إعلان

تعال معي إلى الكونسير.. هكذا وثّق يحيى حقي عشقه لحفلات الأوبرا

12:17 م الجمعة 04 فبراير 2022

كتاب يحيى حقي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

تأثر يحيى حقي كثيرًا بالفترة التي قضاها في روما-العاصمة الإيطالية- قبل الحرب العالمية الثانية، خلال تلك الفترة تعرّف حقي على دار الأوبرا، استمع إلى سيمفونيات باخ وموتسارت وبيتهوفن وآخرين هناك، وبسبب تلك التجربة كتب مجموعة مقالات في جريدة المساء عام 1965، جمّعها في وقت لاحق في كتابه "تعال معي إلى الكونسير".

وقد اختير الكاتب يحيى حقي لأن يكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية.

وقد أهدى حقي كتابه إلى الدكتورة سمحة الخولي، وهي مؤرخة موسيقية بارزة، وبخفة ظلّ قال حقي أن الكتاب ليس لاقتحام ميدانها، ولكنه محاولة لالتقاط أجواء الكونسير وتقريبها للقارئ العادي.

وفي خلطة بين الجدّ والدعابة استعرض حقي عبر 13 مقال أجواء الكونسير، مُفتتًا إياها إلى تفاصيل صغيرة، وفي الفصل الأول استعرض أجواء دخول الأوركسترا إلى الحفل، كما وصف الجمهور، وكتب مُعايشة حقيقية عن أجواء الحفل، كما قدّم نصائحه كخبير لمن يخوضوا التجربة للمرة الأولى، فيحكي عن تجربته ساخرًا حينما قام بالتصفيق في إحدى فواصل السيمفونية، حينها نظر إليه الجميع شذرًا، ووصف تلك النظرة بتعبيره ذاك "كأنني همجي نصف عريان قادم من الغابات ليقتحم صالون مدام ريكامييه"، ومدام ريكامييه هي سيدة فرنسية صاحبة نفوذ كان لها صالون ثقافي اجتمع فيه مفكرين وسياسيين وفنانين.

تحدّث حقي أيَضا عن الموسيقى الكلاسيكية بين القديم والحديث، وقدّم نصائحه أيضًا لمن يستمعوا للموسيقى الكلاسيكية للمرة الأولى، فنصحهم بالاستماع للعهد الرومانسي أمثال موزار الذي شبهه بالغدير الصافي.

الكتاب تجربة جيدة لمن لم يُعايشوا أجواء الحفلات الموسيقية، ومُتعة أيضًا لمن اختبروها، فملاحظات حقي وكتابته الأدبية تجربة تكفل لقارئها الاستمتاع والاستفادة والضحك أيضَا من ظرافته.

قام حقي بسرد أجواء الحفل في مجموعة مقالات، كانت كل تفصيلة صغيرة لها الأحقية في مقال كامل لا يُمكن أن تملّ منه، ومن ضمن ما كتب عنه كان قائد الأوركسترا الذي أفرد له مقالًا، كذلك الفورتيوزو، وهو العازف الأول في الأوركسترا، وغالبًا ما يكون عازف البيانو أو الكمان، كما عقد حقي مقارنة بين قائد الأوركسترا والفورتيوزو وأيًا منهما أكثر ثقلًا، كذلك أفرد مقالًا للوتر الموسيقى، وكذلك عن فريق الكورال، ومزج فيهم تجاربه ونصائحه الخاصة عن أفضل الأماكن التي يجلس فيها المُستمع، وحكى عن مواقفه الطريفة التي وقع فيها خلال مراته الأولى.

انقسم الكتاب إلى جُزءين، فالجزء الأول عن تجربة حقي في الأوبرا، والجزء الثاني تحدّث فيه عن الكاريكاتير في موسيقى سيد درويش، وعبر 7 مقالات تحدث حقي عن أهمية الكاريكاتير وتاريخه في مصر.

وقد رأى حقي أن ظاهرة سيد درويش ليست منفصلة عن السياق المجتمعي التي ظهرت فيه، حيث يراها نابعة من ثورة 1919، ويرى حقي أن مطلب الأصالة والتجدد لم يكن غريبًا بالنسبة لمبدعي تلك الفترة في تاريخ مصر وليس سيد درويش وحده، فيقول إنهم "أدركوها بوجدانهم تلقائيًا"،

ولم يتجه يحيى حقي للحديث فورا نحو الكاريكاتير في موسيقى سيد درويش، لكن استعرض معنى الكاريكاتير لغويا ومتى بدأ في مصر في الرسم، ثم منه إلى الأدب والنحت، وبعدها بدأ بالحديث عن الكاريكاتير أو السخرية في موسيقى سيد درويش، بفضل مسرح كشكش بك ، وبالتعاون مع بديع خيري وونجيب الريحاني، حيث استطاع سيد درويش وضع موسيقى لأغاني من كلمات بديع خيري وتلقتها ألسنة الشعب، مثل "شد الحزام على وسط"، و"يعوض الله" و"اوع يمينك واوع شمالك"، و"يابو الكشاكش احنا الأبوكاتية"، و"التحفجية"، حيث كانت تلك الأغاني ذات طابع مرح وظريف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان