إعلان

محمد علي كلاي.. أشجع رجل في أمريكا

09:14 م الثلاثاء 08 مايو 2018

محمد علي كلاي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

حقبة الستينيات. والحرب مشتعلة في جنوب فيتنام، فيما على بُعد آلاف الكيلومترات، يسطع نجم الملاكم محمد علي كلاي، تحوز بطولاته إعجاب الجميع، يحصد لقب البطل الأوليمبي في الملاكمة، لا شأن له بشيء سوى نجاحاته المتتالية، قبل أن يُطلب للخدمة العسكرية، في إبريل 1967، ويرفضها لأنها سُتزج به في حرب ظالمة، فتنقلب حياته رأسا على عقب.

لم يكن الملاكم الأمريكي ممن يخافون الإدلاء بآرائهم، مهما كانت النتائج، لم يخش اعتناق أفكار تسببت له في أذى، أو منعته من اللعب.

ص  1

بدأ الأمر حين كان صغيرا، وُلد الملاكم في يناير 1942، كانت أمريكا في أوج مراحل الفصل العنصري بين البيض والسود. عانى من الكثير، لاسيما وأنه نشأ وسط أسرة فقيرة. احتفظ للـ"الرجل الأبيض" كما أسماه دائما، بالكراهية. كان يُعلنها صريحة "الاندماج خطأ، لا نريد أن نعيش مع هؤلاء البيض، هذا كل ما في الأمر". تلك التصريحات وأكثر جعلته غير محبوب في جميع الأوساط، رغم صيته الواسع، إذ لم يتوانَ عن إعلان كرهه لبعض منافسيه أيضا.

ص    2

"فريزر قبيح للغاية على أن يكون بطلا للعالم"، قالها كلاي عام 1974، خلال مباراة توصف بأنها الأعنف في تاريخ مباريات الملاكمة للوزن الثقيل، إذ نافس فيها جو فريزر، وانتهت بأمر من طبيب الحلبة، في الجولة الـ14، بعدما توّرمت عينا الأخير وأصبح لا يرى بهما، فيما اُصيب كلاي بهبوط حاد في الدورة الدموية، رغم انتصاره.

صراحة كلاي لم ترتبط دائما بأحاديثه، امتدت لمواقف فاصلة. عام 1967، كان عُمر الملاكم 24 عاما وقتما تم استدعائه لأداء الخدمة العسكرية، خضع الشاب للفحص الطبي، وحين أتى دور حلف اليمين العسكرية، تراجع.

كأن النار انفتحت عليه؛ أصبح العنصر الأهم في حديث الصحافة، هوجم بقوة، لاسيما بعد اعتناقه الإسلام قبل ذلك بأشهر، كان الأمر عنده مرتبطا بعدم أهمية تلك الحرب، ظل يتساءل عن أسبابها في وسائل الإعلام، قائلا: "لن أحاربهم، فهم لم يلقبوني بالزنجي".

بات الوضع أسوأ؛ عقب شهر واحد، أُحيل إلى هيئة المحلفين، وتمت إدانته بتهمة رفض أداء الخدمة العسكرية، غير أن الملاكم لم يتراجع عن رأيه، ظل يقول إنها تتعارض مع دينه، فيما تم الحكم عليه بخمس سنوات سجن، وغرامة 10 ألاف دولار، ورغم أن الحُكم لم يُنفذ، إلا أن رخصة الملاكمة الخاصة به تم سحبها، وكذلك لقب بطل العالم في الملاكمة، قبل أن تقوم المحكمة عقب ذلك بأربع سنوات بإسقاط التهم، بينما مُنع البطل من اللعب في تلك الفترة.

ص  3

عندما عاد محمد علي لم يُلق لما حدث بالا؛ قابل جو فريزر مهاجمه الأشرس 1970، كان الاثنان لم يسبق لهما الهزيمة، غير أن تلك المباراة انتهت بفوز فريزر على كلاي للمرة الأولى، خرج بعدها الملاكم الأمريكي ليفوز بعدة مباريات على نفس الملاكم في سنوات تالية، ظلت حرب الكلام والأيدي مشتعلة بين الاثنين دائما، لكن كلاي اعتذر له في النهاية، عام 1975 حين قال: "د

ائما ما أثير من أقاتلهم ليظهروا أفضل ما لديهم، لكن فريزر هو من أثارني لإظهار أفضل ما لدي، هذا هو ما أخبر به العالم الآن. وأود أن أخبركم أيضا بأنه رجل رائع، أدعو الرب أن يباركه".

سبح كلاي دائما ضد التيار، يُهزم فيقوم مرة أخرى، يؤمن برأي فيعلن عنه دون غضاضة، يُتهم بالغرور، فيقول إنه الأقوى والأفضل، إلا أن مبادئه جعلته كذلك "نصير الضعفاء" بالنسبة للبعض، إذ ظل يدافع عن قضايا السود، سافر لكثير من دول العالم ليقدم مساعدات طبية وخيرية للأطفال، زار المغرب، باكستان، المكسيك، كوبا، وكوريا الشمالية، احتفظ بنظرة قوية لنفسه، تصالح مع شخصيته، قال ذات مرة: "أنا الولايات المتحدة. أنا الجزء الذي لن تعترفوا به من هذه البلاد. وأنا أيضا أسود، ويجب أن تعتادونني كذلك واثق بنفسي، ومغرور أحيانا. اسمي ليس كأسمائكم، وديني ليس دينكم، وأهدافي أنا لا أهدافكم أنتم، يجب أن تعتادوا على ذلك أيضا".

فيديو قد يعجبك: