إعلان

صبري سراج يكتب: كلب شارع الهرم

الكاتب صبري سراج

صبري سراج يكتب: كلب شارع الهرم

04:38 م الأربعاء 25 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - صبري سراج:

(1)

أكثر الفيديوهات انتشارًا على ''فيسبوك'' اليوم هو فيديو ذبح كلب في شارع الهرم... الكل شجب وأدان وهلل وزيّط وهَرَى، طبقًا لموروثنا الثقافي الشعبي التاريخي الممتد منذ فجر التاريخ إلى ''تايم لاين'' ''فيسبوك''.

على فترات متقاربة أكثر من تقارب أرصفة الحواري الضيقة بالبيوت نجدد الشجب والإدانة والتهليل والتزييط على حوادث الموت البشعة أو ''التجريس'' بـ سمعة أحدهم أو إحداهن، لكن العجيب أننا نتفق في وجهة النظر حين يتعلق الأمر بـ كلب في شارع الهرم أو قطط في نادي الجزيرة، لكننا نختلف ونقطع بعضنا بعضًا حين يتعلق الأمر بموت أو تشهير بـ بني آدم... أرجوك راجع مواقفك مثلاً في موت المتظاهرين الذين تختلف معهم في الرأي أو في التشهير بمن قُبض عليهم في حمام رمسيس، وتذكر كم مقطع فيديو شاهدته لـ''عناتيل الغربية''.

حفنة من المرضى ذوي النفوس المريضة والعقول الضيقة نحن... نعيش على أرض خلقنا الله لإعمارها فأفسدنا فيها وسفكنا الدماء... لم نسبّح أو نحمد الله حق حمده ولم نقدس سوى آلهة من العجوة صنعناها بأنفسنا وصلينا لها بغية اتقاء شرها...صدّقنا أن الأمر بيدها وشرعنا في اتقاء شرورها فقط لنعيش في أمان!.

دمّرنا نفوسنا بعمدٍ وأوقفنا زر تشغيل عقولنا رغبة في إراحة الدماغ من أهم أمر إلهي، وخدّرنا ضمائرنا بعقاقير قلة الحيلة والجهل وضيق ذات اليد... صنعنا منذ بدء الخليقة أساطير وصدقناها، تماثيل وعبدناها، ملوك وخلفاء ورؤساء قدسناهم، وشيوخ وعلماء جعلنا لحومهم مسمومة وأعطيناهم حق العلم والفكر والإفتاء حصريًا، فقط لأن لا نفكر أو نعقل أو نجتهد... أصبحنا حفنة من العجزة والمرضى النفسيين مزدوجي المعايير... نبكي لذبح كلب ونفرح لذبح إنسان... اختفت الإنسانية وقُتلت الفطرة السليمة في قلوبنا بأيدينا لا بأيدي من قدسناهم وعبدناهم.

(2)

* كلنا فاسدون .. كلنا فاسدون .. لا أستثني أحدًا, حتي بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة..

سيدي الرئيس كل ما أطالب به أن نصلي جميعًا صلاة واحدة لإلهٍ واحد، إله العدل الواحد الأحد القهار.

لست صاحب مصلحةٍ خاصة، وليست لدي سابق معرفةٍ بشخوص الذين أطلب مسائلتهم، ولكن لدي علاقة ومصلحة في هذا البلد، لدي مستقبل هنا أريد أن أحميه.

أنا لا أدين أحدًا بشكل مسبق، ولكني أطالب المسئولين الحقيقين عن هذه الكارثة بالمثول أمام عدالتكم لسؤالهم واستجوابهم، فهل هذا كثير، أليسوا بشرًا خطائين مثلنا، أليسوا قابلين للحساب والعقاب مثل باقي البشر.

سيدي الرئيس أنا ومعي المستقبل كله، نلوذ بكم، ونلجأ إليكم فأغيثونا.. أغيثونا.. أغيثونا.. والله الموفق.

*جزء من مرافعة بشير الديك وعاطف الطيب وأحمد زكي ضدنا جميعًا.

المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن سياسة مصراوي

للتواصل مع الكاتب.. اضغط هنا

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان