إعلان

بعد التغريدة المسيئة للنبي.. وقائع العنصرية ضد المسلمين في الهند

09:17 م الإثنين 06 يونيو 2022

thumbs_b_c_c2cd4eb9259045567fb6d693df71fc70

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

في فبراير الماضي، أثار إعلان السلطات الهندية وفاة شاب مسلم في السجن جراء التعذيب موجة من الغضب والاستياء في الهند، التي تشهد حوادث عنصرية متفرقة تجاه الأقلية المسلمة، ونقلاً عن وكالات إخبارية أجنبية كانت شرطة العاصمة نيودلهي قبضت على الشاب "مالك" بتهمة سرقة علبة سجائر في نوفمبر 2021، ولم تبلغ أسرته بوفاته، بل أبلغتهم بمرضه ونقله للمستشفى، ولكن عند وصول الأهل تبين لهم أن الشاب توفى في السجن مع وجود آثار تعذيب وكسور على جسده.

لم تمر أشهر على الواقعة، حتى خرجت "شارما" المتحدثة باسم الحزب الحاكم في الهند بتغريدات على حسابها الرسمي بموقع تويتر، تكتب كلمات إساءة للنبي محمد، وقوبلت تلك التغريدات بالكثير من الغضب الداخلي من المسلمين بالهند والخارجي، فتقرر"شارما" سحب تغريداتها المسيئة .
لم تكن "شارما" الأولى التي يتم توقفيها بسبب المعاداة للإسلام، فقد تم توقيف الراهب الهندوسي" نارسينغاناند" بسبب دعواته لتطهير البلد من المسلمين الذين يشكلون أقلية تبلغ 15 % من سكان البلاد.

تلك الواقعة وغيرها من حوادث الكراهية تجاه المسلمين ليست الأولى في بلد له تاريخ من حوادث الكره والعنصرية منذ سنوات طويلة وليست تلك السنوات الأخيرة، فشهدت فترة الأربعينيات من القرن العشرين حرباً أهلية دموية أعقبها انفصال باكستان عن الهند وتاريخ من الصراع بينهما حتى الآن. لكن تلك الموجة من الكراهية للمسلمين منذ صعود حزب "بهاراتيا" القومي الهندوسي الحاكم عام 2014 فبدأت الحكومة في الانحياز تجاه الهندوس على حساب المسلمين بالإضافة لتصريحات أعضاء الحزب كل فترة المستفزة للمسلمين، والتي تزيد من حوادث الكراهية إزائهم.

ومنذ صعود رئيس الوزراء الحاكم "مودي" للسلطة في نفس العام زادت حدة تلك الاعتداءات وبات هناك تقاعساً من قبل الشرطة تجاهها ومن قبل الحزب الحاكم المعروف بميله للهندوس على حساب الأقلية المسلمة كما تشير التقارير الإخبارية الدولية في الهند.

وفي فبراير عام 2020 شهدت العاصمة "دلهي" أسوأ موجة عنف تجاه المسلمين حيث لقي أكثر من 46 قتيلاً مصرعهم بسبب التظاهر ضد قانون الجنسية الذي أثاره أعضاء مجلس النواب ويسمح القانون بتجنيس اللاجئين من بنجلاديش وأفغانستان وغيرهم من الدول المحيطة من كل الديانات عدا المسلمين، فتظاهر المسلمون ضد القانون واعترضهم المؤيدين للقانون من الهندوس واندلعت أعمال عنف استمرت لأيام.

بعد ذلك خرج الكثير من المواطنين الهندوس بمظاهرات ضد المسلمين أحرقوا فيها المصحف واستهدفوا منازل ومساجد المسلمين لأحراقها، وتزامنت تلك الاضطرابات مع زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للهند للمرة الأولى لتغطي الأحداث على أخبار تلك الزيارة.

وفي أغسطس الماضي 2021 انتشر مقطعاً مصوراً على مواقع التواصل الاجتماعي لفتاة تتشبث بوالدها الذي يتعرض للتعذيب على يد الهندوس ولم يتوقف المعتدين إلا بعد مجيء الشرطة وتخليص المسلم من قبضتهم، ولعدة شهور يتم الإبلاغ عن الكثير من الوقائع المماثلة من القتل والحرق والتعذيب للمسلمين على يد الهندوس ، بل امتدت الحوادث لتشمل التشهير بالسيدات بوضع صورهم للبيع على الانترنت دون معرفتهم.

ولم يمر شهر حتى تداولت مواقع التواصل مقطعًا مصورًا آخر، هذه المرة لمزارع مسلم يتم قتله على يد الهندوس، وأعاد المقطع الغضب العام تجاه ما يحدث في الهند، خاصة وأن "الفيديو" يُظهر التمثيل بجثة الرجل، ولم تتبع الشرطة الجناة إلا بعد الضغط الإعلامي كما أفادت التقارير الإخبارية.

وفي ولاية "كارناتاكتا" -جنوب الهند- أعلن المسؤولون حظر الحجاب، مما أثار غضب المسلمين هناك خرجت المظاهرات تُندد بالقرار، وتم غلق المدارس بسبب أحداث العنف ضد المظاهرات السلمية التي تعترض على حظر الحجاب.
وفي إبريل الماضي، بالتزامن مع شهر رمضان، ارتفعت وتيرة الهجمات الهندوسية على أملاك المسلمين والمساجد مع إنشاد الأغاني المسيئة للمسلمين، حيث هجمت مجموعة من متطرفي جماعة "آر إس إس" المتشبعين بعقيدة "هندوتفا" الهندوسية العنصرية على أحد المساجد خلال صلاة العشاء والتراويح في 16 أبريل 2022 وتم تكسير زجاجات البير ة داخل المسجد مع إجبار المصلين على تحية الإله رام معبود الهندوس كي يتركونهم يرحلون.

مع تكرار وقائع الكره والعنصرية المتداولة بين يوم وآخر، تبدو الهند الذي يوجد به قرابة 180 معتقد ديني في حالة غليان لا يعلم أحد متى تتوقف ولأي مدى تصل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان