إعلان

عراق خالٍ من الألغام.. حُلم الجبوري من أجل بيئة وطنه

04:18 م الخميس 25 مارس 2021

عماد الجبوري، شاب عراقي ناشط في مجال البيئة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

طالما كان الحفاظ على البيئة شغفًا لعماد الجبوري، حتى تخرج عام 2014 في كلية البيئة بجامعة الموصل، بدأ بعدها العمل التطوعي غير أن سيطرة جماعة داعش الإرهابية على المدينة بدد تلك الأحلام، توقفت أعماله التطوعية معها شاهد رُكام الحطام في مدينته وانهيار المجال البيئي أكثر.

في نهاية عام 2017، ومع تحرير المدينة، عاد الشاب العراقي إلى العمل البيئي مُجددًا، في نواحي عدة. من بينها العمل على إزالة الألغام المخلفات الحربية التي تعوق الحياة في الموصل، بالتعاون مع شركة الصقر وإشراف وتمويل الأمم المتحدة ودائرة شئون الألغام العراقية "حصلنا على تدريب، ثم عملنا في فرق مختلفة".

1

كل فريق يتكون من 12 إلى 15 شخصًا، مُجهزين بوسائل الحماية والكاشفات عن الألغام وسيارات الإسعاف. كان بعض أهالي المدن يساعدون الفرق في التعرف على أماكن العبوات الناسفة والأماكن المُحتملة للخطر، فيما لم تنقطع ألسنتهم عن شكر الفرق والامتنان لهم لتخليصهم من مخاطر تُحيطهم من كل جانب.

كان الجانب الأيمن من مدينة الموصل الأكثر خطرًا، مثل المنطقة القديمة والأراضي الزراعية، فضلًا عن مباني مثل المستشفيات ودور العبادة والمنازل والبنايات الحكومية والجامعات، فقد العشرات حياتهم أو ما ستقدمه الحكومة لهم من رعاية طبية أو مالية لتجاوز الأزمة".

كان العمل خطيرًا، يتلمّس الجبوري ورفاقه خُطاه من أجل إزالة مُخلفات الحرب والألغام وفق ما تدربوا عليه وبمُعدات تحفظ أمنهم "ورغم خطورة العمل وقلة الراتب إلا أن تخليص البيئة والناس من هذا الخطر الكبير" كان يمنحه السعادة خصوصًا "أننا حققنا نجاحًا كبيرًا، فقد عاد العمل والدوام وإعادة الإعمار في بعض الأماكن".

اختار الجبوري العمل البيئي رغم قلة التوظيف الحكومي والناشطين بالمجال، لكن كلما كان يرى تردي الواقع البيئي العراقي يومًا بعد يوم، يتشبث أكثر بأحلامه بعالم أقل تلوثًا وخطرًا على عائلته وأهل وطنه، فيما تأتيه ردود فعل المواطنين جبرًا لنفسه وتمنحه إيمانًا أكبر بما يفعله.

2

يتذكر دموع كبار السن في المناطق التي ينزل إليها للكشف عن الضرر البيئي "لأنهم يتذكرون كيف كانت تلك المناطق جنّة على الأرض" أو ما يعانيه الأطفال من تشوهات بسبب التلوث والمخلفات الحربية. يعلم الجبوري أن أهل المدن في العراق مُحبين للبيئة والأنهار والزراعة، لكن ما حدث كان خارج سيطرتهم "في بعض الأماكن منحنا أهل المناطق سيارتهم من أجل التنقل بها أو يوفرون لنا حماية شخصية في المناطق الساخنة سياسيًا".

فضلًا عن التعاون مع جهات مختلفة لإزالة الألغام، يجوب الجبوري في محافظات مختلفة بالعراق من أجل التوعية بالبيئة، يتعاون مع منظمات بيئية تطوعية ليس لها صبغة سياسية أو حزبية "ننزل للمواطنين نعرف مطالبهم ونوعيهم بحقوقهم البيئية"، بعض تلك الحملات داخل المدارس والجامعات ورياض الأطفال "ونخاطب الجهات الحكومية بشكل رسمي عن المشكلة".

3

بعض الصعوبات تواجه الفرق البيئية في العراق مثلما يقول الجبوري إنها تتمثل في تسويف حل الأمور البيئية أو قلة الاهتمام بها من الجانب الحكومي "وصعوبة توفر الأموال لشراء المعدات لتشخيص أو معالجة الضرر البيئي"، أو حتى زراعة الأشجار ومشارع لإعادة التدوير "أهل المدن يشجعون مبادرتنا لكنهم يعرفون أنه لا أمل بسبب الوضع السياسي العراقي".

رغم كل الصعوبات إلا أن الجبوري يحلم بوطن خالي من التلوث، وأن يعود العراق كما كان يُلقب بـ"أرض السواد" لشدة خُضرته، والأهم أن تُزال كافة الألغام والعبوات الناسفة غير المتفجرة حتى لا تظل تهديدًا دائمًا على حيوات أهل العراق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان