إعلان

بطل × كتاب.. تحولات "المأمور محمود" و"خالتي صفية" في أدب بهاء طاهر

02:59 م الإثنين 25 يناير 2021

الأديب بهاء طاهر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

منذ أيام قليلة وفي عيد ميلاده السادس والثمانيين خرج الأديب "بهاء طاهر" من عزلته ليطمئن جمهوره ومحبيه على صحته ويعدهم بعمل جديد يصدر قريباً. بعد انقطاع دام سنوات طويلة منذ صدر آخر عمل له عام 2010 بعنوان "لم أعرف أن الطواويس تطير" .

مسيرة طويلة خاضها الأديب "بهاء طاهر" في الأدب حتى الآن فبدايته الحقيقية كانت مع مجموعة قصصية بعنوان "الخطوبة" صدرت عام 1972 ليبدأ مشواره الأدبي بصوت مختلف وجديد عن ما سبقوه ليعتبر من أهم رموز جيل الستينات الأدبي الذي ساهم في نهضة الأدب العربي.

بالرغم من قلة المنجز الأدبي الروائي للأديب لكنه صنع أعمالاً خلدت بأذهان قرائها وامتدت للتليفزيون مثل "خالتي صفية والدير" و"واحة الغروب" ، تلك الأعمال اتسمت بثورة ضد جهل و قسوة المجتمع وتضمنت محاربة خفيفة لسلبيات المجتمع مع عدم الخضوع لها .مع تحول أبطاله تحولات جذرية للنقيض أحياناً .

1

ففي رواية "خالتي صفية والدير" تتحول صفية الشخصية الطيبة والجميلة لشخصية قاسية منتقمة بسبب فساد حياتها، يتحرك الراوي في تلك الرواية وهو الطفل الصغير بين تلك التحولات بدهشة حيث يشهد تغير الناس من حوله دون الحكم عليهم؛ "صفية" التي عشقت "حربي" قريبها تمنت لو كان الحب بينهما متبادل ولما جاءها "حربي" ليطلب يداها، فوجئت بأنه يطلبها لرجل آخر ليكسر قلبها ومع الوقت تتحول من عشقها الشديد لكره وقسوة.

ناقشت الرواية مفاهيم تعتبر ثورية في عز الأزمات الطائفية التي عانى منها المجتمع المصري في ذلك الوقت؛ "حربي" عقب اتهامه بالقتل يختبيء في الدير ويقوم على خدمته حارس الدير صديق العائلة المخلص لنتعرض للمجتمع المصري من الداخل بعيداً عن المشاكل التي يبدو عليها الواقع .

ومن صفية في "خالتي صفية والدير" للمأمور محمود في رواية "واحة الغروب" الحاصلة على جائزة البوكر العربية لعام 2008 . تدور أحداث الرواية في منتصف القرن التاسع عشر بعد الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي لمصر، "محمود عبد الظاهر" الضابط المغضوب عليه من السلطات يعيش العديد من الأزمات بعد فشل الثورة العرابية، يعين مأموراً لواحة سيوة والتي قتل أهلها آخر مأمورين لها، يصطحب معه زوجته "كاثرين" الإنجليزية المهتمة بالآثار.

2

يصطدم المأمور بأهل الواحة ويتداخل معهم كثيراً فتارة يهاجمهم وتارة يصادقهم، فيصبح مشتتاً يبحث عن شيء لا يعلمه، يتأمل المأمور الموت مطولاً ليصبح هاجساً يبعث عليه الأرق ويفسد حياته وعلاقته بزوجته المنغمسة في تعلقها بقصة الاسكندر الأكبر و قصته مع واحة سيوة.

تستند الرواية على حدث وشخصية واقعية لكن باقي أحداثها من خيال كاتبها لتخرج لنا رواية من أهم روايات الأدب العربي، تخلد بطلها المأمور وكاتبها الذي غاب عنا لسنوات لننتظر عودته ثانية مع الكثير من الوعود التي تحققها كتبه لنا.

فيديو قد يعجبك: