إعلان

بالفيديو- حكاية المسجد الكبير.. 14 عامًا من البناء في عزبة النخل

06:16 م السبت 28 أبريل 2018

المسجد الكبير بعزبة النخل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:
تصوير- ندى عمرو:

عربة مترو الأنفاق تصل محطة عزبة النخل، مشهد مختلف يراه المارة من فوق أسوار المحطة، أعمدة مصطبغة بالأزرق ذات ارتفاع عالي، مئذنة كبيرة تحكي أن المبنى مسجدًا، تُلقي نظرة عليه فتظن أنه مكتمل البناء، لكن حينما تخرج من أبواب المحطة يأتيك صوت مُنادي يطلب من الأهالي التبرّع لإنهاء أعمال المكان.

ترجع حكاية المسجد إلى عام 2004؛ حين جاء أمر إزالة لمسجد صغير كائن بنفس المنطقة، دّب القلق في نفوس أهالي المنطقة، غير أن سبعة منهم قرروا التدخل فأنشئوا جمعية تُسمى "المسجد الكبير" وظلّ أمام أعينهم مهمة بناء مسجدًا يضم ابناء المكان ويقدم لهم خدمات مختلفة. من هنا بدأت رحلة امتدت لأربعة عشر عامًا.

الحُلم يكبر وكذلك مساحة المشروع، يحكي عادل إمام المسئول عن التنفيذ لمصراوي، أنهم بدأوا بقطعة أرض تُقدر بمئتي مترًا، مرّت الأعوام واتسعت الأرض حتى أصبحت مساحتها حاليًا 3 آلاف مترًا، ليضم صحن للمُصلين من الرجال، دورين للمُصليات، ودورين للمناسبات وأخرى لتحفيظ القرآن.

تتوزّع المهام بين أصحاب المشروع، من بينهم المهندس المعماري أسامة الذي قرر أن يكون شكل المسجد على هذا النحو "اختار الطراز ده عشان يكون مميز ويليق بحجم الجامع"، لكن التصميم لم يسلم من النقد "عشان شكله بس مختلف، لكن في النهاية هو مكان عبادة وله مئذنة واضحة".

داخل المبنى يجوب أحمد الكحلاوي، المسئول عن العمال، أُسندت له المهمة منذ ثلاثة أعوام، ينهمك في متابعة التشطيبات النهائية للأدوار المختلفة، بالإضافة إلى مهتمة الأساسية وهي أعمال حجر الهشمة والرخام داخل المسجد.

منذ سنوات كانت أصوات الضجيج أعلى، إذ بدأ المكان بما يزيد عن مائة عامل كما يروي الكحلاوي، يتوزعون داخل الأدوار المختلفة، ومع انتهاء جزء من المكان يقل العمال تدريجيًا حتى صاروا حاليًا قرابة الـ52 عاملًا.

العمل داخل مسجد لم يكن الأول من نوعه في حياة الكحلاوي، لمدة ثلاثين عامًا اختبر الرجل الأربعيني الأمر، لكن هذه المرة بدت مختلفة "أي جامع آخره بياخد شهرين وبنخلصه، لكن هنا أنا بقالي 3 سنين ولسه مخلصناش"، العمل في الارتفاعات العالية كان تحديًا بالنسبة له "واجهنا صعوبات في الأول عشان كمان نعرف نأمّن نفسنا بشكل كويس".
أحّب الكحلاوي مهنة البناء، لكن قلبه مال تجاه دور العبادة، العمل بداخلهم له راحة في نفس الرجل الأربعيني، لذا لم يكن غريبًا بالنسبة له أن تترك يديه بصماتها داخل الكنائس كما المساجد "الموضوع له جانب روحاني من عند ربنا، مش بس مجرد شغل".

منذ عشر أعوام بدأ خالد في العمل داخل محل مخبوزات يقع بالشارع المجاور للمسجد الكبير، راقب الرجل الثلاثيني المكان كما ابنه الذي يكبر "كان لسه حتة أرض فاضية"، ينبهر الآن بما آل إليه شكل المبنى "متخيلتش يكون بالجمال ده"، حركّه الفضول وطلب من أصحاب المشروع أن يطلع عليه من الداخل.

لا يرفض أعضاء مجلس إدارة المسجد طلب سُكان المنطقة لمشاهدة المسجد من الداخل رغم عدم اكتماله، يفتح المكان أبوابه المُطلة على أربعة شوارع، الباب الرئيسي مقابل لمحطة عزبة النخل، بالإضافة إلى شارع الفريد، رضا، وأحمد فهمي بمنطقة عزبة النخل.

ومنذ سنوات قليلة قرر أصحاب المشروع فتح أبواب المسجد خلال صلاة الجمعة للرجال، لم يتأخر خالد عن ذلك، فأصبحت وجهة صلاته داخل المكان "لأن المسجد الصغير مبيكفيش" فقط تُفرَش بعض الحصير وتُقام الصلاة.

كما سائر سُكان منطقة عزبة النخل يتململ خالد من عدم اكتمال المسجد منذ أكثر من عشرة أعوام حتى الآن، يتخيّل كيف هو الحال حينما تُفتح أبوابه لتسع كِبار المكان وصِغاره، فيما قرر المسئولين عنه افتتاحه مؤقتًا في شهر رمضان المُقبل بعدما انتهت 75% من الأعمال داخل المسجد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان