إعلان

من منزلها في الأردن.. "لمى" صنعت عالم "بهجة" لابنها وذوي الاحتياجات الخاصة

09:02 م الأحد 29 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

رغم عمره البالغ ثلاثة عشر عامًا، لكن فارس لم يكن له أصدقاء. كان ذلك يزيد والدته لمى جمجوم تألمًا، فوق معاناتها لتلبية احتياجات صغيرها المصنف ضمن الاحتياجات الخاصة؛ استمر الفتى على حاله حتى عام ونصف مضى. فكرت الأم في دعوة زملائه وأمهاتهم ممن في مثل عمره وحالته إلى المنزل، حاولت دمجه مع رفاقه في أجواء يألفها. ساعات من البهجة لمستها لمى في عيون الأولاد وذويهم، فقررت السيدة الأردنية ألا يغادر فارس ونظرائه تلك الحالة. فكانت مبادرتها "بهجة".

1

من منزلها في مدينة عمان الأردنية، واصلت لمى مبادرتها، تأتي بالألعاب، تحضر الأطعمة، تشارك الأمهات الوافدات دفع أبنائهم للتعبير عما يريدون، باللعب والحركة، وبمشاركة إخوانهم الأصحاء، "أنا بآمن أن التوعية تبدأ من العيلة. إذا الأخوة اقتنعوا أن في ناس زيهم لهم أخوان متل حالة أشقائهم هيكونوا إيجابيين أكثر".

سعت السيدة الأردنية إلى الدمج المجتمعي على نطاق بسيط، لذوي القدرات الخاصة وبينهم ابنها، في جو يخلو من إطلاق الأحكام، ويقترب إلى البهجة، التي ارتضتها لمبادرتها اسمًا. أرادت لمى أن تبعد هؤلاء الصغار عن المجهر، الذي دومًا يلاقوه، أن تغوص في عالمهم، وتُعرف غيرها أنه لا سبيل لفهمهم إلا بذلك، وتطمئن أسرهم أنهم غير مظلومين في الحياة، وليسوا وحدهم في هذا العالم.

"كتير من الأولاد كانوا يرجعوا لأمهاتهم يقولوا لها يا الله ماما ما كنت أعرف أن عادي في زي أخو أو أختي"، مثل تلك التعليقات المصاحبة للبدايات حمست الأم للاستمرار.

لم تستقبل صاحبة مبادرة "بهجة" الكثير من الأمهات أول الأمر، فقط ثلاث سيدات على أقصى تقدير "الأهالي ما كانوا مقتنعين أننا بنساعد في تعميم المهارات اللي بياخدها الولاد في المدرسة. حاسين أن هذا الوقت أحسن في العلاج"، لكن بمرور الوقت صارت الظروف أفضل.

2

وجدت لمى أن العدد يزيد بشكل يفوق إمكانية منزلها، فقررت التوسع إلى محال الألعاب والنوادي، لتواجه رد الفعل ذاته، البعض يرحب بالفكرة والجمع، وأخرون متخوفون ينظرون إليهم كأنهم "مجموعة جاية من الفضاء والمحل تبعهم هيتكسر".

تقول لمى إن نشاطات المبادرة تنقسم إلى ثلاثة، إحداها يتعلق بأشقاء وأصدقاء ذوي الاحتياجات الخاصة، بدأت قبل أربعة أشهر "نفهمهم يعني شو توحد مثلا، نحكي لهم المشاهير اللي كان عندهم احتياجات خاصة ونجحوا نحاول نركز على الجانب المضيء من حياتهم"، ونشاط الدمج، المتضمن الذهاب لمحال الألعاب، وتوعيتهم بكيفية التعامل مع الأطفال.

إضافة إلى ذلك، تقام فاعلية خاصة بالوالدات، أشبه بحلقة دعم، فكما يحتاج الأبناء إلى التعبير عن أنفسهم بطريقتهم وقت البهجة، تريد الأمهات ذلك بل حالة ارتياحها ينعكس على أولادها كما توضح السيدة الأردنية.

3

عالم صغير صنعته لمى مع نظيراتها من الأمهات، تستقبل العديد من الأطفال من سن 6 إلى 13 عامًا، يبلغوا في أغلب الأحيان 30 طفلاً، وفي حالة الذهاب إلى السينما يصلو إلى 50 طفلاً "بنحجز قاعة إلنا بيقدر الأولاد يتحركوا ويكونوا على راحتهم"، مثل تلك الفاعليات تتطلب الدعم المالي، لذلك يكون الأمر باشتراك رمزي يكفل طعام للأبناء وحجز الأماكن، فيما تبدأ السيدة هذا الشهر توسيع النطاق العمري ليشمل المراهقين، متمنية أن تتسع مبادرتها لتشمل كل الأردن.

ما كان الطريق ممهدًا. كلمات محبطة تأتي لمى بين الحين والآخر "عم تضيعي وقتك. هاد ما يفيد الأولاد الأحسن العلاج". لا تلتفت السيدة لمثل هذه التعليقات، لا تسمع سوى رسائل تبعثها أمهات أخريات لأبنائهم بينما يتساءلون عن "بهجة" والذهاب إلى رفقة اليوجا أو الموسيقى والألعاب، ولا ترى غير ابنها فارس، الذي تبدلت حالته؛ أصبح بشوشًا، له صحبة يألف وجودها "يحكي لي هاي ليلى، عمر، هاي عبود"، وبالسابق كان يضيق لمجرد مسكة يد أحدهم "صار عارف هدول الساعتين مريحين.. إذا حب يقعد أو يتحرك أو يتنطط".

4

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان