إعلان

الكتاب التفاعلي.. وسيلة غالية لإبعاد الأطفال عن الأجهزة الإلكترونية

08:07 م الخميس 12 مايو 2022

غالية أحمد صالح

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

عقب ولادة طفلتها الثالثة قررت "غالية أحمد صالح" الأم الفلسطينية ترك عملها في مجال الصيدلية بعد سبع سنوات من الخبرة بسبب صعوبة الموازنة بين الاهتمام بأطفالها وبين العمل، وبينما كانت تقوم بفحص عيون طفلتها نصحها الطبيب بالابتعاد عن الشاشات تماما ومحاولة إيجاد بديل لها كي تحافظ على نظر أطفالها.

"أنا كنت مقيدة استخدام الشاشات والالكترونيات طول الوقت وطبعا مكانش عندي القدرة اني أشغل وقت فراغهم وأكون معاهم طول الوقت فكان وضع صعب بالنسبة لي فكرة إلغاء الشاشات".. تقول الأم لمصراوي.

بالصدفة شاهدت ابنتها الكبرى مقطعا عن كتاب يسمى الكتاب التفاعلي وهو كتاب من القماش وبه الأنشطة التي يقوم بها الطفل بيده فطلبت طفلتها منها كتابا مثله ليشغل وقت فراغها، لكن الأم التي لم يكن لديها أي ميول فنية طوال حياتها قررت مسايرة ابنتها ومحاولة عمل الكتاب واشترت المواد الخام من القماش ولوازمه لكن المحاولة التي كانت مجرد مسايرة فجرت شيئاً لدى الأم "وانا بعمل اول كتاب شعرت كأنه كنت بركان خامل وانفجر، اكتشفت إن عندي طاقة وميول فنية كبيرة ما كنت اعرف عنها شي طوال حياتي".

thumbnail_صورة 1

بكتاب وراء الآخر بدأت "غالية" في عمل مشروعها التفاعلي بتشجيع من ابنتها لعمله للأطفال أولاد المعارف والأقارب وهدايا لأنه من وجهة نظر أطفالها كان "في غاية الإمتاع ومسلي"، وفي ذلك الوقت لم تخطط "غالية" لتحويل تلك الموهبة الجديدة عليها لعمل تربح من خلاله لكن أهلها ومعارفها دفعوها تجاه احتراف الفكرة التي كانت مهمة بالنسبة لأطفالهم.

مع الوقت "ابتديت أحول الموضوع لعمل فعلا وكل كتاب بصنعه بنفسي مناسب لشخصية الطفل وباسمه ومعمول علشانه، لو كنت بطبع أو أرسم كان دة أسهل كتير لكن المميز في الكتاب التفاعلي إنه مصنوع للطفل ففيه خصوصية كبيرة جدا ليست موجودة بأي لعبة". في بداية 2020 ومع اجتياح وباء كورونا قررت "غالية" استغلال الوقت لصالحها في مجال التعلم فتعلمت عن الشخصيات وعن ميول الأطفال وكيف يلبي الكتاب ميوله واحتياجاته وكيف تتدرج في عمل الكتب بناء على مستوى الطفل وعمره وطباعه الشخصية.

ودشنت "غالية" صفحتها على موقع انستجرام لتلقي طلبات عمل الكتب وعرض ما تصنعه في صور أو مقاطع مصورة حتى يعرف الناس في البداية ما هو الكتاب التفاعلي وكيف يستفيد منه أطفالهم.

حتى الآن مازالت الأم الفلسطينية تعمل على تطوير نفسها، تبدأ التصميم للأطفال من سن 3 شهور "ودا بيكون المستوى الأول وتتدرج المستويات بكبر عمر الطفل، وكل الأنشطة بالكتاب معتمدة عاللمس والحس لأننا نحتاج تحفيز الخلايا العصبية للطفل بطريقة ملموسة وهذا غير متوفر بكثرة في الشرق الأوسط".

بجانب الكتب صنعت "غالية" عدة منتجات للطفل على شاكلة الكتاب التفاعلي وهم مجموعات مثل مجموعة العيد ومجموعة أحلام الصغار، وحقائب عدة منها حقيبة الطبيب والمزارع والمهندس وهي تشبه تلك الموجودة بالأسواق لكن مختلفة عنها كثيرا فصممتها بشكل آمن تماما دون وجود أجزاء حادة أو حواف وسهلة التنظيف فهي مصنوعة من القماش مثل الكتاب التفاعلي.

صورة 2

كما صممت "غالية" منتجا مختلفا وهو القصة التفاعلية وهي حكاية تعتبر "مانيوال ستوري ريدر" وكلها مصنوعة باليد بها كود تقوم الأم بعمل سكان له ليسمع الطفل القصة بطريقة ممتعة وبالكتاب أنشطة لها علاقة بالقصة كما توضع قطعة من الصلصال الحراري فتقوم القصة بعمل تآزر بصري وسمعي وحسي وتزيد حصيلة الطفل اللغوية.

في البداية كان عمل الكتاب الواحد يستغرق أسبوعا "لكن الآن باخد فيه وقت حوالي يومين حتى أخرجه بالشكل المناسب للطفل المصنوع". تؤمن "غالية " أن الأمومة لم تعطلها أبدا عن النجاح وليست عائق في طريق المرأة كي تدير عملها الخاص وتفعل ما تحب من عمل وبحث عن الذات وتحقيقها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان