إعلان

"قصاقيص نانيس".. الفن بأيدي السيدات المعيلات في معرض "تراثنا"

07:12 م الإثنين 17 سبتمبر 2018

نانيس عبد اللطيف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

ماكينة حياكة، أقمشة مختلفة الألوان وخيال واسع؛ ذلك كل ما تحتاجه نانيس عبد اللطيف لتبدع، تعشق الأم الأربعينية الأقمشة، تستعين بالمقص لتقطعها لأجزاء صغيرة، تبدو للناظرين بلا قيمة، لكن بالنسبة لها مشروع يُدخل ربحا، توظف فيه سيدات معيلات، وتعرض ما تصنعه ببراعة.

"الباتش" هو نوع من الخياطة تبرع فيه أم الثلاثة أولاد، ويعتمد على تجميع قصاصات الأقمشة وإلصاقها لصنع أشياء مختلفة "لحاف، شنطة، هدوم، فوطة وحاجات تانية كتير" حسبما تقول نانيس.

منذ عدة أيام، افتتحت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية في دورته الأولى، والذي ينظمه جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، ويضم أكثر من 140 عارضا من محافظات مصرية مختلفة، بينهم اتخذت نانيس لها مكانا.

صورت 1

في عام 1990 أنهت صاحبة مشروع "نانيس باتش وورك" دراستها في كلية التربية الفنية، لتسافر بعد ذلك للعمل في السعودية لعشر سنوات، قبل أن تضطر للعودة لمصر "ولادي كانوا بيكبروا ومحتاجة أراعيهم". تركت الأم ما تحب لسنوات "كان عندي مكنة خياطة في البيت وانا قاعدة زهقانة لقتني بقص القماش وبعمل منه حاجات مختلفة".

الملل الذي دفع نانيس لبدء الفكرة، كان سببا لتكوين مشروع أكبر "كنت بعمل منتجات لصحابي وقرايبي كهدايا ومع الوقت قلت ليه معملش حاجة احترافية؟".

قبل خمس سنوات درست صاحبة المشروع ريادة الأعمال، حسبت المكسب والخسارة واستقطبت السيدات للعمل معها "كان صعب ألاقي عمالة جيدة بس بتدريبهم الموضوع بقى كويس". تعتمد الأم على السيدات المعيلات بشكل كبير "بيبقوا شاطرين وعايزين استقرار في العمل"، تتشارك معهم أفكارها حول القص والتعامل مع الأقمشة "احنا فريق مش مجرد صاحبة مشروع وناس شغالين عندها".

لم يعترِ الخوف نانيس عند العمل على مشروعها، لا سيما وأن ذلك النوع من الحياكة غير منتشر في مصر "برة يمكن بيعملوه على الألحفة أكتر بس التجربة بينت إنه القصاقيص تنفع على حاجات كتير"، اجتهدت السيدة في إدخال الجديد "بقينا نجربها على الشنط، أغلفة الكتب، المفارش والستاير والبراويز اللي بتتعلق كمان"، اتسعت رقعة المشروع، صار يعمل معها الآن 10 سيدات في منزلها كعمالة غير دائمة، و10 أخريات في المشغل بشكل مستمر.

صورت 2

لا تسير الأمور دائما بشكل جيد، فمشروع نانيس يفتقد إلى التسويق "بعتمد على المعارض بشكل ضخم"، ولا يحدث ذلك داخل مصر فقط "روحنا معارض في دبي وأبو ظبي والكويت والبحرين والسعودية"، ما يدفعها لتحسين جودة ما تقدم بشكل مستمر، وتطوير الأشكال.

التسويق وحده ليس الأزمة، فارتفاع أسعار الخامات يُلقي عبئا على المشترين أيضا، إذ تعتمد نانيس على القطن بنسبة كبيرة، لكنها قررت مؤخرا إدخال خامات مختلفة "نقدر بيها نقلل السعر شوية ويبقى عندنا نسب مختلفة من الجودة بأسعار متفاوتة"، فتبدأ المنتجات من 50 جنيها، وتصل إلى 3000 جنيها "حسب المصنعية ووقت الشغل وتفاصيل الناتج نفسه".

صورت 3

تتوغل نانيس حاليا أكثر فيما تحب، تخلق المزيد من المنتجات، يساعدها أبناءها الذين يدرس أكبرهم في الجامعة، سواء في المشغل أو بالنزول إلى المعارض.

فيديو قد يعجبك: