إعلان

"يا دهب مين يشتريك؟".. تجار في شارع الصاغة: "مفيش زباين"

03:15 م الجمعة 17 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد شعبان:

من بداية شارع المعز جنوبًا وحتى حارة اليهود شمالًا؛ يمتد سوق "الصاغة". تتجاور محلات بيع الذهب والفضّيات، يجلس العمال أمام محالهم يحاولون جذب المارة، للشراء أو لبيع الذهب "الكسر".

يمرّ الوقت ثقيلًا على أصحاب المحال، الحركة هادئة في الشارع الذي يعاني من الركود "السوق نايم ولا بيع ولا شراء"، رغم انخفاض أسعار الذهب في الفترة الأخيرة "المحلات فاضية ومفيش ولا زبون"، وفق "محمد" أحد التجار في الشارع.

حالة من الهبوط تشهدها أسعار الذهب بمصر، وصلت إلى أدنى مستوى لها خلال عامين، إثر انخفاض سعر المعدن النفيس عالميًا.

ومع بداية تعاملات الخميس واصلت أسعار الذهب تراجعها، حيث سجّل الجرام عيار 21 نحو 592 جنيهًا، وهو ما يعني انخفاض الأسعار بنحو 53 جنيهًا تقريبًا خلال شهرين فقط.

فيما انخفض عيار 18 إلى نحو 507 جنيهات، وعيار 24 إلى 676.5 جنيه. وتراجع سعر الجنيه الذهب في السوق إلى 4736 جنيهًا بعدما انخفضت الأوقية في الأسواق العالمية إلى حوالي 1176 دولارًا.

في سوق "الصاغة"، الذي يعد من أقدم أسواق الذهب في العالم، لا يرغب أصحاب المحال في الحديث، أثقل كاهلهم "وقف الحال"، يرسم "محمد" صورة لوضع السوق اليوم، يقول بأسى "المحلات كان بتشجي ناس، دلوقت زي ما بنيجي زي ما بنروح".

بدأت حالة الركود، وفق الرجل الأربعيني، بعد الثورة عام 2011، زادت بعد تعويم الجنيه في نوفمبر 2016 "قبل الثورة المحلات كانت زحمة، لكن الوقت الناس مش معاها فلوس".

ليس بيد الرجل وغيره من التجار حيلة، لا يمكنهم غلق محالهم "اللي بيشتغل في المهنة دي ميعرفش غيرها، وممكن حد يسيل شوية فلوس من البضاعة اللي عنده ويحطها في البنك"، وفق ما يقول وصفي واصف، رئيس شعبة المشغولات الذهبية بالاتحاد العام للغرف التجارية.

في رأي "وصفي" فإن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، ساهمت في انخفاض حركة البيع والشراء "دخل الناس متطلبات الحياة الأساسية بتاكله"، فيما يذكر أن رواجًا محدودًا يحدث في فترات الأعياد "الناس اللي نازلة تشتري شبكة أو هدية لكن عدد المشترين قل جدًا".

في وقت ارتفاع أسعار الذهب، كان تجار "الكسر" هم الملجأ لكثيرين، وشهدت الفترة ما بعد 2011 معروضًا كثيرًا من الذهب المستعمل، والطب كان قليلًا ما جعل التجار يلجأون للتصدير، بحسب وصفي، لكن الحال تغيّر "اللي عنده حاجة شبه باعها ومبقاش في تصدير زي الأول ولا طلبات شراء".

على كرسي خشبي في منطقة سوق "الصاغة" يجلس "هشام"، يحاول جذب المارة "تبيعي دهب يا أستاذة"، يعمل الشاب العشريني في الذهب المستعمل، يرثي حاله وغيره من التجار "بقالي 3 أيام ما استفتحتش ولا في شغل خالص"، يقطع حديثه "أحمد" تاجر آخر، يقول بلهجة غضب وانفعال "المحلات زي ما انت شايف مفيهاش زبون، ومحدش سائل فينا ولا بيعملنا حاجة".

بينما جاءت "أم محمد"، تبيع خاتم ورثته عن والدتها، لا تعلم السيدة الأربعينية عن انخفاض أسعار الذهب، دفعتها حاجتها إلى المال إلى بيع الخاتم "أنا محتاجة حقه فجاية أبيعه، ومش ناوية أشتري حاجة خلاص".

ينتظر "وصفي" وغيره من التجار أن تتحسن الأحوال الاقتصادية، بما يسمح بوجود فائض لدى المواطنين يدفعهم إلى شراء الذهب مرة أخرى، كذا يأمل أن تتحسن أسعار المعدن النفيس عالميًا "السعر وصل لوضع محدش كان متخيله، فيه ناس بتفتح وتقفل من غير ما تبيع أي حاجة، وربنا يسهل".

فيديو قد يعجبك: