إعلان

"بطل X كتاب"..دكتور زيفاجو الذي عرّض كاتبه للاضطهاد

01:59 م الأربعاء 10 فبراير 2021

بوريس باسترناك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

بعد رحيل ستالين عام 1953 ظهرت شخصية "دكتور زيفاجو" في رواية "بوريس باسترنالك" الوحيدة، حيث أرسل الرواية الضخمة إلى إحدى المجلات الأدبية في روسيا لكن المجلة لم تنشرها، كذلك أي جهة مختصة بالنشر داخل روسيا، مما أحبط كاتبها الذي انتظر ثلاثة أعوام حتى قرأ الرواية الناشرالإيطالي الشاب "فلترينبلي" وتحمس لها، وعرض على "باسترناك" نشرها في إيطاليا بالروسية رُغمًا عن الضعوط التي مارسها الحزب الشيوعي الإيطالي على الناشر، وصدرت الرواية التي صارت علامة في الأدب الروسي.

صورة 1

ويحتفل موقع جوجل اليوم بذكرى الكاتب الروسي، ففي مثل يومنا هذا في العام 1890 وُلد الكاتب والشاعر الروسي "بوريس باسترناك" لأب رسام متميز يهودي وأم عازفة للبيانو شهيرة، تربّى "باسترناك" في بيت منفتح ومثقف، وبعد ميلاده بسنوات تحوّل والده للمسيحية ليترك أثرًا دينيًا على الطفل الذي تأثرت أشعاره بذلك التحول.

خلال الحرب العالمية الأولى درس وعمل "باسترناك" في مختبر للكيمياء الذي سيقدم له تجربة ثرية اعتمد عليها لاحقًا في روايته الشهيرة "دكتور زيفاجو".

صورة 2

وتدور أحداث الرواية بين عام 1903 و1929، وهي أعوام مضطربة في تاريخ روسيا، فنشهد على الثورة البلشفية من خلال بطل الرواية الدكتور والشاعر "يوري زيفاجو" الذي أنهى دراسة الطب أثناء الحرب العالمية الأولى، وتشهد حياته كثير من التحولات حينما يتغير المشهد السياسي في روسيا من نظام القيصر للنظام الشيوعي الشمولي.

تبدأ الرواية بموت والده البطل وانتحار والده رجل الصناعة الغني، لكن الثروة انتقلت بالتبعية للبطل الذي تزوج وعاش حياة مرفهة، أثناء ذلك يقابل "لارا" فلا تنتبه له و تتزوج شاب آخر، في الحرب العالمية الأولى تتطوع لارا كممرضة، ويُقابلها ثانية دكتور زيفاجو، فيعيشا قصة حب عاصفة تنتهي بنهاية الحرب ليفترقا ويعود البطل لزوجته، لكن تحدث الثورة الروسية ليقابل حبيبته لارا ثانية لتعود قصة حبهما لكنها تنتهي مرة ثانية.

صورة 3

في عام 1914 نشر "باسترناك" أول ديوان له، لكنه لم يظهر أسلوبه فيه بشكل مثالي، وكان أميل للبساطة والقرب من اللغة اليومية، بعد قيام الثورة البلشفية بقي الكاتب الروسي في بلاده ليستوعب المفاهيم الجديدة والشعارات عن الثورة والتغيير، وبناء على ذلك التغيير يُطوّر أسلوب كتابته ويُقدّم مجموعة قصصية بعنوان "الولادة الثانية" عام 1932 ومجموعة أخرى على نفس النمط.

خلال حملات التطهير السوفيتية للقبض على المثقفين وأعداء النظام الشيوعي أُحبط باسترناك كثيرًا، وتوقّف عن الكتابة واستمر بترجمة الشعر، لكن شخصية "دكتور زيفاجو" كانت كامنة بداخله فانتقل إلى قرية صغيرة ليعيش مع زوجته، وبدأ في كتابة روايته الفريدة التي مكّنته من الحصول على جائزة نوبل للآداب، لكنه رفضها تحت ضغط الإتحاد السوفيتي، وتم نبذه وقُطع راتبه للأبد بسبب تلك الرواية التي أثارت غضب النظام عليه.

تبدو شخصية "دكتور زيفاجو" شديدة الشبه بكاتبها حيث يروى قصة الإحباط الذي واجهه بعد الثورة من خلاله، فالطبيب الغني والناجح عقب الثورة تحول للفقر المدقع، وفقد كل شيء من حياته الماضية المرفهة ليُلاحق سراب حبيبته التي افترق عنها أكثر من مرة، لكن طيفها مازال يهاجمه حتى اللحظة الأخيرة من حياته على رصيف محطة القطار.

صورة 4

تحولت الرواية عام 1965 إلى فيلم سينمائي ملحمي بطولة النجم المصري "عمر الشريف" و"جولي كريستين" ومن إخراج ديفيد لين، وحصد خمس جوائز أوسكار، ويُعتبر الثامن في قائمة أعلى إيرادات في العالم، ويعتبر الكثير من الناس أن باسترناك خلد قصة حبه لـ"أولغا إيفينفسكا" التي قابلها في عمر 56، وكانت في منتصف الثلاثينات أرملة وأم لطفلين، والتي أُرسلت لمعتقل التعذيب بسبب علاقتها به والضغط عليه من السلطة، ولم تتوقف السلطة عن مضايقتها لتُحبس بعد وفاته لثمانية أعوام، وتخرج من السجن وهي في سن 52، وظلت لسنوات تُراسل السلطة لإعادة خطابات باسترناك ومخطوطاته، لكن السلطة لم تستجبْ.

في عام 1960 توفي باسترناك بعد إصابته بسرطان الرئة، ليُدفن بالقرب من منزله في ضاحية من ضواحي موسكو، وتحوّل منزله الذي عاش فيه مع زوجته إلى متحف يزوره الكثير من محبيه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان