إعلان

"سجن في التجمع الخامس".. مغامرات المصريين مع الأمطار

04:50 م الخميس 26 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

لم يتوقع محمد شقرة أن ذهابه لحفل تخرج صديقه سيؤدي به إلى أن يسجن داخل سيارته، ليلة أول من أمس ارتدى شقرة بدلته، تأنق للاتجاه إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة، تحوّل يومه إلى سيناريو سيئ، حيث قضى داخل سيارته قرابة الساعة والنصف، بسبب سوء الأحوال الجوية.

بعدما ذهب شقرة إلى حفل تخرج صديقه اتصلت به والدته، حذرته من البقاء طويلًا، يسكن الشاب بمنطقة المعادي "قالت لي خلي بالك فيه عاصفة"، توتّر شقرة، أعلم أصدقاءه أن عليهم المغادرة "بس محدش صدقني"، يقول شقرة إنه في خلال عشر دقائق من اتصال والدته "كانت المنطقة غرقت".

سارع شقرة للوصول إلى سيارته التي تخلو من المسّاحات، "لما ركبت مكنتش شايف أي حاجة قدامي"، تسمّر شقرة، كان موقفًا صعبًا، لم يستطع التحرك بسيارته دون الرؤية بوضوح، لم يتوقف الأمر عند ذلك، حينما حاول الخروج ثانية وجد مياه المطر تجتاح داخل السيارة، يقول شقرة إن مستوى المياه ظل يرتفع حتى وصل إلى "أوكرة العربية".

موقف لا يُحسد عليه شقرة، المياه لا تمنع تحركه فقط بالسيارة، بل أيضًا غرق "في شبر ماية"، خلال ذلك الوقت صوّر الشاب فيديو قصيراً يُبين وضعه الصعب، أرسله إلى أصدقائه لكي يُنقذوه، حالة من الهستيريا الضاحكة كان عليها شقرة، وهو يقول "يا جدعان أنا غرقت، شايفين المية أهي، ايزي ايزي خالص".

يقول شقرة إنه لم يكن يضحك "أنا كنت بعيط"، حاول إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، اتصل بأصدقائه، صعد بالسيارة ناحية الرصيف وظلّ هناك، ساعة ونصف قضاها الشاب حتى قدم أصدقاؤه لإخراجه "حطوا بلوك كبير تحت العربية وزقوها"، ولم يرجع الشاب إلى سكنه بالمعادي، بل بات ليلته في التجمع الخامس.

الفيديو القصير الذي صورّه شقرة قام أحد أصدقائه بنشره على صفحته، ليحظى بمشاهدة تزيد على 821 ألفاً، أما عن حال العربية الآن فيقول شقرة إنها "عبارة عن مية".

في العاشرة مساء الثلاثاء فزعت نهال قوصي حين وصل لسماعها صوت صراخ، نظرت الشابة عبر نافذة منزلها المطلة على الشارع، الذي غرق بمياه الأمطار، لتجد سيدة تقود سيارة وصلت المياه إلى منتصفها، وبرفقتها أطفال صغار.

1

داخل إحدى المناطق السكنية بالتجمع الخامس انتبه الجيران على صراخ السيدة التي تغرق سيارتها خارج "الكومباوند"، حيث يقع الشارع عند نادي الزهور، تقول نهال إن السيدة كان برفقتها طفلان أو ثلاثة، منهم "بيبي في الكار سيت"، ظلّت نهال وجيرانها يُحاولون تهدئة السيدة "الولاد كانوا بيعيطوا وهي كمان بتعيط"، كانت نهال تخفف عنها قائلة "متخافيش فيه ناس جاية"، حيث قامت بالاتصال بأمن "الكومباوند".

لم تنتظر السيدة لحين قدوم الأمن، بل أقدمت على إخراج أطفالها من السيارة "وطلعتهم فوق سقف العربية"، ثم قامت بحمل واحد تلو الآخر، ونزلت به حتى الوصول لمنطقة بعيدة عن المياه "ومشيت مسافة كبيرة والمية واصلة لغاية نصها"، في تلك الأثناء كان طفلاها الآخران يصرخان أيضًا من الفزع، كان مشهد صعب كما ترويه نهال "أنا شفت عربيات متعطلة في وسط المية وميكروباصات بس دي كانت أم وأولادها لوحدهم، دا غير إن موبايلها وقع في المية".

حالما تمكّن الأمن من القدوم كانت السيدة قد وصلت لبر آمن، وعرضت عليها إحدى السيارات المارة توصيلها "كانت خلاص مشيت"، أما السيارة فعلقت في المياه حتى الفجر "جه الونش وشالها بعد كدا".

2

ثلاثة أيام منذ الحادثة ومازالت تلك المنطقة غارقة في المياه، بحسب نهال، والصور التي أرسلتها لمصراوي، تذكر نهال أن الشارع لا يعتبر رئيسياً بالنسبة لساكني "الكومباوند"، فبالتالي لم يُعق حركتها للخروج منه.

3

نشرت نهال ذلك الموقف على صفحتها بالفيسبوك، ما إن غادرت السيدة حتى كتبته متأثرة بما شاهدت.

فيديو قد يعجبك: