إعلان

العالم يتحدث لغة "كيكي".. هكذا يوّحد الـ"تريند" ما تُفرقه اللغات

08:36 م الإثنين 23 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي:

في إحدى المُدن المصرية، عربة يجرّها حمار يسير بتمهل، يقفز منها شاب، يرقص على أغنية أجنبية ثم يعود مكانه، ينتشر مقطع الفيديو مئات المرات عبر مواقع التواصل، يُعلق أحدهم "أغنية كيكي وصلت الريف"، لكن الأمر ليس متعلقًا بمصر فقط؛ خلال الأيام الماضية انتشرت الأغنية في آلاف الأماكن حول العالم، مقاطع مصورة عديدة قفزت لمواقع التواصل الاجتماعي وجنسيات مختلفة تجمعها لغة "التريند".

بدأ الأمر منذ عدة أيام، حين نشرت صفحة برنامج the shiggy show عبر موقع إنستجرام فيديو لصاحب البرنامج يرقص على أغنية in my feelings للمغني الكندي دريك، ثم دعا صاحب الفيديو الآخرين للدخول معه في تحدي لأداء الحركات نفسها.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا ليشاهد المقطع أكثر من خمس ملايين شخص، تزامنًا مع بدأ الآلاف حول العالم في دخول التحدي.

صناعة تريند التحدي لا تحدث صدفة حسبما يقول خالد عبد القادر، خبير مواقع التواصل الاجتماعي. عبر موقع فيسبوك كمثال، يبدأ الأمر بخلق احتياجات الناس للمنشورات نفسها "يعني بيتم التحكم في إيه بيظهر عند شخص معين وعند أصدقائه، دة بيحصل من خلال تحليل اهتماماته ولما فيديو كيكي أو أي تريند يعدي قدامه أكتر من مرة هيتفاعل معاه والدايرة هتوسع".

لكن قبل ذلك، تضمن آلة فيسبوك الذكية أن يعرف القاصي والداني بما يحدث "لو حد معندوش ناس كتير ومش متابع الفيديو بيظهر له" حسبما يحكي عبد القادر.

الأمر لا يتوقف فقط عند ما يمرره فيسبوك أو لا "مهم جدًا كمان نعرف مين بينشر الفيديو ده"، قد يتم مشاهدة مقطع واحد عند شخص مشهور ملايين المرات، وهو ما حدث مع الممثلة المصرية دينا الشربيني، حين قامت بتنفيذ التحدي على أغنية "شوقنا" لعمرو دياب.

أكثر من مليون مشاهدة حصدها فيديو الفنانة المصرية، فيما لحقت بها الممثلة ياسمين رئيس، ومن قبلهما الممثل الأمريكي ويل سميث وكثير من الشخصيات المشهورة "فيسبوك بيدعم الانتشار، هو آلة كبيرة يهمها تتعرف"، وكلما زاد ذلك عبر مقاطع الفيديو كلما كان أفضل "هي صناعة وشركة مربوطة بأسهم، كل ما يتم تداولها واستخدامها هتعلى في السوق والعكس صحيح".

"التريند" صناعة قديمة؛ تأتي في أشكال مختلفة؛ كتحدي "الثلج" الذي يقتضي بأن يصب الشخص دلو مليء بالثلج فوق رأسه أو يتبرع لحملة تنشر الوعي حول مرض التصلب الجانبي، فوقت أن انتشر التحدي شارك فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي، وغيرهم.

تحديات أخرى انتشرت عبر الفضاء الإلكتروني، منها تحدي "المانيكان" عام 2016، والذي يتجمد فيه المتطوع كأنه تمثال. لكن ليس كل أمر شائع فكاهة؛ فخلال الأشهر الماضية انتشرت لعبة الحوت الأزرق التي بدأت عام 2014 من روسيا، وهي مجموعة خطوات يقوم بها الشخص المشترك وقد تنتهي بانتحاره كما حدث في عدة دول، منها روسيا، إيطاليا، مصر وتونس.

"التحدي احتياج طبيعي لأي شخص.. الناس بتحب تحس إنها ماشية على الموضة أو مواكبة التغيير حتى لو في حاجة بسيطة".. حسبما يقول أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق، يُرجع الطبيب ذلك إلى "طبيعة الحياة المملة والروتينية اللي ناس كتير بيعيشوها، هما بيحاولوا يهربوا من الضغوط بإنهم يندمجوا أكتر في العالم الافتراضي".

الأمر بسيط؛ سيارة ومقطع من الأغنية الأجنبية وحركات يسيرة يفعلها من يريد قبول تحدي "كيكي"، ورغم أن لغة الأغنية إنجليزية، لكن طابع المقاطع التي نشرها المتابعون تجاوزت ذلك لحارة مصرية، على طريق سريع بأمريكا، داخل مدينة سعودية، تفاصيل عديدة وهدف واحد؛ المشاركة والتفاعل.

لكن بالنسبة لحسابات التواصل الاجتماعي، فكلما زادت الأمور المشتركة والشائعة بين الناس، كان ذلك أفضل للإعلانات "وقتها بنلاقي شركات كتيرة ركبت الموجة واستغلت ده" حسب قول عبد القادر، فيما لا يفعل فيسبوك أكثر من إتاحة الفرصة لهم للإعلان عبره "وهو اللي بيستفيد بسبب التفاعل من خلاله"، يضرب الخبير مثالا بكأس العالم، الذي يُعتبر فرصة كبيرة يتم استغلالها من قبل شركات وحملات مختلفة للترويج لها.

انتشار أغنية أو فيديو أو تحدي بعينه يرتبط أكثر بسرعة الانتشار أو الانفجار الذي يحدث فجأة ثم يتشعب، ويتفاوت الأمر حسب الحدث؛ ففي الفترة الماضية، انتشرت مقاطع عديدة لأشخاص يؤدون أغنية "جاني" لحكيم، وهي من أوائل ما قدم في التسعينات، غير أنها عادت للنور مرة أخرى، كذلك الحال مع أغنية "هوا هوا" للمطربة سميرة سعيد والتي أدّاها عديدون بصور مختلفة ساخرة عام 2015، رغم أنها ليست الأغنية الرئيسية في الألبوم.

يختلف الأمر عبر مواقع أخرى مثل تويتر "التريندات بتتغير يومياً، لأن بعضها بيكون بسبب لجان بتستخدم كلمة مفتاحية معينة وتكررها" على حد قول عبد القادر، لكن إن كان الأمر أكثر اتساعًا وانتشارًا فقد يحتفظ "تريند" بمكانه لعدة أيام، مثلما حدث مع "كيكي"، إذ تخرج عدة مقاطع جديدة من التحدي يومياً.

الأمر لا يبدو ساخرًا طوال الوقت، بين آلاف الفيديوهات خرجت مقاطع يسقط فيها الشخص من السيارة خلال تأدية التحدي، أو يرتطم بعمود بينما يرقص، ورغم مخاوف من الحوادث تحدث عنها البعض، إلا أن مواقع التواصل تُصنفها كمحتوى ساخر "فيسبوك مثلا مبيمنعش حاجة إلا لما يتبلغ بده ومبيتعرفش على الصور والفيديوهات اللي فيها حاجة مؤذية إلا في إطار ضيق جدًا، وطالما الناس بتشوف وقوع حد من العربية هزار حتى لو اتعور، فيسبوك مش هيعتبر دة أذى"، كما يقول عبد القادر.

لغة "كيكي" التي وحّدت كثير من محبي مواقع التواصل، كان لها وقعا مختلفا في مصر؛ لم يعد التحدي مقتصرًا على السيارة؛ التقط بعضهم مقاطع لأشخاص يؤدونه من "توكتوك" ودراجة هوائية، وكما أغرى التحدي كثيرين، أثار حفيظة آخرين، مثل الخبير المروري وجدي الشاهد، الذي حذّر بمداخلة لبرنامج بالورقة والقلم، من تأدية الرقصة وتعطيل الطريق، مشددًا على أن عقوبتها قد تصل إلى الحبس عام أو الغرامة.

فيديو قد يعجبك: