو العروسة"، نحن كبشر خلقنا على أننا نحب تكوين العلاقات الإنسانية، فعندما نشاهد عمل درامي كُتب بشكل طبيعي قريب ويمس الناس، نجدهم يشاهدونه، بالإضافة إلى أن الأعمال التي تصنع للجمهور لا تعيش، لأنها تُصنع في شكل "بلوفات"، دراما قتل، تُخدم الأحداث على بطل واحد، أي يمكن مشاهدتها فقط في فيلم سينمائي.

كيف تخطى مسلسل أبو العروسة هذه الإشكالية الفنية؟

كل الخطوط الدرامية في مسلسل "أبو العروسة" من لحم ودم، ولا تدور الأحداث حول بطل واحد، وتتضمن تفاصيل إنسانية، لا يمكن أن تقول أن بطل المسلسل هو الفنان سيد رجب، رغم أن العمل باسمه، فالبطل هو الحكاية نفسها، فعندما قُدمت "ليالي الحلمية" لا يمكن أن تعرف من هو بطل العمل، فجميع الفنانين هم البطل.

إذن كيف نحل هذه الأزمة لينجذب الجمهور للأعمال الدرامية ويعاد إنتاج أعمال ذات جماهيرية كبيرة؟

ما يقدم حاليا كدراما مضمونه "سينمائي"، لا يمكن أن ينجذب الجمهور لعمل درامي قوامه بطل واحد، وبقية خطوطه الدرامية ليست من لحم ودم، الدراما حاليا، تفتقد للعلاقات الإنسانية "اللي من لحم ودم"، وهي الدراما التي قدمها السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة.

هل فوجئت بأداء أحد الفنانين المشاركين في أبو العروسة، أي هل قدم أحدهم أداء استثنائيًا؟

الحقيقة، أن كل الفنانين في المسلسل، أعرفهم من قبل، ويقدمون أداء استثنائيًا، منهم من نعمل سويا طوال مدة تصوير المسلسل، ومنهم من تشاركنا العمل في أعمال فنية سابقة، كالفنان أحمد صيام في مسلسل "أولاد ناس"، بالتالي أعرفهم جميعًا، وكلهم عباقرة، بالإضافة إلى أنهم عندما يقرأون سيناريو جيد يتوهجون ويندمجون أكثر في العمل.

هاني كمال مؤلف أبو العروسة مع الفنانين سيد رجب وسوسن بدر

ترى هل يعاني بعض الفنانين الموهوبين من عدم وجود سيناريوهات جيدة تضعهم في مكانتهم المستحقة؟

بكل تأكيد، بعض الفنانين، ومنهم من يشارك معي في مسلسل "أبو العروسة" لا يجد "ورق" كُتب بشكل جيد، أو كلمة حوارية جيدة. الأزمة كلها تتلخص في "الورق"، الدراما لا تباع بالـ "البلوفات"، من قتل ومن سرق، وصراعات بعيدة تماما عن الدراما.

ما العقبات التي واجهت مسلسل أبو العروسة؟

ضيق الوقت فقط، الحمد لله.

ما هي كواليس كتابتك للمسلسل؟

استعنت بشخصيات كثيرة من الواقع، ومزجت بينها لتصبح درامية، بالإضافة إلى أنني قدمت الشخصيات بالاستعانة بدراستي لعلم النفس، وكتبت المسلسل بمنهج علم النفس، هو ما ساعدني في أن تخرج الشخصيات الدرامية بشكل منضبط.

كيف ترى وصف الجمهور لشخصية الفنان سيد رجب بالزوج المثالي؟

شخصية الزوج "عبدالحميد" التي يجسدها سيد رجب في المسلسل، شخصية عادية، ففي الجزء الأول كذب على زوجته "عايدة"، وتعرف على سيدة أخرى دون علم زوجته، وفي الجزء الثاني أخبر ابنه أنه دخل في علاقات عاطفية عديدة، إذن هو رجل لديه أخطاء، لكن المهم أن لا نعتبر الشخص الغير مثالي مجرما، نحن لدينا أزمة أننا نرى الطبيعي مثالي، وهو نتيجة الدراما الكارثية التي نقدمها، أصبح من الطبيعي أن يضرب الزوج زوجته ويعنفها، أصبحنا نرفض أن يعترف الزوج لزوجته بحبه، ونتقبل أن يضرب الزوج زوجته!

أصبح من الغريب أن يقول الرجل لزوجته بحبك، لا أصدق ما وصلنا إليه، فقد تجد زوج يحمد الله أنه مثلا لم يقتل زوجته، ويقول أنا أضربها فقط.

هاني كمال مع أبطال مسلسل أبو العروسة

هل كان للأعمال الدرامية دورًا فيما وصلنا إليه من وجهة نظرك؟

بالطبع، الدراما طوال السنة تغذي عقل الجمهور، بأن الواقع المصري ملئ بالخراب والضرب والزنا والخيانة والانتقام والقتل في الشارع وتبرير الظلم، ما الذي نتوقعه من الجمهور بعدما يشاهد كل هذه الأفكار المغلوطة؟، لذا ففي بعض الأحيان تجد الجمهور ينتقد عملا دراميا جيدًا، ويعترض مثلا على وجود شخص طبيعي عكس الصورة التي صدرتها الدراما، بالتالي يصبح الواقع ليس واقعًا! وهي الكارثة.

كيف تقيم الدراما المصرية في الوقت الحالي؟

تسير في الاتجاه الجيد، مسلسل أبو العروسة تحديدًا من المفترض أن تجرى حوله دراسات وتحليلات نفسية، ليُعرف سر الانجذاب الجماهيري له، لذا اقترح أن يتم التفكير لماذا تحقق بعض الأعمال الدرامية هذه الجماهيرية الكبيرة؟

هل تسبب مستوى الدراما المصرية في فتح المساحات أمام المسلسلات التركية والهندية لتحقق جماهيرية كبيرة لدى الجمهور المصري؟

بكل تأكيد، وهناك أزمة أخرى تسببها المنصات الإلكترونية التي تطرح أفكارا لا تمت لمجتمعاتنا بصلة، وتطرح بلغة مصرية، نحن نحارب من الداخل، لذا علينا أن نصنع أعمالًا درامية لنحصن أنفسنا، ليكون هناك اتجاه واضح أمام هذه الأفكار.

ما وجه اعتراضك على الأعمال الفنية التي تُعرض على المنصات الإلكترونية؟

أفكار هذه الأعمال الدرامية تضع السم في العسل، نشاهد من خلالها كم ضخم من العلاقات الإنسانية الخربة في الموسم الواحد، لا حصر لها، نشاهد مثلا، شباب في مواجهة عائلاتهم، دون أن يطرح العمل علاجًا، بالتالي هي تقدم بيوت خربة، بحجة أن هذا هو الواقع.

هل ترى أن هذه الأعمال الدرامية تقدم الواقع بشكل حقيقي أو محايد؟

ليس حقيقيًا، الواقع ليس كما تصوره هذه الأعمال، الحقيقي أن الأسر المصرية تجتمع لتشاهد مسلسل أبو العروسة، وهذه البلد إن دُمرت فيها الأسرة، سنقول سلامًا، بالإضافة إلى أن هذه الأعمال لا أعتقد أن الجمهور سيشاهدها أكثر من مرة.

هل تعتقد أن المنصات الإلكترونية تؤثر سلبًا على الأعمال الدرامية، أي تفقدها استمراريتها، ولا يعود الجمهور لها مرة أخرى، بعكس التليفزيون الذي يعرض الأعمال الدرامية الناجحة أكثر من مرة؟

الأزمة ليست في طريقة العرض، الأزمة ماذا يقدم العمل الدرامي للجمهور؟ ماذا يقول هذا العمل؟، مسلسل أبو العروسة يُعرض على منصة "watch it"، بجانب عرضه على قناة "دي إم سي"، ويشاهده الجمهور، الأزمة ليست في الوسيلة، الأزمة في الغرض، هل يناقش المسلسل أزمة اجتماعية؟ هل يطمح في تقديم حلولا للأزمات التي يواجهها المجتمع؟.

ماذا ناقشت في مسلسل ولاد ناس من الأزمات التي أشرت إليها؟

ناقشت في ولاد ناس، وعرض وقتها في رمضان، أزمة التربية والأبوة، والتف حوله الجمهور.

مسلسل ولاد ناس تأليف هاني كمال

هل تعتبر هذه الأفكار مشروعك الخاص وتسعى دائمًا لتقديمه في الدراما؟

أنا مشروعي عموما، كل ما له معنى، بمعنى أن العلاقات الإنسانية حاليا من السهل فشلها، تنتهي بكل بساطة للأسف، وأنا ضد هذه الفكرة تماما، أناقشها في الزواج والتربية والبيوت، فهي قماشة درامية لا تنتهي، ولها معنى، وأي عمل نقدمه لابد أن يكون له رؤية. عكس الأعمال الدرامية التي تشبه "التيك أواي"، تنتهي بسرعة، وينساها الجمهور بسرعة.

هل أنت مع التصنيف المسمى بالموسم الدرامي الرمضاني؟

من أطلق هذه المسميات، لا اعترف بهذه الفكرة إطلاقا، هذه فكرة مغلوطة، دمرت الجمهور، وأفسدت عقله.

من السيناريست الأقرب لأفكارك التي تسعى لمناقشتها في الدراما وتتمنى الوصول لمكانته؟

أسامة أنور عكاشة بكل تأكيد ومحمد جلال عبدالقوي، ووحيد حامد، قدموا دراما علاقاتية جيدة ومحترمة، وما دون ذلك لا أعرفهم.

فيديو قد يعجبك: