إعلان

"بيساعد مرضى قريته بالمجان".. صديق ضحية قطار كفر الزيات يحكي بعض تفاصيل حياته

09:58 م الإثنين 11 نوفمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالله عويس:

كان الخبر قاسيا، ولا يصدق كذلك، رفيقه في العمل لقي حتفه، بعدما ألقى بنفسه من القطار، عقب مشادة بين أحمد مبروك وبين ملاحظ وكمسري القطار، الذي كان يستقله للذهاب إلى طنطا بحثا عن فرصة عمل «مساعد إداري»، بعدما أخبروا ذو الـ27 عاما أن عليه دفع غرامة قدرها 50 جنيها للتدخين داخل القطار، وعقب قفزه بساعات كانت الوفاة داخل مستشفى "المنشاوي" العام بطنطا.

تلقى إسلام محمد، زميل أحمد، الخبر بحزن بالغ، يعمل الشاب معه في العناية المركزة بمستشفى السلام التخصصي بكفر الزيات، منذ نحو عامين، وكان على وشك التثبيت، ومع وجود فرصة عمل بطنطا اتجه إسلام إليها منذ 4 أيام، وكان زميله رفقة آخرين صباح اليوم الاثنين، للذهاب إلى نفس الفرصة، لكنه لم يصل إلى المحطة الأخيرة، بعدما قفز قبلها: «أحمد معاه دبلوم تجارة، ومعاه معهد تمريض خاص، واشتغل معانا وكان من أحسن الناس» يحكي الشاب الذي اتجه إلى أصدقائه الذين رافقوا الشاب في رحلته وحكوا له بعض تفاصيل ما حدث: «قالولي إن الكمسري شد معاه بسبب موضوع السجاير وقاله هعملك محضر في الآخر، فقاله لو معايا 50 جنيه كنت دفعتها، وبعد ما الكمسري شتمه نط من القطر».

على صفحة أحمد الشخصية، منشور يقول فيه إنه على استعداد للذهاب إلى أي أحد من أبناء قريته، لمساعدته في كل ما يخص مجال التمريض: «تركيب كانيولا، تركيب محلول، تركيب قسطرة بولية، تركيب رابل تغذية، غيار على قرح فراش» ثم ختم كلامه بهاشتاج «وهذا عمل تطوعي». وحول هذا الأمر يحكي صديقه إسلام بعض المشاهد التي رآها بنفسه، كان أحمد يقوم فيها بمساعدة الجميع دون تأخر: «لما كتب البوست ده، ناس كتير أوي كانت بتكلمه، وكل صحابنا شيروه، وبالتالي كان بيجيله مكالمات في عز الليل ومكنش بيتأخر وكله لله ومجانا».

لدى أحمد شقيقتان تزوجتا وأخ أكبر منه، وكان يجهز شقته بنفسه، وعلى وشك الخطوبة، لكن ما حدث دمر كل أحلام الشاب، الذي كان يبحث عن فرصة عمل أفضل: «مكنش لسة خطب، بس كان بيجهز نفسه لخطوبة قريب، وبيعافر بنفسه عشان يجهز حاجته بنفسه».

في العمل كان أحمد ودودًا مع رفاقه، يحدثهم قبل وصوله إلى المستشفى، يخبرهم ما إذا كان لدى أحدهم رغبة في شراء شيء ما، فيشتريه له، أو يجلب لهم أحيانا بعض الطعام من تلقاء نفسه: «الله يرحمه كان جدع، وآخر مرة كلمته كان امبارح بالليل يعني قبل وفاته بساعات قليلة».

داخل أحد مساجد قرية كفر الشيخ علي بكفر الزيات، يجلس إسلام في انتظار جثمان رفيق عمله ليصلي عليه، لا يعلم ما إذا كان سيصل الليلة أم لا، بينما الجثمان نفسه لا يزال بمستشفى المنشاوي بطنطا، وكان التقرير المبدئي لحالة أحمد، أنه أصيب بجرحين قطعيين في فروة الرأس، طول كل منهما واحد سنتيمتر، وكدمة وتورم بالجانب الأيمن، فضلاً عن جرح سطحي طوله حوالي نصف سنتيمتر، وكسر في الجمجمة، ونزيف بالمخ، وجروح قطعية وسحجات وكدمات متفرقة بالرأس والجسد. وقد نُقل إلى العناية المركزة باطنة طوارئ، ووضع على جهاز التنفس الصناعي، وذلك قبل وفاته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان