إعلان

الحلم البعيد".. "ديكودراما" عن حكايات وأسرار صانعي البهجة في "شرم الشيخ"

07:28 م الإثنين 18 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد الجزار:

عرض ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الفيلم المصري- الألماني "الحلم البعيد" إخراج مروان عمارة ويوهانا دومكي، والذي عرض لأول مرة عالميًا بالدورة الـ53 بمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي بالتشيك، كما نافس في المسابقة

الرسمية بـمهرجان الجونة في عرضه الأول بالعالم العربي ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وشارك في مهرجان لندن السينمائي.

ويحكي الفيلم قصة سبعة شبان مصريين، من العاملين في صناعة السياحة، بمدينة شرم الشيخ في فترة ما بعد الثورة خاصة في تلك الفترة التي عانت فيها المدينة حالة كبيرة من الكساد.

اتخذ المخرجان من المدينة وشوارعها مسرحًا كبيرًا ليقص عليه أبطالهم قصصهم الغريبة والمثيرة، قصص عن شباب فقدوا أحلامهم داخل أسوار الفنادق والقرى السياحية للبحث عن "لقمة العيش" حتى وإن كان هذا الكسب بطريقة لا تتماشى مع عاداتهم وتقاليدهم.

ظهر أبطال الفيلم وكأنهم أصحاب هذه المدينة الخاوية شبه المهجورة بعد الثورة وتداعياتها والتهديدات الإرهابية، يسير فيها الأبطال ليقصون حكاياتهم مع أحلامهم الضائعة وعلاقاتهم النسائية المثيرة وعاداتهم وتقاليدهم الذين تركوها على أسوار المدينة الحلم التي تتمتع بكل تفاصيل الحرية والاستقلالية.

الفيلم يمثل حكايات لأشخاص استسلموا لأحلامهم الضائعة وسط مدينة فقدت الكثير أيضا من لمعانها وبريقها.

فهناك فتاة تعمل موظفة نظافة بأحد الفنادق ولكنها مطلقة ولا يقبل أحد من المصريين الزواج منها لأنها مطلقة بينما هناك عجوز إيطالي يريد أن يرتبط بها، وشخص َحر تزوج من امرأة أجنبية أكبر منه سنًا ليستطيع أن ينفق على زوجته وطفليه الموجودين بالقاهرة، وثالث اضطر للعمل بالمساج لأنه أكثر ربحًا، إنها شخصيات تسير عكس قناعاتها وعاداتها وتختبئ داخل مدينة قادرة على استيعاب أخطائهم دون حساب.

من الظلم أن يصنف الفيلم باعتباره تسجيليًا لأنه يحمل الشكل الروائي في العديد من المشاهد التي تجمع بين أبطاله، فهو يمثل حالة "الديكودراما" التي تتمتع بالمزج بين الشكلين التسجيلي والروائي.

حالة الغرابة لم تتمثل فقط في شكل الفيلم ولا طريقة تصويره إنما أيضا في طريقة الطرح، خاصة في المشاهد التي جمعت بين الأبطال ودمية تشبه القرد المنتفخ الذي يعتلي صندوق سيارة نصف نقل، هذه المشاهد التي منحت الفيلم حالة من الفانتازيا، وهذا ما قد يعتبره البعض حالة غريبة ومقحمة على الشكل العام للفيلم بينما يرى البعض الاَخر أنها تمثل بعدًا أكثر عمقًا وكأن القرد هو الحلم الذي يداعب الأبطال ويخرج لهم لسانه في الوقت الذي فشل فيه كل الأبطال في الوصول إليه.

الفيلم يسير بشكل أفقي بين الحكايات المختلفة التي لا تستطيع أن تحكم عليها إذا كانت صادقة أم تحمل أجزاءً مؤلفة، ولكن يظل المشهد الوحيد الذي يحمل قدرًا من الصدق ويمثل الحقيقة الخالصة دون رتوش أو تجميل هو لقاء الأشخاص بالقرد.

وقد حرص مخرجا الفيلم على تقديمه في إطار درامي لحماية الأبطال الذين يرفضون أن يقصون قصصهم الحقيقية.

يحمل الفيلم بالتأكيد قدرًا من المتعة ويحث المشاهد على التفكير وقد يصيب البعض بالارتباك أحيانًا، ولكن في النهاية نجح عمارة ويوهانا في تقديم حالة سينمائية ممتعة بصريًا.

ويشهد الفيلم التجربة الثانية بين مروان عمارة ويوهانا بعد تجربتهما الأولى في فيلم "قص" 2013، كما أن لعمارة فيلمين قصيرين هما "الزيارة" والذي تم منع عرضه بمصر، وفيلم "واحد زائد واحد"، ويمثل "الحلم البعيد" أول تجربة تسجيلية طويلة لمخرجيه.

الفيلم إنتاج مشترك بين كل من فيج ليف ستوديو (مصر) ومونوكل وفروت ماركت (ألمانيا). حصل الفيلم على منحة تطوير من مهرجان برلين الدولي السينمائي، ومؤسسة كاتابولت فيلم – سان فرانسسكو، ومنحة إنتاج من الصندوق العربي للثقافة والفنون مؤسسة "آفاق" بيروت، مؤسسة الدوحة للأفلام، مهرجان إدفا للأفلام الوثائقية – أمستردام.

فيديو قد يعجبك: